|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب الأخ أبا عبد الرحمن السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، ودورك في جمع نصوص تاريخنا الجميل. فليس أمامي لشكر ما تقوم به إلاّ مقام القائل: فتى إذا رمته بمدحي***يمنعني العجز والقصور لا زال في رفعة وعز***ما كررت سجعها الطيور لما لأياديكم السخية ببذل نوادر التراث، فضلاً عن مشهوره ـ فامض على ذلك السبيل السلسبيل. مكرراالشكر لهذا المرور الذي هو من المنشطات الزكية.... فاحمني بالدعاء الصالح ـ بارك الله فيكم ـ ولقد ذكرتني هذه القصيدة يتيمة الدهر، حقيقة معنى قول الشاعر: كل علم ليس في القرطاس ضاع***كل سر جاوز الاثنين شاع فلذلكم قوموا بتدوين تراثكم الطريف والتليد ـ أرباب القلم السوقي البلغاء الكتاب، اللسن النجباء نجابة أولي الأباب... لتعلموا أن الأجيال تنتظر عطائكم العلمي التاريخي الواعد، لتكافئكم بالشكر الجزيل والدعاء لكم بنيل الرضوان يوم المشاهد. إن مضى قرنكم كغيركم. فتقوم بجمع ما تناثر من درر عطائكم لتصوغه صياغة حلي الجوهر، متجاوزة عما يقع دون الكمال على النقص المخرج له وجوه أو وجهان أو وجه أو ما يعتذر له بمعاذير حسان ليغتفر. وأنا على رأس صريغ غوانيهم العلمية المتميزة كأجدادهم، فينظروا بي نظر المغشي في الأخطاء ليصححوها كي ما يسوغ لهم قبولها قبول من ألجأته المسغبة بما صيد من جرادهم. وعذري في ذلك بعد اعترافي بجهلي ما بلغ به مشقة عمل يومه، ما يعوقه عن معاودة تهذيب ما في أمسه... وكثيراً ما أتجاز ما يعد من الخطأ المطبعي، بعد نشر نفح الطيب لكيلا يشغلني عن وردي التاريخي المشغول به يوم معي ـ والله المستعان، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. وعلى كل حال فلنتيقظ لحقيقة معاني قول القائل الكيس الفطن، الشاعر الفحل اللسن: ولم أر في عيوب الناس عيباً***كنقص القادرين التمام فلذا انهضوا نهضة الأبناء البررة، إذ ثقفكم سلفكم آل السوق الأعلام تثقيف أهل العلم المهرة ـ فنشروا: تاريخ آل السوق المنظوم والمنثور، الغريس الأصول الطيب الفروع الثمير اليانع المنظور. ![]() رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
![]() |
#2 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() الطود السادس: الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سِيدِيَآلَمِين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
وما أدراك ما الشيخ أحميد، إنه ضرغام من ضراغمة العلوم المؤسس عرينه على علية الطود الشامخ تروى أسود أبناء زمانه بالنسبة له كأسيد. حدثني ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله ـ حفظه الله ـ الذي أدرك شيئاً من زمانه لقياً ومعاصرة، خاصة أيام كان ضمن أشبال أسود غابات العلوم، قائلاً: إن السيد الأمير مَلُّولي بن لَوِيشْ الشهير المعلوم، أمير منطقة قوسي، وما يتبعها، عرض على هذا الطود العلمي الكبير، أن يترأس فرع الوزارة الدينية خاصة رئاسة المجلس العلمي والإفتاء... فلتمس هذا العلم الشيخ العلامة أحميد من السيد الأمير مَلُّولي أحد أمراء قبائل إمغاد المشاهير أن يبقيه كما كان أحد أعلام علماء إمارته الواسعة النفوذ، على أنه حامي حماها أمام أيّ عالم علامة فحل مستعضل جهبيذ... أقول: ذلك المقام في الحقيقة مقام صعب المرام، إذا أسعرت نيران حروب الأنام، فلا يقوم هذا المقام العزيز إلاّ ضياغمة أسود الأمم، سواء في فرسان الحسام أو فرسان القلم، على نحو قول أحدهم: وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر***وإن ترعياني أحم عرضاً ممنعا وهنا يحسن بقلم التاريخ أن يتعرج من غير عرج، وأن يقول بعض ما قيل من الثناء المتواتر الثابت عن الثقات الأثبات العلماء الأعيان لا قول القوم الهم الهمج... ممهدين بتاريخ مسيرة انتقال آل سوق العلم الكبير، عن سوق واحد علمي كبير إلى بناء أسواق علمية متفرعة