|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() 2 فقرات البحث: تنحصر في ست محاور بعد المقدمة: المحور الأول: إشارات حول مادة السوق وإطلاقاته: وفيه: ثلاث فقرات: الفقرة الأولى: تعريف السوق لغة: قلت: إن السوق يختلف معناه اللغوي باختلاف دلالاته، لأنه يأتي لفظه تارة ويراد به الجمع، كما قال تعالى: { فَطَفِقَ مَسْحاً بالسوق }. يعني: يضرب السوق وهو جماعة الساق. وقال العلامة اللغوي الفيومي: وتطلق السوقة على الواحد والمثنى والمجموع، وربما جمعت على: سوق، مثل غرفة وغرف. وساق الشجرة: ما تقوم به، والجمع سُوق. الخ وأما من جهة معناه اللغوي، فهو من مادة: ساق. التي مصدرها سَوْق قال الراغب الأصفهاني، في معرض كلامه مادة : ساق - سوق الإبل: جلبها وطردها يقال: سقته فانساق والسيقة: ما يساق من الدواب. وسقت المهر إلى المرأة وذلك أن مهورهم كانت الإبل. الخ وقال العلامة أبو العباس الفيومي: (س و ق) سقت الدابة أسوقها سَوقاً والمفعول: مسوق على مفول. وساق الصداق إلى امرأته حمله إليها، وأساقه بالألف لغة. والسُّوق: يذكر ويؤنث، وقال أبو إسحاق: السوق التي يباع فيها مؤنثة، وهو أفصح، وتصغيرها سويقة، والتذكير خطأ، لأنه قيل سوق نافقة، ولم يسمع: نافق بغير هاء. والنسبة إليها: سوقي، على لفظها. الخ الفقرة الثانية: ذكر البلدان المشهورة باسم: السوق: قلت: إنه لما كان هذا البحث المختصر متعلقاً بمدينة السوق، وأهلها، أحببت حب الخير أن أتناول ما يتعلق بهذه المادة خاصة هذه الفقرة، التي يقول عنها العلامة اللغوي مجد الدين الفيروزبادي: والسوق م، وتذكر وسوق الحرب: حومة القتال، وسوق الذنائب: بزبيد، وسوق الأربعاء: بخوزستان، وـ الثلاثاء: محلة ببغداد، وسوق حَكَمَة: بالكوفة، وسوق وًرْدان: محلة بمصر، وسوق لزام: بإفريقية.... الخ وقال السخاوي: وقد أملى (الزين الأنصاري) على الطلبة من نظمه أبياتاً من الرجز في معرفة أسواق العرب في الجاهلية، وهو: إن شئت أن تعرف أسواق العرب لتقتفي الآثار من أهل الأدب فدومة الجنــــــدل والمشـــــعر وهذا القول عندي أظـــــهر كذا فجار ودثـــــار الشــــحر وعدن من دون هـــذا البحر صنعاء منها وعكاظ الــــــزاهية وذو المجاز وحبـــاش تالـية وآخر الأسواق عند ذي الــرشد مجنة بها فكــــــــمّل العدد فأضفت أنا قائلاً: فقلت لو درى بسوق الــــسوق لجا به في نظــــــــمه المنسوق قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إِدْوَلْ بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ الأماكن المعروفة بالسوق علماً لها في قارة أفريقيا ثلاثة (سوق إفريقية) بتونس، (وسوق أهراس) بالجزائر، (وسوق تادَمَكَتْ) في آضغاغ الشهير عند المؤرخين بمنطقة الطوارق وهو جبال كِيدال المعروفة أخيراً بآضغاغ وانْفُوغاسْ، وكانت مدينة السوق التي في آضغاغ من المدن المعروفة في التأريخ، وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق). وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني..الخ الفقرة الثالثة: ذكر لفظ السوق الوارد مقيداَ بالعلم قلت: إنني حينما أتناول هذه الفقرة أتناولها، من باب مزيد الإيضاح، خاصة فيما بين لفظ السوق، ولفظ العلم من العلاقة المجازية، التي ساهمت بالاعتزاز إلى الانتساب إلى اسم مدينة السوق العلمية، لذا أردت أن أعزز الفقرتين السابقتين بثالثة تجري في مسارهما رافلة في تتبع آثارهما، عطاء غير مجذوذ من عجائب لغة القرآن الكريم، التي شرف الله قدر منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بفهمها، من معرفة ما اتفقت دلالات مبانيه، أو اختلفت ألفاظه ومعانيه. فإذا تقرر ذلك فإليك ما وعدناك ـ بإذن الله: قال الذهبي ـ رحمه الله: ناقلاً قول ابن الأثير عن أحد الأعيان، في قوله: كان عالماً بعدة علوم فاضلاً ، نفق سوق العلم في أيامه. الخ وقال القنوجي: الإشارة الرابعة: اختلاط علوم الأوائل والإسلام: على أن أكثرها مما لا تعلق له بالديانات ، إلى أن قال: فنفقت له سوق العلم وقامت دولة الحكمة في عصره وكذلك سائر الفنون. الخ قال الإمام الذهبي ـ عند ترجمة أبي المظفر ابن الملك العادل ـ: وقال ابن مسدى كان محباً في الحديث وأهله حريصاً على حفظه ونقله، وللعلم عنده سوق قائمة على سوق الخ وقال أبو الحسن الشنتمري، تحت ترجمة الشاعر عبد الجبار: أهدي من القريض ما نمقته... إلى رئيس سيد أملته تنفق سوق العلم في ذراه... مضمناً للبعض من حلاه في كلم كلؤلؤ العقود... أنظم ما ضمنه المسعودي . الخ وقال الإمام ابن حزم، في معرض كلامه على نصاب زكاة الإبل، فقال بعد كلام له ما نصه: فيسهل عليهم إلاّ أنها لا تنفق في سوق العلم. الخ المحور الثاني: تلميحات حول ما ورد منسوباً إلى لفظ السوق: وفيه: فقرتان: الفقرة الأولى: ذكر جملة من الأسماء المنسوبة إلى لفظة السوق: قلت: إن بعض من قصر اطلاعه على كثير مما له وجه صحيح، وإطلاق فصيح، قد يستحسن من تلقاء ذوقياته الذاتية أمراً، ويستهجن غيره، فيعيب كل ما لا يصوغ له هو الصياغة التي يستحسنها هو من الألفاظ والعبارات، وما ليس كذلك مما ضربنا له المثال بما سبق في التلميح، خاصة إذا وقف على ما يتمشى مع نهجه الشاذ، فتجده حينما يتكلم بتلك المعلومة التي قد لا يعلم سواها مما جاء خلافها في تلك المسألة، فيظل متمسكاً بها على حد قول القائل: فإن القول ما قالت حزام. ضارباً عما سواها صفحاً، فمن هذا قصدت تناول هذه الفقرة على ثلاثة أوجه. الوجه الأول: بيان قولهم هذه عبارة سوقية، في معرض التقليل من شأنها فصاحة. قال صاحب الوشي المرقوم، بعد كلام له حول فصاحة القول، قوله: وكذلك السوقي المبتذل بالتداول بالاستعمال فإنه ينزل بالكلام عن طبقة البلاغة. الخ قلت: قولهم:هذه العبارة سوقية، هو إطلاق مجازي، ليس من الدلالات الوضعية، لأصل هذه العبارة. قال صاح المعجم الوسيط: ( السوقي ) المنسوب إلى السوق أو السوقة و يقال هذا الشيء سوقي غير جيد الصنع و هي سوقية ( محدثة ). الخ. لذا انظر كيف عبر بقوله: ( محدثة ). أي ليس إطلاقها وضعياً على معنى الرداءة أصلاً، وإنما هو منقول عن تقسيم طبقة الناس إلى قسمين: الملوك، ومن دونهم. على حد ما يلي: قال الفيومي: بعد كلام له عن السوق، قائلاً: والتذكير خطأ، لأنه قيل سوق نافقة، ولم يسمع: نافق بغير هاء. والنسبة إليها: سوقي، على لفظها.وقولهم: رجل سوقة، ليس المراد أنه من أهل الأسواق كما تظنه العامة بل السوقة عند العرب: خلاف الملوك. فبين نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سُوقة نتنصف. الخ الوجه الثاني: أن عبارة السوقي ليس إطلاقها على المعنى الرديء دائماً على حد ما تقدم، وإنما تأتي ويراد بها الغاية في الحسن، مع عدم تسليم إطلاق الوجه الأول الدني أيضاً: قال أبو حاتم بعد كلام له منه، قوله : أن قوما غلطوا فقالوا للشيء المجود مُدهَمق واحتج بقوله: إذا رأيت عملاً سوقياً مدهمق فادع له سلميا فظنوا أن السوقي الرديء، قال: وأصحاب المرايا يعطون على جلاء المرآة فإن اشترطوا عملاً سوقياً أضعفوا الكرى، وهو أجود العمل. ونختم هذه الفقرة، بهذا الحديث المرفوع، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ واصفاً فيه مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان )). قال الألباني ـ رحمه الله ـ وله شاهد مرسل رواه ابن المبارك في ((الزهد)) أخبرنا أبو إسرائيل عن سيار أبي الحكم مرفوعاً، بلفظ: ((كان يمشي مشية السوقي ليس بعاجز ولا كسلان )). وأبو إسرائيل اسمه إسماعيل بن خليفة صدوق سيئ الحفظ وبالجملة فالحديث عندي حسن بهذا الشاهد. الخ هذا أمر جلي في عدم تلازم النسبة السوقية إلى معنى الرداءة اطراداً، لا وضعاً لغوياً، ولا استعمالاَ اصطلاحياً مطلقاً، فضلاً أن يتناول الانتساب إليه أي: السوق معنى الرداءة إذا أريد به الانتساب إلى المدن المسمية بـ(السوق). الوجه الثالث: بيان ما يلتبس على من قصرت به أدوات البحث والتحرير والاطلاع بين ما جرى نسبة مكانية إلى السوق، وبين ما جرى نسبة إلى حرفة البيع والشراء في السوق بين أرباب الفنون والصناع، فإليك كشف اللثام عنه نقلاً وعقلاً ـ بإذن الله. أما النقل فمنه قول أبي طالب المكي في قوله: وليتجنب هذا السوقي البيوع الفاسدة مثل بيع الضرر والخطر والمجهول. الخ قلت: فهذه النسبة واضحة الدلالة لغة واصطلاحاً، وهي التي يرد كثيراً إطلاقها في كتب الفقه، ما بين بيان ما يتعلق بالبائع السوقي، وبين ما يتعلق به بذكر شيء من خوارم المروءة، من أكل في السوق بين الناس، ونحوه مما لا يليق بأهل المروءة، ومن صفاته غلبة الجهل عليه، والغفلة عما يتعلق بآخرته. من ذلك قول أبي طالب المكي أيضاً، في قوله: ولا ينبغي للسوقي أن يشغله معاش الدنيا عن الآخرة، ولا تقطعه تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة، ولا يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة لأنه من الموقنين. الخ يتبع ![]() رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