في أرجاء صحراء أسياد الصحراء، ليغنوا من تحت سيادة الصحراء الطارقية بأسواق علمية شرعية نظام الشئون الإسلامية كواجب شرعي فرض كفاية المجتمعات، فرأوا أن يكون فرض عليهم ليكونوا ممن يسقط بهم الإثم عن بقية أفراد مجتمعات صحرائهم العزيزة جيلاً جيلاً إلى جيل من أدركناه من نهج الرعيل الكريم، ونسأل الله أن يكون خصلة في عقبهم إلى يوم: ألحقنا بهم ذريتهم... ابتغاء مرضاتك يا بر يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه... هذا يقول الدكتور الهادي الدالي: وقد خربت مدينة السوق في عهد أسكيا الحاج محمد 1493ميلادي. أي: قبل جودر، ومن ثم انتشر أهلها، فعبد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم ـ السوق ـ أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام في (أَزَوادْ) في عهد جودر باشا، وقد أعجب سكان (أَزَوادْ) لعلمهم وتقواهم، فأغدقوا عليهم الأموال. كتاب: مملكة مالي الإسلامية وعلاقتها مع المغرب وليبيا، ص 112- 114. ط: صنين... وهنا تنبيه جليل: وهو ما يتمتع به آل سوق العلم الكبير، من رعاية سيادة صحراء أسياد الصحراء من كفالة أرزاق العلماء من قبل سيادات تلك الدول، والأمر كذلك إلى اليوم الذي ظل المجتمع بعد فقده نظام الدول، إلى السلطنات، إلى الإمارات، إلى مجتمعات سياديات مناطقهم يقومون بهذه المسئولية لعلماء المنطقة عامة، وللسوقيين خاصة... ولإعطاء ذلك دراسة خاصة لموضعه الموروث الجميل ـ بإذن الله الهادي إلى سواء السبيل. قلت: إن من حسن صنيع آل سوق العلم الكبير، في تشرفهم بحرفة العلم وجعله مهنتهم ـ ابتغاء مرضاة الله تعالى ـ في معاني هذا النقل. الذي جعل من لم يعرفهم من قبل يؤويهم إلى سيادة دولته، لعلمهم الزخار، وعملهم به عمل العالم التقي الورع البار، الذي ما زال الخلف يتبع سلفه فيه إلى ما أحياه هذا الطود الشيخ العلامة الذي جرني حسن جوابه للسيد الأمير ملولي ليصرفه عن رغبته أن يترأس فرع الوزارة الدينية في إمارته، ليوصله رسالة عالم عامل بعلمه أنني لا أريد به الرئاسة الدنيوية... فضلاً أن يرغبوا في الرئاسة الدنيوية عن غير طريق العلم، الذي يفر منها نبهاء الأمم التقاة الفطنا في تطليق الدنيا ثلاثاً: واتخذوا صالح الأعمال سفنا إنه حقاً ما قاله القائل فأحسن القول: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم***ولو أنهم عظموا العلم عظما هذا وهناك آثار علمية يحتفظ التاريخ بها لأهله إن رجع إليها الدور ليقول الحال قبل لسان المقال: قدني من نصر الخبيبين قدي. بإذن من بيده ملكوت كل شيء. وإنما المقصود هنا رسالة ستة قرون، ونحن الآن في السابع حسب التاريخ المذكور في نقل الدكتور الدالي ـ جزاه الله عنا كل خير... أقول: إن بناء التاريخ الزاهر، والمجد الباذخ الظاهر، ليس من مقدور الأحياء، ما لم يكن عمده أسسها من قبله من أجداد أجداد الآباء. إذ كل حيّ هو تاريخ من بعده، وأن تاريخه هو تاريخ من قبله من أبيه وجد جده. وما أحسن قول القائل: لن تبلغ الفرع الذي رمته***إلاّ ببحث منك عن أسه فالتاريخ بنوعيه المنبوذ المشئوم، والممجد المرقوم، كلاهما كظل شجرة ثابتة الأصول طيبة الثمار، أو شجرة خبيثة لا لظلها ظل ولا قرار. شتان ما بين المنتمين إلى أحد الفريقين، كما قال القائل: ترجو لحاقهم وأنت مقيد***قد أخرتك عن المنى الأقدار هذا وكل فرع يستظل بظل شجرته التاريخية، فيما هو من مجد عطاء الأجداد أصول العصور السخية.. وما أضافه هو أو بناه من غير أس أصيل العروق، فهو من بيت مال التاريخ المشترك الحقوق. لأنه كميراث إرث الغني اللقيط، لا من عرف له جهة ترثه كقائل: هب أن أبانا حجر في البحر اليم المحيط. ونحن سنرد على مورد سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنبل اليوابس من مجاري الريق، ب قطرات سلسبيل مسيال نهر معارفه الرحيق. قائلاً: **- الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سيدي