![]() |
#2 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (3) قلت: وهنا ثلاث مسائل. المسألة الأولى: عدم تعلق النسبة بمعنى لغوي مذموم، بعد وقوعها تاريخياً. لا النسب المكانية، ولا غيرها من النسب، فمن ذلك النسبة إلى السوق علماً على مدينة، إذ لا فرق بين النسبة إليها، وبين النسبة إلى اسم بلد آخر من البلدان كالقرطبي من قرطبة، والشاطبي من شاطبة، والدمشقي من دمشق، وغيرها. فإن كان سبب الالتباس هو النسبة إلى حرفة البيع في السوق، أو ما في معناها، وبين نسبة إلى اسم بلد سمي بـ: السوق، فذاك لبس ناشئ من غير مثال سابق، لا نقلاً ولا عقلاً. فانظر على سبيل المثال: مدينة فاس، والنسبة إليها الفاسي كنسبة أبي عبد الله محمد بن الطيب صاحب كتاب: موطئة الفصيح لموطئة الفصيح. وغيره من أعلام مدينة فاس العطرة المناقب، علماً أنه لا يخفى معناها اللغوي الذي لا يلتفت إليه في معرض النسبة، فمثلها في ذلك مثل أي بلد عار عن أي معنى مستهجن كمدينة مراكش، ومدينة غرناطة، ومدينة الطائف، و غيرها. قلت: وما زال أهل العلم والفضل ينتسبون إلى ما شتهروا به بلداً كان، أو غيره من غير نكير، من ذلك الفسوي كنسبة أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان المتوفى سنة 347هـ وغيره من أهل هذه النسبة. ومن ذلك البوسي كنسبة أبي القاسم إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 760هـ صاحب كتاب: فاكهة المتحفظ. ومن ذلك: الكلبي ، وبنو كلاب، والمغفل والد عبد الله الصحابي الجليل، وجحش والد أم المؤمنين زينب الصحابية الجليلة. وغير ذلك مما ليس هذا موضع حصره. ومع ذلك فإني ما وقفت على من لاحظ في نسبته الأبوة، ولا نسبته المكانية المعنى اللغوي ذما، فضلاً أن يكون متنكراً عنها، وعن السبة إليها لا من قريب ولا من بعيد. المسألة الثانية: ما يلحق بعض النسب من صفة الذم إذا وقعت بالفعل، في أصل الأمر كأنف الناقة، لقصة مشهورة، أو مما قاله بعض الشعراء على بعض القبائل فذهب لقب ذم عليها، كقول الشاعر: إذا قيل أي النـــــاس شر قبيلة أشارت كليبٍ بالأكف الأصابعُ وقول الآخر: وغض الطرف إنك من نمير. وغير ذلك مما أولاه أرباب فن الأدب اهتماماً جمعاً وتصنيفاً، وما يتعلق بذلك من ذكر سبب أصل الإطلاق الذي بسببه أصبح ذماً. المسألة الثالثة: زوال معنى ذم اللقب، أو النسبة، إذا ذكر ما يتصل بهما في معرض الافتخار قلت: ومما وقفت عليه ممن كان يتنكر عن نسبته ويتحاشى ذكرها بني أنف الناقة حتى قيل في حقهم: ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا. فصروا بعد ذلك يتفاخرون به، ويجري مجرى هذا قول الآخر في معرض مفاخر بني كلاب : فلا كـــعباً بلغت ولا كلابا. في قوله: وغض الطرف إنك من نمير. وهكذا لو نظر القارئ الكريم من غير إمعان منه لظهر له جلياً عدم تلازم دلالة اللفظة الواحدة في باب المسميات بمعناها اللغوي. شتان ما بين الـــــيزيدين في الندى يزيد ســـــــــليم والأغر بن حاتم فنقول، كذلك: شتان ما بين النسبة إلى السوق العلمي، وبين نسبة الممتهن الحرفة البيعية إلى السوق التجاري. نقلاً وعقلاً، فما بالك في نسبة جمعت بين سلامة بناء مفردها، وطيب عود مفاخرها علماً وديانة، اللذان هما رأس الأمر وسنامه، فانظر على سبيل المثال قول الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي ـ رحمه الله ـ في تسليطه الأضواء على هذه القبيلة الميمونة ـ علماً أنه ليس من السوقيين، كما هو معروف، بل هو عالم وحبر بحر فحص القبائل العلمية التي وقف على ما لعلمائها من الفضل، والمكانة العلمية، ففضل من بينهم من قال في حقهم : جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا حووا كل فخر عن كرام أجلة رووه عن آباء مداولة دهرا إذا قيل أي الناس خير قبيلة فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا لكل أناس حرفة علموا بها وحرفتكم نشر العلوم كما يدرا وقال أحد علماء قبائل السوقيين في قصيدة رجزية رائعة، قائلاً بلسان حال هذه القبيلة مقالة ذلك الشيخ العلامة واللوذعي الأديب الشيخ محمد بن محمد بن اليماني السوقي الإدريسي رحمه الله: وبيته المشار إليه من أرجوزة له طويلة بائية منها على وجه المثال قوله: ولا أرى غير الــــــتعــلم الحسب لكـــــنني من ضئضئ ابن المنتخب الـحـــــسـن اللـــــباب من أم وأب قلت: لمحت هذه الأبيات السابقة حسب ما أشارت إليه إلى أمرين: الأمر الأول: حبه للعلم، والافتخار إليه لشرف العلم وفضله وعظم أجره، لاستحالة أن يعبد الله بغير العلم الشرعي، لقوله r : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم. وأما فضائل أهله فلا تعد ولا تحصى من أجلها كون أهله من ورثة الأنبياء. وصدق الله إذ يقول: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر الأمر الثاني: إشارته إلى نسبه الشريف نسب أهل البيت، من ذرية الحسن بن عليّ رضي الله عنهما. يتبع إن شاء الله |
![]() |
![]() |
#3 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (4) الفقرة الثانية: ذكر جملة أيضاً من الأعلام ممن نسبوا إلى لفظ السوق قديماً قبل اشتهار أهل مدينة السوق بمدينتهم التاريخية، موثقة من مصادرها ـ بإذن الله قلت: إن هذه الفقرة من الفقرات التي تسلط الأضواء على اشتهار هذه النسبة على كثير من الأعيان قديماً وحديثاً، من غير تفرد السوقيين أبناء مدينة السوق بهذه النسبة السوقية ، فضلاً أن تكون هذه النسبة عيباً، أو منقصة لأهلها، بل يذكرون كما يذكر كل ذي نسبة إلى نسبته التي لا لبس فيها إذ: ((الأرض المقدسة لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله )) ، فضلاً النسبة إليها فلذا: باب الأسماء، والكنى، والنسب، والألقاب، سواءً وقع بسبب معروف، أو بآخر مجهول، لا علاقة له بالدلالات الغوية، كما هو معرف بين أرباب التحقيق، وقد سبق شيء من أمثلته من ذلك ما تناوله السيوطي في نظمه ألفية الحديث: والضال والضـــــعيف سيدان ويــــــونس الــــــقوي ذو ليان. وإليك ما وعدناك أيها القارئ الكريم موثقاً من مصادره، لقوله تعالى: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. 1- محمد بن محمد السوقي... 2- أحمد بن محمد السوقي... 2- ناصر الدين محمد بن أحمد بن علي بن أبي محمد السوقي... 4-أحمد بن محمد بن الحسين بن السوقي... 