آلمين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. هو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قلت: هذا الطود سنظل نسرح مناعم النظر بأفانين ودقه، إلى أن يصل بنا المرعى مواطنه الربيعة المسماة: ((مسارح الصيد في قيد ما أطلق من سيرة العلم الشهير الشيخ العلامة أحميد)). مع أحد شيوخي المؤرخين، في تاريخ المنطقة وأعيانها السادة وأهل العلم الذين منهم آل سوق العلوم الكبير، الذين كأنهم المقول عنهم: يا طالبا لهم وليس يراهم***حجبتك ويحك عنـــــــهم الأوزار لو كنت تعرف قدر ما أجنيته***لجرت أخي من جفنك الأنهار. كما قيل قديماً عن أدعياء المجد المجهول، المتعطشين لشرب ماء السراب شرب الهيم فضلاً عن الماء العكر بغثاء السيول، المصور في الأبيات السابقة المنقولة من كتاب: زهرة الكمام... لسراج الدين عمر بن إبراهيم أحد أعيان الأعلام. |
![]() |
![]() |
#3 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() طلاب شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله: النجوم الزواهر: ومن اللطائف الحسان فضلاً من الله الكريم البر ـ سبحانه وهو شديد المحال، أن كنت أمس القريب بتسيير من ربي أتتبع بغنيماتي شعوف الجبال. وأنا اليوم أسرح في ضواحيها المرعى، كحقيقة تقال، فأقولها: إن الكلام ذو شجون. خاصة إذا تعلق بنقلة العلوم والفنون طلاب العلم الكبار، الذين سبقونا إلى موارد البحر الماد الزخار. لينهلوا من معينه المدرار، ما بين مجرور بإرادة قوية تسوقه من موطنه في رحلة بقدر إلى ساحل هذا البحر ليظفر بالدرر العلمية المقعدة الحسان النضار. وما بين من ينعم صباح مساء بنيل تلك الدرر من مكانه الكريم فيكون بهذا البحر أسعد جار. على أن من سبق ذكره العطر في مواطن غير زواهر هذه الترجمة فلا يعد لتتوزع تلك النجوم في أبراج نيرة مختلفة، على نظام جميل كوكبي المطالع المؤتلفة. غير أن ما قيل: لكل قاعدة استثناءات. كعموم مخصوص، أمر لا تخلو منه كثير من النصوص. لذا فإننا لا يغنينا ما تقدم من ذكر النجم الزاهر، دون استصحاب النظر لمجرى برجه الجلي جلاء الظاهر ـ ذلكم سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله ـ هذا الطالب، الذي يتحفنا بهذه الترجمة المستبرقة الذيول الديباجية بذكر أقرانه زملائه الأعيان الذين كانوا وقتئذ يتنافسون في أخذ العلم الغزير عند من نال منه الحظ الوافر أسنى المطالب... على أني ارتأيت لترائي أشعة جواهرها الكريمة، ترتيب أبراجها حسب استمداد كل نجم عدة أشعة مشبعة من أضواء هذا البدر... كما أني أورد ذكر أيّ نجم في مسرده ـ حسب ما مدني به قاموسه التاريخي المحيط ـ حفظه الله. فلذا نتطلع من أرباب قلم المعرفة، أن يتحفونا نحن والأجيال بمزيد من تعريف متين لأيّ نجم تعريفاً يهتدى بمثله على نهج تعريف من ثقفه الأوائل الكرام المهتدون. المعين ذلك التعريف إلى أدرك أدق ما ينزع من المعاني الجميلة الجليلة من قول الباري جلّ في علاه: وبالنجم هم يهتدون. وأما أنا كأخ لهم من أبيهم: لن أبرح الأرض، حتى أبر بهم ـ بإذن الله ـ ولو بعد حين ما دمت أميز بين النفل والفرض. كما أني ليزال بي البحث ـ بإذن الله ـ عن إخوتهم الكرام النجوم ممن أتى بعدهم وهلم جرَ، إلى عهد من مدني مجرى كوكبهم الجميل الفلك بمعرفة أسمائهم وقبائلهم ومواطنهم بل والانضمام إلى مودة صدق أخوتهم باللقي والمعاصرة... وهؤلاء هم من أواخر النجوم الزواهر الطالعين، وهم الذين خرز بهم سمطهم الجميل، في: مرآة المقتدين.... **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل العلم الشهير عمران بن يوسف السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما من متون العلم. قلت: وسيأتي ـ إن شاء الله ـ مزيد من نفح طيبه الفواح، تحت عنوان: تشييد العُمران بما في صحيفة الشيخ العلامة عمران **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله.
قرأ عليه مبادئ النحو، والخلاصة، وشرح ابن عقيل، والكافية. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أَلْياضًُ .. السوقي الجلالي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما، مما أعاد قراءته عليه مما قرأه من قبل. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل الثابت بن حَبْحا السوقي من قبيلة:(إسَمِّضَوَنْ) بل هذا النجم هو رئيسهم وقتئذ ـ رحمه الله. قرأ عليه الخلاصة، والشافية، وسعد الدين. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل المحمود ابن العلم الشهير إفَنْفَنْ الأدرعي السوقي من قبيلة: إقَدَشْ ـ رحمه الله. قرأ عليه الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل يحيى بن وامُّدَّتْ الأنصاري السوقي من قبيلة: كل تَكَرَنَّت ـ رحمه الله. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. وهنا يغلبني سلطان عزوف القلم إلى تطريز ديباجة الذيل، في معرض الاقتداء بالأسوة الحسنة: ألا ترون أني أوفي الكيل... |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]()
الصلة:
تذكرت والذكرى تثير لذي النوى***هموماً وفي الذكرى تهب صَبا الهوى قلت: ولم أر لكل ذي الذكرى الجليلة من الاستعانة على ألمها من أذكار الصباح والمسا، وإلاّ كاد إن نودي أو أكلم أن لا يعقل معاني الخطاب فيظل أخرسا. أخي القارئ الكريم: إن تاريخ آل سوق العلم الكبير، تاريخ جليل الصرح العلمي شامخ أنير، تعاقب على بناء مجده الزاهر، رجال كبار في التاريخ قرناً بعد قرن سجلات روائع العطاء العلمي الرصين المتين الباذخ الظاهر. فكان من ذلك العطاء السخي ما يبذله أبناء آل السوق في سبيل أخذ العلم حسب أسس متينة جيلاً جيلاً إلى جيل النجوم الزواهر ـ ونرجو أن يبقى ذلك خصلة في بناة مجد سوق العلم الكبير، إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها ـ وهو على كل شيء قدير. ومن روائع تاريخ آل السوق ـ كل أسوك ـ ما أولوه من الاهتمام البالغ بالرحلات العلمية خاصة بين قبائلهم لما لها من التمكن العلمي المقر به من يعرفهم من القاصي والداني في العلم... وهم في ذلك على آداب جمة مع أهل العلم، خاصة من يقصدون عندهم أخذ العلم من التأسيس إلى التبحر والتفنن... حتى كأنهم المصور حالهم في قول القائل: اشدد إلى العلم رحلاً فهي راحلة***وصل إلى العلم في الآفاق أسفارا حتى تزور رجالاً في رحالــــــهم***فضلا فأكرم بأهل العـــــلم زوارا والطف بمن أنت منه العلم مقتبس***جدد له كل يوم مـــــــنك إبرارا ومن فرائد روائع تلك الرحلات العلمية، أن قبائل السوقيين خاصة فيما مضى تتمتع بكبار العلماء في كل فن بحور، ما لو أراد أرباب تلك الرحلات ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ لم ينشئوها لوجود من يغنيهم ـ من علماء قبائلهم ـ إغناء إرواء الغليل. علماء فطاحلة أعلام أرباب المقام العلمي الجليل، كأنهم المعنيون في قول من أحسن حين قال: بحور زاخرة ***لن يبلغ الكادح فيها آخرة. فبمثل بحر علمي من تلك البحور استغنى من بقي في سواحلهم ممن أصبح بعد من فطاحلة العلم ولم يرحل عن قبيلته يوماً من الأيام طلباً للعلم في غيرها. هذا تنبيه ظريف لطيف، وألطف منه ما تتمتع به بعض قبائل السوقيين في العلوم ما أقر به عليه بعد عطاء نتيجة الدراسات التحصيلية. ومنها هذه القبيلة الميمونة المناقب، السنية المراتب، التي جعلت زمر طلاب العلم من شتى القبائل تتنافس في الرحلات إليها ـ فضلاً من الله والله ذو الفضل العظيم. وصدق الله إذ يقول: تلك الرسل فضلنا بعضهم... فما بال من يجنح في أن يساوي فضل الجمهور بفضل بعضهم. فالأفضلية بخصوصياتها سنة أزلية، وذكرها سنة أيضاً أزلية... فليسع الجميع ما وسع الأوائل والأواخر، ففضل زيد على عمرو ليس معناه إلغاء فضائل عمرو الخوافي والظواهر. ولقد جرى التفضيل بين خيرة الخلق بعد الأنبياء والرسل، وهم الصحابة، كفضل الصديق على الفاروق، والفاروق على ذي النورين، وذو النورين على أبي تراب ـ رضي الله عنهم وعن بقية الصحابة الكرام. ولقد بلغ ذكر ذلك