5-أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر مولى قيس بن كلثوم السوقي... وغير هؤلاء الأعلام مما لا مطمع في حصرهم. المحور الثالث: الكلام عن مدينة السوق العلمية: وفيه: أربع فقرات: الفقرة الأولى: تسليط الأضواء على مدينة السوق جغرافياً: قلت: ومن باب تسليط الأضواء على هذه المدينة العريقة في بحر المناقب والفضائل والمآثر التي ازدهرت بها عن طريق بوابة قبيلة ( السوقيين) المنتسبين إليها عبر قرون مضت وحتى الآن فإلى هذه المدينة المسمية بمدينة ((السوق)) الواقعة في الصحراء الكبرى، التي ما زالت معروفة بالعلم مشهورة بنشر تعاليم الإسلامي من لدن تاريخ نشأتها حول القرن الثالث إلى الآن. وإليك بعض الإشارات حول موقع مدينة السوق جغرافياً عبر هذه النبذ المختصرة. قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري مؤسس مجلة المنهل ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته لعمه العلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق)) المعروفة في معاجم اللغة بهذا الاسم. والرابضة في قلب الصحراء الكبرى بشمال إفريقية... وقال محمد سليمان الطيب بعد كلام له سابق ما نصه:. تقطن هذه القبيلة شمال جمهورية مالي حول (مدينة السوق ) التي سمّيت بها. الخ وقال الدكتور الهادي الدالي: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وهي تبعد عنها حوالي 400كم، وكانت ذات شهرة عالية ومكانة جليلة في نفوس أهالي السودان الغربي وقد وصلها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان أوكل أمرها عام 61هـ إلى عقبة بن نافع الفهري ـ رضي الله عنه ـ والذي تم على يده فتح تونس، وبناء القيروان، وغدامس، وودان، وكوار، ثم ولاتة، ومزانة، وبعدها السوق، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق) وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني. وذكر أن السوق مدينة عظيمة في آضغاغ نزلها عقبة ومن معه من الصحابة وبقي في السوق أولاد المهاجرين والأنصار إلى أن خربت لكن الصواب الثابت أن السوق التي نزلتها الصحابة هي سوق إفريقية لا سوق تادمكت ثم رحل أهل تلك السوق منها إلى آضغاغ وبنوا فيها قرية السوق تسمية لها على قريتهم التي انتقلوا منها، وفي هذه المدينة. الخ الفقرة الثانية: تسليط الأضواء على مدينة السوق تاريخياً: قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ بعد كلام له، ما نصه: وشاء الله لهذه المدينة العبقة بالعلم والعرفان العامرة بالمساجد والجوامع والمفعمة بحلقات الدروس وبالمال الوفير والخير الكثير، أن تخرب في يد بعض الطغاة الطامعين، فتشتت شمل سكانها وتفرقوا فيما حولها من البقاع وكان جلهم من العلماء وطلبة العلم فغلب عليهم لقب السوقيين بعد ذلك تمييزاً لهم بالنسبة إلى البلد الذي نزحوا منه، وقد بقيت حتى الآن أطلال مدينة السوق شاخصة، ولا تخلوا زواياها من بقايا الكتب التي كانت عامرة بها. وكان ما حدث لها من الخراب في غضون القرن الحادي عشر الهجري. وقد عرفت كل قبيلة وكل حي بمنازلهم. قال الدكتور الهادي الدالي: وبما أننا في صدد الحديث عن الحياة الثقافية، في (( تنبكتو)) فيجدر بنا أن تحدث عن مدينة ((السوق )) التي كانت مركز إشعاع حضاري، في السودان الغربي، إلى أن قال: وقد مكث بـمدينة ((السوق)) أعداد من الصحابة الذين رافقوا عقبة ليعلموا الناس أمور دينهم، ويمحوا الشرك الذي كان موجوداً بها. والصحابة هؤلاء أجداد أهل (( السوق ))، وهذا يدل بوضوح على أن سكان(( السوق))، تجري في عروقهم الدماء العربية. الخ. وفي مجلة التاريخ العربي، ما نصه: لم يكن ابن فودي ورجال دعوته هم وحدهم الذين يستندون إلى كتابات المغيلي ووصاياه في إسناد آرائهم وتدعيم مذهبهم، بل كان كثير من رجال الدعوة والسياسة أيضاً يفعلون مثل ذلك. ومن الأمثلة عليه كتاب "تيسير الفتاح في الذب عن أهل الصلاح" الذي ألفه محمد أكنا السوقي (نسبة إلى كل السوق من بلاد الطوارق والواقعة حالياً ضمن بلاد مالي)، ثم الكُنْهاني في 121 صفحة كبيرة. الخ الفقرة الثالثة: الـــــســـوق مـــــوطــــنــاً قلت: جرنا البحث إلى هذه الفقرة، لأجل معرفة سكان هذه المدينة الميمونة قديماً نقلاً، كما يلي: قال الشيخ العلامة العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الفصل الثاني في تاريخها الإجمالي أما أول من بناها ووقت بناءها فلا يبحث عنهما المؤرخون المسلمون الذين وقفت على آثارهم ولعل الباحث على تواريخ الإفرنج سيطلع عليه. وغاية ما يذكر العلماء قبل وصول الإسلام إليها في القرن الأول الهجري أنها إذ ذاك مدينة عظيمة للبربر قديمة فلما أسلم أهلها صارت من أهم مدن الإسلام وصار أهلها من حملة الفقه ومن أهل السنة ومن محاربي البدعة، لم يزالوا على ذلك إلى أن تفرقوا عنها وتشتتوا في البلدان، ثم لم يزل العلم في قبائلها إلى الآن. الخ وقال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: بعد كلام له سابق ما نصه : وفي هذه المدينة قبائل توارق تادمكت، وتوارق إدنان ومن معهم من أولاد المهاجرين والأنصار السوقيين الخ وقال البكاي بن سيدي أحمد التيمبكتي: بعد كلام له سابق: وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق، ومن ساكنها معهم من البربر. قال الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله ـ حول سؤال حلولهم فيه، ما نصه: الجواب أن سبب حلولهم فيه لا يتعرض له الباحثون فيه أيضاً، ولا يتعلق به الغرض في شيء ما ولا سيما إذا نظرنا إلى ناحية تاريخ سلفنا المنتسبين إلى السوقية. مع أنهم ليسوا من البلديين بل جميعهم طارؤون على أهل البلد الأصليين هم وجميع من تناسل من ذرية الصحابة من أهل البلد على قول من قال بوصول الصحابة إليه كما مر تزييفه وكذا على قول من قال بعدم وصولهم إليه ووصلت إليه ذريتهم. فالقولان متفقان على أن من كان عربي الأصل لم يصل إلى السوق قبل الفتوحات الإسلامية، التي هي أول نقطة لدخول العرب بلاد إفريقيا واستيطانهم لها وتناسلهم فيها. ثم تتابعت الهجر من بلاد العرب. الخ وقال الدكتور الهادي الدالي: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وكانت ذات شهرة عالية ومكانة جليلة في نفوس أهالي السودان الغربي وقد وصلها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان أوكل أمرها عام 61هـ إلى عقبة بن نافع الفهري ـ رضي الله عنه ـ والذي تم على يده فتح تونس، وبناء القيروان، وغدامس، وودان، وكوار، ثم ولاتة، ومزانة، وبعدها السوق، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ قلت: فإذا تحرر ذلك، فاعلم أن وصول أصول السوقيين أتى إلى مدينتهم: مدينة السوق، عن طريقين. إحداهما: طريق تونس. من ذلك قول أبي بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: وقد وجدت تأليفاً صغيراً جداً عند كثير من علماء أهل أروان، وأهل تنبكتو مستقلاً في تاريخ السوق وعنوانه (خبر السوق) وهو مخطوط قديم إلاّ أنه غير منسوب إلى مؤلفه ولا إلى ناسخه في جميع النسخ التي رأيتها لكن اطلعت في غيره على ما حقق لي أن (خبر السوق) تأليف القاضي سيدي أحمد القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي محمد بير الأرواني. وذكر أن السوق مدينة عظيمة في آضغاغ نزلها عقبة ومن معه من الصحابة وبقي في السوق أولاد المهاجرين والأنصار إلى أن خربت لكن الصواب الثابت أن السوق التي نزلتها الصحابة هي سوق إفريقية لا سوق تادمكت ثم رحل أهل تلك السوق منها إلى آضغاغ وبنوا فيها قرية السوق تسمية لها على قريتهم التي انتقلوا منها، وفي هذه المدينة. الخ الطريقة الثانية: طريق ليبيا.