التفضيل مبلغ العقائد. وكل أمة لا يمكن بحال من الأحوال أن تتساوى في الفضل ولا في غيره، وإن ما لبعضهم من الفضل الجليل الجلي، هو فضلها إذا اقترنت بغيرها في العلو بعلي. فتفاخر بمفاخر مآثرها من جهة الأم أو الأب، أو بهما جميعاً على نحو قول من قال: أمهتي خندف والياس أبي. فترك ذكر أي خصلة حميدة لمراعاة عاطفية في معرض المفاخر، ظلم تاريخي وخيانة اجتماعية وجور فيه كبير ظاهر... وقد يظن الظان أنه إن أغفل ذكر ما لليمين من الفضائل، سيسلم له ذكر الشمال ذكر جمع السالم في معرض الشمائل. وربما رام المغلوب في أمره أن يتجاهل حقائق من تلقاء نفسه، فإذا تجاوز الأمر نفسه إلى عالم المعرفة ندم ندامة الكسعي، القائل: ندمت ندامة لو أن نفسي***تطاوعني لقطعت خـــــمسي تبين لي سفاه الرأي مني***لعمر أبيك حين كسرت قوسي هب أخي القارئ الكريم: أنك تركت أهم مناقب أفراد قومك إرضاءً لمن لم ينلها... ثم لما نزلت من المنبر المفاخر ارتقاه منافسك فذكر أجل ما يعلمه عن قومه وعن خصائص أفراد قومه، فقضى السامع لبيباً كان أو غير لبيب بالفضل والمجد لمن أتى بزيادة يفضل بمثلها، فمن جنا على نفسه تلك الجناية النكراء؟؟؟. لذا فكل أمة في خطأ تاريخي جسيم، إن لم تنظر في نفسها نظر الشخص في جسده السليم، المقر أن منه الشمال ومنه يمينه الكريم، إضافة إلى تفاوت أعضاء جسده في أهميتها ودورها الطبيعي خلقة، وينظر فيها معتبراً أن مجموعها هو كمال نفسه رتقاً، لا كماله عضواً عضواً فتقاً... فالأمة بدينها الحنيف ديناً قيما، كالجسد الواحد، وكذلك تكون في الخصال الحميدة... فمفاخر أفراد جماهير الأمم هي مفاخر تلك الأمم، لا أن كل أمة مفاخر كلها عن بكرة أبيها... فالمفاخر هي ذكر مآثر من رزقها من الشعوب، وقبائل، وبيوتات عن طريق أفرادها الواقعة منهم... لذا فليكشف كل واحد جيلا جيلا بكتابة موثقة يكشف بها النقاب عن أعلام صحرائنا العلماء وغيرهم من السادة، فنحن جميعاً أبناؤهم فلكن بهم بارين بذكر ما للفرد، والقبيلة والشعب والأمة من المناقب الجليلة ومزايا المآثر، ولنتغن بمجد الجميع على نحو قول القائل: نحن بني أم البنين الأربعة***ونحن خير عامر بن صعصعة ومن عزوف المعزوف، نرجع إلى بيان نوع من أنواع الفروق بين الصفة والموصوف. بعود حميد إلى رحاب سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنصل به إلى علم الفلك عبر تعريفة بزواهر من نجومه، قائلاً: **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أحمدْ محمدْ ابن العلم الشهير بُوجَلْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آلاّ بن محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل البشير بن الكرماني الإدريسي السوقي الجلالي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل إمَنْمَنْ بن أسامة الإدريسي التبورقي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آحمد بن أحمدُ السوقي من أهل بنكلاري. قرأ عليه الآجرومية، وملحة الإعراب، وربعين من الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل محمد ـ آمّا ـ بن حسان ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. قرأ عليه الآجرومية، والربع الأول من الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله بن محمد آحمد ـ إنْتَمَلْمُولي ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله. وهنا يقف بنا قلم التاريخ، خاصة فيما تفضل به علينا سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ على وجه العموم والخصوص، على أمل في لقاء آخر كريم مع سعادته ـ جزاه الله عنا كل خير في الدارين. اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، واجعلها خير ذخر لنا يوم: وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى. قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه يحي بن إبراهيم السوقي بتاريخ 15/2/1432هـ
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-19-2011 الساعة 12:58 PM
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|