من ذلك قول محمد سليمان الطيب : (قبيلة كل السوق). قبيلة عربية تارقية، قدمت للمنطقة من عرب برقة بليبيا بعد الفتح الإسلامي. تقطن هذه القبيلة شمال جمهورية مالي حول (مدينة السوق ) التي سمّيت بها. الخ يتبع إن شاء الله |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (5) وقالت الشرق الأوسط بعد كلام لها سابق ما نصه: وعموماً لا ينتمي الطوارق في شمال مالي إلى صنهاجة كلهم فأغلب قبائلهم فيها أسر عربية جاءت بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا فسكان (تادمكة) وهي التي يطلق عليها العرب (بلدة السوق) فيهم أسر من الأشراف وبيتات من الأنصار وقبيلة الأنصار وهي قبيلة تأسست على نواة عربية من الأنصار جاءت بعد الفتح الإسلامي وهم كأي قبيلة في الصحراء فيهم الأسر الأصلية التي تنتمي إلى الأنصار وفيهم الأتباع وفيهم الموالي وهذا القول ينطبق كذلك على قبيلة «إفوغاس» فأسرة الطاهر محمد بن ألا من الأشراف وكذلك الأمر بالنسبة لأشريفن وتعني الأشراف ولا يستغرب أحد هذا الطرح، فبعد سقوط دولة الأدارسة في المغرب الأقصى وما تعرض له أفراد البيت الإدريسي في فاس وفي المشرق في عهد الدولتين الأموية والعباسية اضطر بعضهم إلى الفرار جنوباً إلى الصحراء الكبرى حيث وجدوا الاحترام والتقدير الكاملين من هذه القبائل التي كانت تحترم وتجل كل من ينتمي إلى العترة الشريفة. قلت: بهذا يتبين أن مدينة السوق موطناً مأهولاً قبل دخول الإسلام منطقة الصحراء، وأن أهلها الأصليين قوم من البربر، كما قال الدكتور الهادي الدالي، بعد كلام له ما نصه: فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ لذا فإن أصول السوقيين طارئون على المنطقة، قادمين من الجزيرة العربية على هجرات متتابعة، لنشر الإسلام في أرجاء المعمورة، من ذلك قول: قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق))... الفقرة الثالثة: الفرق بين من يتناوله اسم أهل تادمكة وبين من يتناوله اسم أهل السوق. وفي هذه الفقرة: ثمان مسائل المسألة الأولى: تتناول بيان لفظ تَادَمَكَّة جملة وتفصيلاً. قلت: إن تادمكة: وهي مركبة من (تاد) بتاء مفتوحة بعدها ألف مد، ثم دال مفتوحة، هذه كلمة مستقلة ذات معنى الإشارة باللغة الطارقية . و (مكة) بميم مفتوحة فكاف مشددة مفتوحة أيضاً بعدها هاء التأنيث ، وهي كلمة مستقلة التي هي العلم على مكة المكرمة فركبت بـ: تاد. تركيب مزج. ومعنى الكلمة بجزأيها، هذه مكة باللغة الطارقية تشبيها لها بمكة المكرمة لما يكتنفها من الجبال. وتكتب بـ تادمكة. بهاء التأنيث وذلك هو الصحيح كتابة جريا على أصل الكلمة قبل تركيبها بـ: تاد. تركيب مزج. وبعضهم يكتبها بـ: تادمكت بالتاء كالصوت والصيت والنحت، إلاّ أن تاء (تادمكت)التي هي لام الكلمة ساكنة جرياً على الألفاظ الطارقية المختتمة بالتاء ، وعلى كل حال فإنه قد مرت أمثلة من يكتبها بـ: تادمكت نقلاً من مصادرها، كما سيمر بنا شيء من ذلك أيضاً ـ بإذن الله ـ هذا عن ضبط تادمكة. المسألة الثانية: تتناول لفظ السوق علماً على هذه المدينة إطلاقاً وتقييداً. قلت: إن هذه المسألة تتعلق بمدينة السوق من جهة الاقتصار باسم السوق عنها، فهو كما يشير إليه قول الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي، بعد كلام له سابق ما نصه: فيقال للثاني مدينة أهل السوق أو قرية أهل السوق أو بلد أهل السوق. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كما هو مشهور شائع عند البلغاء الخ المسألة الثالثة: تتناول ضبط اسم السوق. قلت: أما من جهة ضبط السوق علماً لمدينتهم. فهو بسين مضمومة، فواو ساكنة سكون ميت، فقاف هي لام كلمتها، قولاً واحداً. وقد تناولت ذلك لأن بعض الناس ممن ليس من أهل أفق هذا الاصطلاح، ينطقها بسين مفتوحة فواو ساكنة سكوناً حياً، على لفظ المصدر. مسألة الرابعة: تتناول البحث عن اسم هذه المدينة قبل الفتح الإسلامي. قلت: إنني حسب اطلاعي وبحثي عن هذه المدينة العطرة المناقب ما وقفت على اسمها الأصلي قبل وصول الفتحات الإسلامية المنطقة، ولا من تعرض لذلك لا من قريب ولا من بعيد، من باب الفائدة. وذلك أن اسم: (تادمكة) اسم إسلامي حسب ترجمته بـ هذه مكة . إذ المتبادر إلى الذهن أن إطلاقه عليها وقع بعد الفتح الإسلامي، والمدينة كانت قبل ذلك مأهولة بالسكان عامرة بالمجتمعات البربرية. فكان من المحتمل أن يكون لها اسم معروف بها بين سكانها آنذاك، مسماة بها بين من كان في محيطها . فإني على كل حال ما وقفت على شيء من ذلك حسب الاستقراء والتتبع لهذا الجانب ، هذا أمر. وأمر آخر، هو أن اسم: مدينة أهل السوق، أو قرية أهل السوق، أو بلد أهل السوق. هو اسم عربي محض أيضاً، منقول عن اسم: سوق لزام بتونس،الذي نزح منه أهله كما تناوله بعض نقول هذه الرسالة، أو غير منقول، أي: أن الفاتحين العرب الذين نشروا الإسلام بين أهالي هذه المدينة ومحيطها، هم الذين سموا مكان هذه المدينة بـالسوق فغلب عليها لما كثر ذكره، وانشر صيت أهله بالمناقب العلمية المرضية، والخصال الدينية الرضية، بعد ذلك أصبح مما يقال فيه ، قول ابن مالك: وقد يــــــصير علماً بالغـــــلبة مضافاً أو مصـــحوب ال كالعقبة المسألة الخامسة: تتناول اسم السُّوك لغة واصطلاحاً ورده إلى أصله اللغة العربية أصالة وتصرفاً. قلت: أيها القارئ الكريم إنه لا يرد على اسم السوق أنه معرب من السُّوكْ بسين مشددة مضمومة فواو ساكنة ميت الذي في اللغة الطارقية بمعنى اسم لمكان بيع وشراء فعرب لفظه إلى اسم السوق. فنقول ـ وبالله التوفيق: إن السُّوكْ هو: السوق لفظاً ومعنى، وإنما تصرف اللسان غير العربي فيه بنطق القاف كافاً، كما هو معروف عن أهله، وفيما بينهم نطقاً وكتابة. وإنما السوق باللسان الطارقي، هو ((هِيبُو)) ، أو نحوه مما متعارف به بين كل محيط من الإطلاقات اللفظية الطارقية ، وذكرنا ما سبق على سبيل المثال لا الحصر لمسميات السوق بلغتهم خاصة فيما بينهم ـ حسب لهجاتهم. المسألة السادسة: ضبط السوك نطقاً وكتابة. قلت: فإذا علمت السوك لغة واصطلاحاً وأصالة ، فاعلم أن من الناس من ينطق السوك من أهل محيطه بلام ال التعريفية، ومنهم من ينطقها بهمز القطع، هذا وأمر آخر ضبط السوك كتابة، فإن من العلماء من يكتب السوك، أي: السوق. بـ السوك بالألف واللام وهو الصحيح الأصوب ـ إن شاء الله : للمح ما قد كان عنه نقلا كما تقدمت الإشارة حول ذلك. ومن العلماء من يكتب السوك: أسُّوكْ بهمزة قطع نظراً لما لوحظ عليه من العجمة التي طرأت له ـ والله أعلم. قلت: وأمثلة اللفظين منثورة بين نقولات هذه الرسالة، فلذلك تركت التعرج إلى سوقها هنا، نظراً للإيجاز والاختصار. المسألة السابعة: من تتناوله نسبة اسم: تادمكة من غيرها، ونسبة اسم السوق من غيرها قلت: فإذا تقررت إشارات هذه الفقرة، فاعلم أن النسبة إلى اسم (تادمكة) أيضاً، تختلف باختلاف القبائل المنسوبة إليها، من المنسوبة إلى اسم مدينة (السوق)، فقد يلتبس أمر ذلك على كثير من الناس، وإن كانت هذه المدينة، اشتهرت باسم (تادمكة) وباسم مدينة (السوق) في الحد ذاته، ومع ذلك فلكل نسبة إلى أحد هذين الاسمين صنف من الناس يعرفون بها دون أصحاب نسبة الاسم الثاني، كما هو معروف عند من له أدنى اهتمام واطلاع بتاريخ المنطقة. من ذلك قول الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له عما تكن للسوقيين قبيلة كُنتة العلمية من المودة والتقدير والمقام الكريم، فقال ما ملخصه، عن الشيخ العلامة سيد محمد الكنتي: هل تعلم ما سألني عنه (تدمكت) فقلت له، لا، فقال لي: إنهم قالوا لي: هل تجوز الزكاة في أموالنا التي غصبناها من الناس. قال لي، فقلت لهم: نعم الزكاة واجبة في كل الأموال وإن كانت مغصوبة، لأنها في ضمان غاصبها لما استولى عليها، وقال بعد ذلك إنما قلت لهم ذلك لعلمي أن طلبة أهل تسلي هم الذين لقنوهم ذلك حسداً للسوقيين وأفتوهم به. الخ وهذا واضح لكل مطلع في المصادر التي تناولت تاريخ المنطقة، فما رأيت من ذكر اسم: تادمكة مقروناً بالعلم حسب نقولات المؤرخين، ما عدا في ترتيب المدارك للقاضي عياض من أن الموازية إحدى أمهات كتب المذهب المالكي لمحمد بن المواز، فذكر القاضي عياض، ومن نقل عنه، أن هذا الكتاب أخذه قوم من تادمكة. ثم بعد ذلك العلماء نهجوا منهجين أ- إذا أرادوا أن يتناولوا ذكر قبائل وبيوتات السلطنة في المنطقة قديماً عبروا بأهل تادمكة، كما في كنتة الشرقيون، وغيره. ب- وإذا أرادوا تناول مدينة السوق ذكروها حين تناولهم قبائلها العلمية المنسوبة إلى هذه المدينة العريقة تاريخياً، كما في فتح الشكور، باسم أهل السوق وما تصرف منها. وما سوى هذا المنهج المطرد متى ما وقف عليه القارئ الكريم، فليعلم أن الأمر فيه كما قال ابن مالك ـ رحمه الله: ونـــــــــادر أو ذو اضطرار غير ما قــــــــــدمته أو لأناس انتمى المسألة الثامنة: تتناول بيان معنى كَلَ السُّوكْ وضبطها كتابة والنسبة إلى هذه اللفظة تركيباً وتفكيكاً. قلت:إن ( كل) بمعنى: أهل. فـ:كل السوك، بمعنى: أهل السوق. وذلك باللغة الطارقية. فإذا تقرر ذلك فاعلم أن من العلماء من يكتبها: كلسوك. كما في إعلام أندية المدن: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ والنسبة إلى هذا اللفظ: كَلَسُّوكيٌّ نكرة بمعنى: سوقيّ. وتعريفه على حد هذا التركيب: الكَلَسُّوكيُّ. كما في كتاب: فتح الشكور، في قوله: والعالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ قلت: هذا على وجه من ينسب إلى المركب المزجي من غير الاستغناء عن أحد جزئيه: كبعلبكي، والعبد دري. وأما القياس في كل السوك، أن يقول في النسبة إليه: سُوكيّ بالتنكير، والسوكيّ بالتعريف، لأنه بمعنى: أهل السوق، الذي تقول في النسبة إليه: سوقيّ بالتنكير، والسوقيّ بالتعريف، بحذف كلمة: أهل. من ذلك ما يتناوله ضبط مفرده في قول الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ وأما من يكتبه: أسُّوكْ بهمزة قطع، كما في صنيع الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله ـ في قوله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ قلت: فالقياس أن يقال في النسبة إليه:أسُّوكيُّ على زنة: أَفْعُوليّ كـ:أجهوريُّ في النسبة إلى لفظة: أجهور، تنكيراً والأسُّوكيّ كـ: الأجهوريّ، تعريفاً. قلت: هذا ملخص إطلاقات الألفاظ الواردة على اسم: السوق علماً على هذه المدينة ذات المناقب الكثيرة، والمآثر العطيرة، فأي لفظ من ألفاظ هذا الاسم المستعملة بين العامة والخاصة فأنت في القول بها، والنطق بما مرّ ضبطه، والنسبة إلى مفردها ومركبها، كل ذلك أنت فيه ـ إن شاء الله ـ مخير على حد قول ابن مالك ـ رحمه الله: واختار غيري اختار الانفصالا |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (6) المحور الرابع: التلميح حول السوقيين قبيلة، وذكر نسبتهم السوقية في معرض الافتخار بها والاعتزاز بها من بين سائر علماء أفقهم: قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات. الفقرة الأولى: تعريف السوقيين قبيلة. قلت: قال الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي قال في جواب سؤال سابق، ما نصه: ـ والله أعلم ـ أن السوق المشهور قرية قديمة بقرب كيدال التي هي المحافظة الثامنة من جمهورية مالي. وهي في جهة الشمال منها قرية بينها وبين دولة الجزائر. بغض النظر عما قدمنا من أن السوق الذي بقرب كيدال لم يصل إليه الصحابة قطعاً. وأن ما جزم به بعض العلماء المحققين من المنتسبين إليه هو ما تميل النفس إلى ترجيحه من أن السوق الذي وقعت نسبة هذا الجيل إليه غير الذي كان بالقرب من قرية كيدال كما ذكرنا غيرة مرة. فلما وقعت النسبة إلى الأول وتحول هؤلاء الناس عنه بقيت النسبة وسرت إلى الثاني من جهة سكانه، لأنهم سكنوا الأول حتى استقرت نسبتهم إليه فسكنوا الثاني. فيقال للثاني مدينة أهل السوق أو قرية أهل السوق أو بلد أهل السوق. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كما هو مشهور شائع عند البلغاء فمن تلك الحيثية جزم العلامة الذي نقلت لك طرفاً من كلامه بأن النسبة إلى الأول لا إلى الثاني. وهذا المدعى تعضده أدلة تاريخية بينا بعضاً منها فيما مر. مع أنه لا يبعد في نظري أن تكون النسبة إليهما معاً لاشتراكهما في التسمية، وأيا ما كان فالسوق الذي اشتهرت نسبة كثير من الأجيال البيض من الطوارق إليه حتى غلبت على بعضهم في العصور الأخيرة، التحقيق في أمرها أن ما يطلق عليه هذا الاسم مدينة للأولين كانت في بلاد أدغاغ. الخ وقال البكاي بن سيدي أحمد التمبكتي: بعد كلام له سابق: وعلى رأس هذه القبائل التي حافظت على كيانها العربي من الذوبان مجموعات قبائل السوقيين، وهم عبارة عن هجرات عربية وصلت إلى المنطقة على دفعات في فترات متباعدة ذلك منذ الفتح الإسلامي فاستقرت في (مدينة السوق) التي تزعم بعض المراجع أن العرب الفاتحين هم الذين بنوها، فأصبحت حاضرة علم وتجارة على مدى قرون قبل أن يهجرها سكانها في القرون الأخيرة بسبب الجفاف وغزو اللصوص، وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق. الخ الفقرة الثانية: الــــتعريف بنسب الـــــسوقيين قلت: إن السوقين من جهة نسبتهم العروبة وما يتولد منها من الأنساب الشريفة كغيرهم من علماء العالم بصفة عامة، والمغاربة بصفة خاصة لكون الجميع في محيط أفق واحد، فما يقال في أحدهما يقال في الآخر نفياً ، أوإثباتاً. فمن جهة انتشار نسب الشرافة في أرجاء المعمورة ، ما قاله السخاوي : لسيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام من الأولاد الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم، وزينب ـ رضي الله عنهم ـ فأما الحسن والحسين فانتشر نسلهما في الآفاق. الخ الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (2/416) تحقيق الدكتور محمد إسحاق هذا أمر ، وأمر آخر هو ما يتعلق باهتمام علماء أهل هذا الأفق بالمحافظة على أنسابهم قديماً، وذكرها مقرونة بأسمائهم في مؤلفاتهم ، كالقرطبي الأنصاري، ومكي بن أبي طالب القيسي، وعبد الحق الأشبيلي الأزدي، وأضرابهم ممن تمسك بنسبه العربي الصرف، أو العربي ذي النسب الشريف أنصارياً، وحسنياً، وحسينياً. قلنا: إن من له أدنى اهتمام في مطالعة كتب التاريخ والأنساب، يجد لكثير من العلماء والأعلام في مشارق الأرض ومغاربها شدة اهتمام الناس بأصولهم، متوارثين سلاسل أنسابهم منقولة عن أسلافهم محفوظة بين أرباب أهل ذلك النسب بصفة خاصة، وفي محيطهم بصفة عامة، إذ الأمر كما قيل: ((أهل مكة أدرى بشعابها )). لذا فإليك شيئاً من نقول العلماء ـ تجاه تسليط الأضواء على عروبة السوقيين، بل وعلى إثبات أنسابهم الشريفة ـ ممن تناول تاريخ المنطقة قديماً وحديثاً، سواءً من قبل علماء السوقيين، أو من قبل غيرهم مما سنترك القارئ الكريم بينه وبين شيء من ذلك. قال الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري أحد أجداد الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري، قائلاً بعد كلام له نفيس، ناقلاً عن بعض علماء كُنْتَة، ما نصه: والسوقيون هم خلفاء بني هاشم هذا لفظه. الخ وقال محمد سليمان الطيب : (قبيلة كل السوق). قبيلة عربية تارقية، قدمت للمنطقة من عرب برقة بليبيا بعد الفتح الإسلامي. الخ وقال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق)) المعروفة في معاجم اللغة بهذا الاسم. والرابضة في قلب الصحراء الكبرى بشمال إفريقية. قال الدكتور الهادي الدالي: وقد مكث بـمدينة ((السوق)) أعداد من الصحابة الذين رافقوا عقبة ليعلموا الناس أمور دينهم، ويمحوا الشرك الذي كان موجوداً بها. والصحابة هؤلاء أجداد أهل (( السوق )). وقال البكاي بن سيدي أحمد التمبكتي: بعد كلام له سابق: وعلى رأس هذه القبائل التي حافظت على كيانها العربي من الذوبان مجموعات قبائل السوقيين، وهم عبارة عن هجرات عربية وصلت إلى المنطقة على دفعات في فترات متباعدة ذلك منذ الفتح الإسلامي فاستقرت في (مدينة السوق) التي تزعم بعض المراجع أن العرب الفاتحين هم الذين بنوها، فأصبحت حاضرة علم وتجارة على مدى قرون قبل أن يهجرها سكانها في القرون الأخرية بسبب الجفاف وغزو اللصوص، وإلى هذه المدينة تنتسب تلك المجموعات العربية المعروفة بأهل السوق، ومن ساكنها معهم من البربر. والسوقيون العرب ثلاث مجموعات: الأنصار الأيوبيون واليعقوبيون، وهم أقدم المجموعات الثلاث في المنطقة، ومجموعة من الأدرعيين والأدارسة، وهم آخر المجموعات وصولاً إلى المنطقة، ثم مجموعة الفهريين من ولد عقبة بن نافع الفهري. الفقرة الثالثة: ذكر اسم السوق وأهله في معرض الثناء والافتخار به فيما بين المنتسبين إليه، أو فيما بين علماء المنطقة بصفة عامة: قلت: هذه الفقرة من الفقرات المهمة في تاريخ البشر ، وهي افتخار الأجيال بما لأصولهم من المناقب الحسنة والمفاخر العطرة ، وغير ذلك مما أذكره هنا في سبيل معنى حديث : ارموا فإن أباكم.. قال ابن بطال وفيه : أنه يجب أن يطلب الرجل خلال أبيه المحمودة ويتبعها ويعمل مثلها لقوله : ( ارموا فإن أباكم كان راميًا ) . شرح صحيح البخارى (5/94) لابن بطال هو: أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي ، دار النشر : مكتبة الرشد فمن هذا الباب أورد ـ بعون الله ـ ما يتعلق بهذه الفقرة، من شهرة انتساب السوقيين إلى اسم مدينتهم ـ السوق ـ في معرض الذكر الجميل فيما بينهم بصفة خاصة ، وفيما بين علماء محيطهم بصفة عامة ، كما يسلط عليه الأضواء عما قريب ـ بإذن الله ـ قائلاً بادئ ذي بدء ـ يقول الشيخ الكبير سيدي المختار بن باب أحمد بن أبي بكر الكنتي: جزى الله أهل السوق عنا بخيره فما حسدوا فضلاً ولا نطقوا هجرا ومن ذلك أيضاً، قول حفيده العلامة الأديب الأريب الكنتي، القائل: مني ابن بادي إليكم ما يناسبـكم من السلام هداة العجم والعرب وذا سؤالي وآل (السوق) أول من فالعرب فالعجم من ندب ومنتدب ومن ذلك أيضاً، ما قاله الشيخ العلامة حمدا بن محمد بن حادي السوقي، مجيباً بقصيدته سؤالات قصيدة الكنتي: واستفصل الحق لا جهلاً وقدم من من سال كل فتى لـ (لسوق) منتسب رمى بها بين ظهرانيــــــهم ثــقة بهم وتزكـــــية بالـــــغش لم تشب هاتي إليك فهـــاتي ما يناسب من إقبال مستمع من شدوهـــا الطـرب حسانة من بناة (السوق) ما برحت تسعى إليك فتسري تارة وتَـــبِ يت يساقط اللؤلؤ المكنون ما نطــقـت لكن بلا لــــــعس ولا ســـــــنب إذا تصاعد في جو الأنــــوف شذا باخورها وقت نفح الطيب يستطب ومنه، قول الشيخ العلامة الأديب محمد بن محمد الصالح السوقي، القائل: واسمي محمد وابن( تَانَ )تكــنيتي أما رغبت إلى التـــعريف باللــــقب قائلاً في قصيدته البائية البديعة مذيلاً في إجاباته لأسئلة قصيدة الكنتي: وخضت لجة آل السوق أول من فالعرب فالعجم من ندب ومـــــنتدب هلا نديت من آل السوق أي فتى أو اكتفيت بــــكفء واحــــد عـرب فنختم هذه الأمثلة، بقول العلامة ابن بادي الكنتي حين وافته الأجوبة السديدة حول أسئلته التي وجهها إلى علماء السوقيين، فقال ما ملخصه: وأنشدت بعض ما في الود نحفظ قد ولّى به الجد آل السوق مــــن رتب فقلت لو كنت بواب جنة لقلت لئال السوق أنتم لها أهل مع الـــنخب فقلت لو كنت وال النار ما حـرقت كلباً لهم نجّنا وهاب من لــــهب يا واسع الفضل آل السوق ما حرقت نارٌ ولا من آووا من كل من منتسب إيه ويا منــــــــتقاة السوق أين لنا من منتقاة بني أنصـــــارنا النخب يا نيرات من آل السوق ســــقتن لي صباحاً أنصعن في سوق ومنقلب أعاذ من كــــــل ما استعاذ أحمدنا منه من الشر آل السوق في الصحب ومنه ، قول العالم العلامة الأديب حماد بن محمد الأنصاري القائل في قصيدة قرظ بها قصيدة الشيخ العلامة إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي المرسي: فليحفظن هذا القصيد المقتضب ما ذا على منتدب إذا انتدب إن تجهلوني وسألــتم عن لقب فأنا زين الدين سوقي الترب ومن ذلك أيضاً، قول العلامة محمد إكنن السوقي الجنهاني ـ رحمه الله ـ في قوله: نحن معشر السوقيين في غير ما موضوع في كتابه: تيسير الفتاح في الذب عن أهل الصلاح. __________________ |
![]() |
![]() |
#6 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (7) الفقرة الرابعة: تاريخ مدينة السوق ـ تادمكة ـ استقلالاً، وتبعاً: قلت: إن هذه المدينة العلمية مرت على عدة أدوار، منها أنها كانت دولة مستقلة، بل مملكة كما سيأتي نقلاً، ومنها أنها كانت مدينة استراتجية تابعة لليبيا، ومنها أنها كانت منطقة تابعة للجزائر، ومنها أنها كانت منطقة تابعة لدولة الطوارق، ومنهم من يجعلها جيلاًً من الناس. هذا كله قبل الاستعمار، وأما بعد الاستعمار فهي منطقة من مناطق دولة مالي قولاً واحداً. وإليك ذكر ذلك مسنداً إلى نقاله، وموثقاً من مصادره، ومفصلاً حسب حد الإفادة ـ بإذن الله. من ذلك قول الشيخ العلامة العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الباب الثاني في الكلام على مدينة تادمكة اعلم أن الكتاب يختلفون في إطلاق هذا الاسم منهم من يجعله مملكة مستقلة، ومنهم من يجعله مدينة، ومنهم من يجعله جيلاً من الناس، ومن جعلها مملكة مستقلة فالبكري في الممالك والمسالك، والقلقشندي في صبح الأعشى، وعبد الرحمن زكي المصري وممن عدها مملكة ابن حوقل فإنه قال وسيد ملوك (تادمكة) في وقتنا (يعني القرن الرابع الهجري). الخ قال الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله: من المهم أن تعرف أن لهذه المدينة في عصور ازدهارها اتصالات علمية وتجارية، يمكن أن ترغب في استيطانها بعض المنحازين إلى إفريقيا من المسلمين فلذلك قل ما تجد من المؤرخين العرب من لم يلم بشيء من أخبار تلك المدينة. وأظن أن المؤرخين الإفرنج كذلك لأهميتها منذ قديم من القرون إلى ما بعد الألف. فمنهم من جعلها في تلك العصور تابعة لغدامس في ليبيا، ومنهم من جعلها من دولة المرابطين، ومنهم من جعلها خاضعة بالاسم لأبي الحسن المريني صاحب دولة الجزائر. الخ قلت: وأقرب الأقوال السابقة إلى الصواب أنها قبل الاستعمار مدينة من مدن صحراء الطوارق، التي تخضع لسياسية الدولة الطارقية آنذك، بل هي عاصمتها أيام ازدهار هذه الدولة وهي دولة معروفة معروفة مذكورة في كتب المؤرخين. من ذلك قول الدكتور إبراهيم الطرخان، بعد كلام له ما نصه : وكان جامع سنكرى من أشهر المراكز الثقافية في تمبكتو، وأول من تولى الإمامة في المسجد الجامع الفقهاء السودانيون زمن سيادة مالي، وبعض العهد من دولة الطوارق. الخ ثم لما قسم الاستعمار الفرنسي صحراء الطوارق بين مستعمراتها، وقعت هذه المدينة ـ مدينة السوق ـ في قسم صحراء طوارق دولة مالي، من ذلك قول مجلة التاريخ العربي، بعد كلام لها ما نصه:محمد أكنا السوقي (نسبة إلى كل السوق من بلاد الطوارق والواقعة حالياً ضمن بلاد مالي). الخ الفقرة الثامنة: ذكر سبب خراب مدينة السوق، وجلاء أهلها منها. قلت: إن خراب مدينة السوق حدث تاريخي كبير لم يغفل ذكره المؤرخون ، وقد ذكر بعضهم له سببين: أحدهما غزو كبير من أحد الملوك في ذلك، يسمى: (سن علي ) قال به بعض المؤرخين، ووهنه البعض. الثاني: أنه جفاف ضرب المنطقة فيه جدب شديد كعام يغاث الناس وفيه يعصرون ، فأكل الأخضر واليابس، وهذا الذي قواه بعض المحققين، وهو الأقرب إلى الصواب ـ والله أعلم. والآن آن لنا الشروع في ذكر ذلك نقلاً. من ذلك قول من في كلامه أن خرابه كان بسبب غزو، وهو قول أحد أعلام التاريخ والفكر الإسلامي، وأحد أبرز رجالات الأدب في عصره ـ صاحب مجلة المنهل، وأحد أعيان مدينة (( السوق )) البررة، الذي استضاء بنجمه المشرق والمغرب، الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً ، بعد كلام له سابق: وشاء الله لهذه المدينة العبقة بالعلم والعرفان العامرة بالمساجد والجوامع والمفعمة بحلقات الدروس وبالمال الوفير والخير الكثير، أن تخرب في يد بعض الطغاة الطامعين، فتشتت شمل سكانها وتفرقوا فيما حولها من البقاع وكان جلهم من العلماء وطلبة العلم فغلب عليهم لقب السوقيين بعد ذلك تمييزاً لهم بالنسبة إلى البلد الذي نزحوا منه، وقد بقيت حتى الآن أطلال مدينة السوق شاخصة، ولا تخلوا زواياها من بقايا الكتب التي كانت عامرة بها. وكان ما حدث لها من الخراب في غضون القرن الحادي عشر الهجري. وقد عرفت كل قبيلة وكل حي بمنازلهم. وممن قال أن الجفاف هو السبب في جلاء أهلها منها هو الشيخ المؤرخ العلامة المحقق الأديب محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الحسني ـ رحمه الله: الجواب عن هذا السؤال ـ والله أعلم ـ أن السبب الرئيسي لجلائهم عن المدينة ما آل إليه الأمر فيما بعد من خرابها ولذلك الخراب أسباب، منها: أن الفاجر (سُنِ عَلي)هو الذي خربها في القرن التاسع الهجري، وهو بعيد من الصحة ولذلك قصة شهيرة عند أهل البلد. والمحققون منهم من جعلها من الهراء الذي لا يلتفت إليه، ومنها: أسباب أخرى لا حاجة تدعو إلى نقلها. والأقرب إلى الصحة ـ كما في الجوهر الثمين ـ أن القرية ما خربها أحد، وأن مغادرة الناس إليها إنما كان لجفاف موضعها من الصحراء، وكثرة جدبه، وانقطاع التجار، وجميع المرافق وقلة الذهب الذي ياتي الناس إليهم لأجله. وقال البكاي بن سيدي أحمد التمبكتي: بعد كلام له سابق: وعلى رأس هذه القبائل التي حافظت على كيانها العربي من الذوبان مجموعات قبائل السوقيين، وهم عبارة عن هجرات عربية وصلت إلى المنطقة على دفعات في فترات متباعدة ذلك منذ الفتح الإسلامي، فاستقرت في (مدينة السوق) التي تزعم بعض المراجع أن العرب الفاتحين هم الذين بنوها فأصبحت حاضرة علم وتجارة على مدى قرون قبل أن يهجرها سكانها في القرون الأخرية بسبب الجفاف وغزو اللصوص، وقد بقيت هذه المجموعات مرتبطة فيما بينها بعد خراب المدينة، وتشتت أهلها في الآفاق. الخ ثم إنه لما خربت هذه المدينة سوءاً على القول بغارة الأعداء عليها، كما هو مرجوح، أو على القول بالجفاف على القول الراجح كما حققه بعض المحققين كما تقدم، ومما يجدر بالإشارة هنا تسليط الأضواء على الجهة التي اتجه إليها سكانها، خاصة القبائل العلمية التي بقيت منتسبة إليها بعد الخراب الحاصل على مدينتهم تلك، فممن ذكر ذلك الدكتور الهادي الدال بعد كلام عن أهل السوق: وقد خربت مدينة السوق في عهد إسكيا الحاج محمد 1493 ميلادي أي قبل جودر ومن ثم انتشر أهلها فبعد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم السوق أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام من أزواد عهد جودر باشا وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم( ) الخ. قلت: إننا لما زرنا هذه المدينة 1425هـ مع كوكبة من طلبة علم من أبنائها البررة ( ) فذكرني ما رأيت من معالم هذه المدينة، ومشاهدها الدالة على قدم حضارتها العلمية، ما تمثل به الإمام ابن الوردي عن مدينة (( منبج)). في قوله: دخلت منبج في بعض الأسفار، فرأيت مصراً كأمصار، ولكن قد صغر تصريف الدهر اسمها، وأبهم على المتكلمين حدها ورسمها، فمساجدها بالدثور ساجدة، ومشاهدها بحزنها على من غاب عنها شاهدة، ورباطاتها محلولة القوى والأنس فاقدة، ومدارسها دارسة إلاّ واحدة، فازددت بحديثها القديم حباً، وغدا قلبي فيها كلفاً ودمعي فيها صباً، وحسدت غرابها على النواح وسواد الثياب، وتلوت: {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ }. الخ وفي إسعاف المشوق ما ملخصه: إذا تقرر لديك هذا فاعلم أن هؤلاء الذين نتحدث عنهم متفرقون في مناطق شتى من غرب النيجر إلى منطقة كيدال شمال شرقي مالي إلى أن جاشت سنة 1404هـ1984م فعم الجدب والقحط منطقة (أوزا) فهاجر من هاجر منهم إلى البلدان المجاورة كالجزائر وموريتانيا وبلغ البعض ليبيا غير أن قبائل السوقيين لم يهاجر منها ما يذكر. الخ. قلت: هذه نبذة حول هجرات قبائل السوقيين من بعد خراب مدينتهم مدينة السوق إلى وقت كتابة هذه الأحرف حسب نقول هذه الفقرة، وهذه الهجرات ليست مقصورة على قبائل السوقيين فقط، بل وقعت لكثير من سكان المنطقة أي صحراء طوارق مالي بأسباب متنوعة من جفاف كما تقدم في بعض النقول، وغير جفاف كما سنترك للشيخ عبد اللطيف الجيلاني في تناوله شيئاً من ترجمة فضيلة الشيخ حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ في قول الجيلاني، تحت عنوان هجرته إلى الحجاز، ومواصلته طلب العلم، من قوله: بعد أن استولى الفرنسيون على بلاد ((مالي ))وضاعفوا ضغطهم عليها أيام الحرب العالمية الثانية، واشتد تضييقهم على المسلمين عزم الشيخ على الهجرة من بلده، ودعا قومه إلى ذلك، وألف رسالته الموسومة بــ( إعلام الزمرة بأحكام الهجرة ) وكانت وجهته نحو المملكة العربية السعودية لكونها مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين. الفقرة الخامسة: انتماء قبائل السوقيين العربي قلت: إن هذه الفقرة من الفقرات المهمة في حياة الإنسان ، وهو أن يكون ذا بصيرة بأصله ، ومعرفة تامة بنسبه ، إن وجد إلى ذلك سبيلاً ـ فالحمد لله ـ وإن أدركه محفوظاً كما هي الحال بين القبائل العلمية فذلك فضل من الله ينبغي أن يشكره عليه بالمحافظة على نسب عشيرته، أو قبيلته لأنه لا سبيل إلى الصلة إلاّ به ، على حد معنى حديث: تعلموا من أنسابكم . قال الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم: أخبرنا أبو العباس السياري أنبأ أبو الموجة أنبأ عبدان أنبأ عبد الله بن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في أهل مثراة في المال منسأة في الأثر هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح . (المستدرك 4/161) طبعة دار المعرفة . وإن من المتعارف عليه كما في المثل المشهور : أهل مكة أدرى بشعابها . فكذلك أنساب الناس هم أدرى بها من غيرهم ، خاصة إذا كانوا أهل علم ، فإنهم أهل الاعتناء بها قديماً وحديثاً من ذلك قول الإمام السخاوي ، نقالاً قول ابن عدي بسنده إلى قرة قال: لم يكن للزهري كتاب إلاّ كتاب فيه نسب قومه . الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية 1/194 تحقيق الدكتور محمد إسحاق لذا فلا غرابة أن نكون من بين الذين لهم الاعتناء بأنسابهم ، وأعلم بها من غيرهم وأشد الناس تحقيقاً لها قال الشيخ العلامة الأديب محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الحسني: أما ما يتعلق بالمبحث الأول وهو انتماء هؤلاء ومن يلتقي معهم في بعض الأصول بالآباء إلى أصول عربية يتصلون بها بعروق نسبية فهو أمر لا يختلف فيه اثنان، ولا يتناطح فيه عنزان ولا يماري فيه إلاّ غافل، أو متعام عن الحقائق ذاهل، لم نسمع أحداً ممن قبلنا من الأعلام إلاّ وهو يعترف لسلفنا بفضيلتهم وانتمائهم إلى أصالتهم العربية. الخ فضلاً عن نسب بلغ في الشهرة والتواتر والاستفاضة بطرق لا تدع مجالاً للشك في صحته ، ما جعل أهل العلم الأثبات الثقات في أفقهم يتناولونه خاصة في مصنفاتهم بأثبت أنواع الطرق، قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ، وفي هذه المدينة قبائل توارق تادمكت، وتوارق إدنان ومن معهم من أولاد المهاجرين والأنصار السوقيين. وإلى هذه المدينة في القرن الثامن والتاسع الهجري انحدرت من فاس ومن توات أسرة بني عبد الرحمن بن عبد الجبار الشريف المعروفة بشرفاء لمتونة لاختلاطهم وامتزاجهم بلمتونة قال القاضي محمد محمود في بعض قصائده: أبناء أحمدَ نجْل أد فاتَّصلتْ أجداده للشريف عبْدِ جَبَّارِ هذا أبو شُرَفَا لمتونَ مِنْ قِدَمٍ فَأهْلَ سوقٍ وصحراءٍ وأكْوارِ وقال في نونيته الطويلة المنظومة في التاريخ: شرفاءُ لمْتونٍ بسوقِ تَدَمْكَتِنْ بكُرْزُ كَيْ تِنْبَكْتُ مع أَرَوَانِ انتهى تلخيصاً. قلت : قد اقتصرنا في جر الذيل حول هذه الفقرة لكثرة نقولها التي تستحق أن تفرد في مصنف من المصنفات. |
![]() |
![]() |
#7 |
مراقب عام القسم التاريخي
![]() ![]() |
![]() (8) المحور الخامس: ذكر شيء من مناقب السوقيين قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات: الفقرة الأولى: ثناء العلماء على السوقيين: قلت: إن القوم كانوا ـ كما هو مشهور ـ معروفين بالعلم والصلاح، كما شهد لهم بذلك كل من كتب في تاريخ المنطقة، من ذلك الدكتور الهادي الدال بعد كلام عن أهل السوق: وقد خربت مدينة السوق في عهد إسكيا الحاج محمد 1493 ميلادي أي قبل جودر ومن ثم انتشر أهلها فبعد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم السوق أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام من أزواد عهد جودر باشا وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم( ) الخ وسنترك بيان لبعض الأعلام القدماء من بدور السوقيين ذلكم الشيخ العلامة والحبر الفهامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له نفيس، ما نصه: ولا شك أنهم (أي: السوقيين) قد حازوا قصب سبق هاتين الخصلتين على التمام في هذه البلاد، كما شهد به لهم كل ثقة رضي، وكل عدل فاضل من المتقدمين ممن عاصرهم وعرفهم، كالشيخ جلال الدين السيوطي، والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، والشيخ محمود التمبكتيّ الذي قال فيهم كل من أقيم شاهداً أسأل عن عدالته وجرحته، إلاّ السوقيين، فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولاً مرضيين تابعين للحق. وقال فيهم أيضاً إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبير من غيرهم في العلم، كحال أجدادهم أهل الحجاز. وكذلك الشيخ أحمد باب التنبكتيّ وهو الحبر الفهامة سأله مرة أهل بلده عن سميه باب السوقي، وقالوا له أيكما أعلم فقال لهم أنا أروى والسوقي أدرى ، وقد عده جدك الشيخ المختار في كتابه: (البرد الموشى في تحريم المطامع والرشى ). من المجددين للدين في زمانه، وكذلك المتأخرون كالشيخ الولي الفهامة العلامة.البارع في جميع العلوم شيخ ـ جدنا القاضي محمد البشير ـ سيدي المختار الرقادي، وابنه محمد الأمين الشيخ الصالح الناصح، كانا يثنيان عليهم (أي: السوقيين) ويتنازعان معهم كأس المودة والصفاء، والموالاة والإخاء، وكذلك العلوي وأبناءه الأخيار السادة الأبرار، المشهورون بأنهم من أولاد محمد بن الخليفة بن علي ـ كرم الله وجهه ـ كانوا يزورون السوقيين كثيراً، ويراسلونهم بالقصائد البليغة الحسان في الثناء عليهم، وذكر مآثرهم (أي: السوقيين). وكذلك شيخ الحقيقة والشريعة سيدي المختار جدك له في الثناء عليهم نظماً ونثراً غير ما قليل. الخ وقال المؤرخ الأديب العلامة الرحلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي، حين تعرض لذكر الطوارق، فقال ما نصه: ويساكنهم ويعيش معهم جماعة متميزة بالعلم والفهم، ومحبة الأدب هم السوقييون الذين ينتسبون إلى السوق في تادمكة. الخ ومن ذلك قصيدة يمدح أحد العلماء فيها السوقيين. قال صاحب تفتيش الوثائق: ومن أوفر القبائل علماء، أهل السوق وآل محمدأقيت وآل أندغمحمد. الخ وقالت مجلة الكوثر حين قالت في مقالها: وكانت بلدة السوق مركزاً علمياً مهماً تخرج منه آلاف العلماء. قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ وقد احتفظت هذه المدينة بمن لا يحصى كثرة من العلماء والزهاد والأتقياء والصالحين والأولياء والكبراء. الخ وقال البكاي بن سيدي أحمد التيمبكتي: بعد كلام له سابق:. وقد بقيت هذه المجموعات مرتبطة فيما بينها بعد خراب المدينة، وتشتت أهلها في الآفاق، وظلت متمسكة بالانتساب إلى (السوق) وموروثها العلمي، فكانوا وما يزالون أقطاب العلوم والآداب من بين سائر القبائل العربية والطارقية المحيطة بهم، لقد جعلوا همهم الوحيد تعلم لغة الضاد وحفظ القرآن والسنة يتوارثون ذلك إلى يومنا هذا، ضاربين صفحاً عن الصراعات والتكاليب على حطام الدنيا مقبلين شؤونهم ويشهد لهم بذلك علماء البلد من مختلف العصور. ويقول أحد شعرائهم: إنا قريش وإنا القواميس علماً ومن أصلنا تسقى النواميس ويقول آخر من قصيدة طويلة: سائلن عـــــــنا الذي يعرفنا في قــــــرانا يوم تفسير الكتب أبنو عــــــــدنان أم من عجم سيـــــــــقول هم هام الــعرب أنـــــــحاس نحن أم من فضة سيــــــقولون هم عين الـذهب بلــــــــــــداء العصر أم نقاده سيــــــــقولون بهم قــام الأدب بخــــــــلاء الوقت أم أجواده سيــــــقولون بهم نُجح الأرب وذكر مزايا القوم وفضائلهم تغص به الدواوين التي ما تزال قابعة في غرائر في أعماق الصحاري لم يكتب لها أن ترى النور بسبب العزلة الثقافية المفروضة على المنطقة منذ أربعة عقود من الزمن. الخ وإليك طرفا منه هذه الارجوزة الرائعة للشيخ الشاعر الأديب : أحمدمحمد بن الحاج الحسني الأدرعـــــــي الجلالي في قوله، معارضاً أرجوزة لأحد شعراء الشناقطة، قال فيها: شنقيط إن لم تــــك فها زمزم ففيهم للعلم ركن أقـــــدم فقال شاعرنا الأديب: السوق إن لم تك فيه زمزم فــــــثمّ للــــعلوم ركن أقدم لــه رجال في السماء أنجـم بل البدور للعلى هــــمُ همُ سل بهم التكرور هـــــل هم سلَم إلى الهدى؟ يجـــــبك ذا مسلم فبــــثهم للــــعلم شــــــــأن يعلم كـــم ثقّفوا من جاهل وعلّموا والأمر بالعرف لهم معتصم دأبهم،والنهي عمّا يصـــــــم يا رب عود ذي اعوجاج قوّموا ورب هدي في الشعوب قسـموا هم جامعات قد حوتها الـــخيم شعارها الإرشاد، ثــــــم الشيم ونهجها هو الكتاب المـحكم إن نـــطقوا، فلؤلؤ أو حكــــم سل بهم الصحراء سل من يرسم وسل نياقاً بـــــهم كــــم ترســم كم تزرع الصحراء كم تلـــثموا من غبرة، وكم صــــقيعاً نسموا والهدف التعيـــــــلم والتعلـــــم لا يسمعون ما يقول اللــــــوم والعلما بفــــــضلـهم قد حــــكموا والحــــــال شاهد ونعم الحكم وفي العلوم لــــــــهم التقــــــــدم وكل أهل قطرهم قد سـلّموا قد أخلصوا لله ثم اعتصــــــموا بالدين،نعم ما به يعتصــــــم ثم النزاهــــــــــــــــــة وثم الكرم وثم تـــــــــقوى الله ثم القيم وركن علم فيهــــــــــــم لا يحطم والكــــل بحر زاخر ملتطم إن قيل سوقيّ يقال: الكــــــــــرم وليـــس تؤبن لديـــــه الحُرَم أولاك يا جرير قومي وهـــــــــم هام العلى، فأرني مثلهــــــــــم الفقرة الثانية: الألفاظ المرادفة لـ ((السوقي، وأهل السوق)) في الإطلاق الاصطلاحي على هذه القبيلة مفرداً، أو جمعاً: قلت: إن السوقيين يطلق عليهم علماء أفقهم أهل السوق اطلاقاً عربياً فصيحاً، وهو الإطلاق الفصيح الصحيح، ويطلق عليهم أيضاً اسم: كَلَ السُوكْ وهو إطلاق شاع عند غير أهل اللسان العربي، وهو بمعنى أهل السوق قولاً واحداً . إلاّ أن كثيراً ممن يتكلم بغير اللسان العربي يقلب القاف كافاً في مثل هذا كما هو معروف لذا: فلا مشاحة في الاصطلاح. والآن آن لنا تناول إشارات حول هذه الفقرة، من ذلك قول أحد علماء سنغاي المشاهير وهو الشيخ الشهير ببزي من علماء المنطقة الذي جرت مناقشة بينه وبين الشيخ العلامة الأدرعي الآتي ذكره بعد قليل ـ إن شاء الله ـ فقال الشيخ بزي السنغاي: شنــــشنة أعرفها من أخزمِ ومن ينـــاقش كُلْ سُــــوكِيّاً يهزمِ فعبر بها بأهل السوق بلفظ لغة (سنغي) أفادني بهذا البيت الشاعر الأديب الشيخ أحمد محمد الأدرعي ابن الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله، القائل: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ وقال الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ ومن ذلك ما ورد من نسبة العلامة : القاضي محمد الأمين الأنصاري التادمكي بن القاضي هَمَّاهَمَّا بن القاضي سَلَهُ بن قاضي قضاة كل السوك محمد البشير بن آدَّ السوقي الأنصاري ـ رحمه الله. ومن ذلك الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف: الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله. الخ قائلاً ، في موضع آخر: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ ومن ذلك: العالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله ـ :هذا ومما نقلنا من الخطوط القديمة الكلسوكية. الخ وقال سليمان الطيب: ولقد ساهم علماء كل السوق في الحفاظ على الدين الإسلامي ونشره في المنطقة. الخ __________________ |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضع هنا ما وقفت عليه في (النت) حول مدينة السوق | اليعقوبي | المنتدى العام | 58 | 01-19-2014 06:33 PM |
تعرف على مدينة السوق | alsoque.net | المنتدى التاريخي | 27 | 09-10-2010 11:47 AM |
تساؤلات حول مدينة السوق | ابن الوادي | المنتدى التاريخي | 3 | 04-27-2009 07:59 PM |
الورد الحميد إلى مناهل أودية منتديات مدينة السوق العذبة بما مهّد له التمهيد | السوقي الأسدي | المنتدى التاريخي | 0 | 03-29-2009 07:31 PM |
جامعة مدينة السوق | ابوتسنيم | المنتدى الأدبي | 2 | 02-12-2009 03:22 AM |