العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-20-2012, 01:03 PM
عبادي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5811 يوم
 أخر زيارة : 11-13-2024 (08:04 PM)
 المشاركات : 389 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبادي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: خمسون عاماً على إبطال الرقيق: قصة تجارة العبيد في الحجاز [1855 -1962م]



يتبع ..

كما جاء بتحرير الرقيق عن طريق المكاتبة ، وهي حق يطالب فيه الرقيق بحريته في مكاتبة من يملكه ، وهو حق كفلته له الشريعة الإسلامية ، وقد ورد فيالحديث الشريف ما نصه :"من أعان مجاهدًا في سبيل الله ، أو غارمًا في عسرته، أو مكاتبًا في رقبته ،أظله الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله"(35 ).

كما أن قصة أم المؤمنين جويرية ،قد جسدت أيضاً هذا الحديث أجمل تجسيد ، وجويرية هذه ، هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق ، التي كانت سيدة نساء قومها ، وكان أبوها قائد بني المصطلق ، الذين جمعوا لقتال النبي محمد صل الله عليه وسلم ، فقد سبيت يوم المريسيع ، من ناحية قديد إلى الساحل ، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة ، حيث هزم الله بني المصطلق ، وأصاب من المشاركين في تلك المعركة منهم سبياً كثيراً ،و كانت جويرية ممن أصابهن السبي من النساء المشاركات ، فوقعت بعد توزيع الغنائم في سهم ثابت بن قيس بن الشماس ، أو لأبن عمه ، وكان قد قتل زوجها ، مسافع بن صفوان بن ذي الشفر في تلك الغزوة ، فكاتبت على نفسها ، لتخلص نفسها من الرق و الاستعباد ، ولم يكن معها ما كاتبت عليه ، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليعينها على ذلك ، فرد عليها بما هو أفضل ، إذ عرض عليها الزواج منها ، وقضاء مكاتبتها ، فأجابت بالقبول ،وأسلمت ،وحسن إسلامها . وهنا نلاحظ حكمة النبي محمد صل الله عليه وسلم ، من زواجه بجويرية ، وذلك لمعالجة الآثار النفسية الصعبة ، والفجوة الإنسانية ، لتلك الفترات الاستثنائية التي عاشتها جويرية ، لمفارقتها لأباها ،وزوجها، وقومها ، ومساعدتها على معايشة تلك المرحلة النفسية ، بعد هزيمة قومها ، وهذا ما حصل مع جويرية ، لأن مرحلة ما بعد الحروب ، أشد وطأة من الحروب ذاتها ، كما أن هذه القصة ،تكشف لنا سمو مقاصد النبي صل الله عليه وسلم ، من وراء بعض زيجاته . وسمو اهتمامات الشريعة الإسلامية ، بقضية مراعاة واحترام النفس البشرية ، سواء للعبيد أو الجواري ، لذلك فقد عادت الحالة الطبيعية ،الاجتماعية ، والنفسية ، لجويرية ، وبصورة كاملة، بل إن حالها تجاوز ما هو أبعد من ذلك، لتكون أماً للمؤمنين ، ظافرة بكثرة ذكر ربها ، فقد جاء في الحديث أن النبيصل الله عليه وسلم، خرج من عندها وهي في مصلاها، ثم رجع حين تعالى النهار، وهي ما زالت في مكانها تذكر الله، فقال لها: " لم تزالي في مصلاك منذ خرجت ؟ ،فأجابته: نعم، فقال لها صل الله عليه وسلم: قد قلت بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته"(36 ) .

ومن الأمور السامية ، والغايات النبيلة ، التي وجهة إليها الشريعة الإسلامية ، أنه في حال ظفر المسلمين بسبايا كافرات ، من خلال الحروب الدينية المشروعة ، ورأى إمام المسلمين الكفء ، العالم بأحكام هذه الأمور ، أن من الخير والمصلحة ، أن ترد السبايا إلى قومهن ، جاز له ذلك .

أيضاً من الطرق والوسائل التي أوجدها الإسلام ، لتحقيق عتق الرقاب ، هي تخصيص جزءاً من أموال زكاة المسلمين ، لعتقها

والمتأمل بتمعن ، لكثرة سبل العتق ، في الشريعة الإسلامية ، يلحظ أن من مقاصد الإسلام ، هو إنهاء جميع حالات الرق ، بشرط تحقق صلاح أمور العباد ، وتحقيق مبدأ العدالة الإلهية ( العدالة الكونية ، العدالة الشرعية ) ، وقد ذكر القرآن الكريم آيات صريحة الدلالة ، ظاهرة المعنى ، مبينتاً هذا المقصد الإسلامي النبيل ، قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (37 ) .

أي أنه سيأتي اليوم الذي لا تجد فيه رقاباً للعتق ، وحالات الرقاب هذه ، هي الحالة التي جاءت على نهج الطريقة الإسلامية الصحيحة، التي ذكرها القرآن الكريم ، وبينتها تعاليم ديننا الإسلامي ، وسار على نهجها الرسول صل الله عليه وسلم ،وصحابته أجمعين ،والتابعين ، ومن سار على نهجهم ، الذين نقل لنا التاريخ ، طريقتهم الصحيحة التي ساروا عليها ، عند تعاملهم مع ظاهر العبيد والجواري، التي تنبأ عن حسن إدراكهم لمراد الحكمة الإلهية من سلب الحرية ، وحسن استيعابهم لمفهوم الرق والاستعباد ، وليس على ما وجد متأخراً ، و يوجد حالياً في بلاد ومجتمعات المسلمين ، الذين مارسوا هذه الظاهرة ،على أساس من الفهم والتصور الخاطئ ، الذي اعتبروه واقع الشريعة ، بينما هو مخالفة شرعية صريحة ، وإخلال لمبدأ العدالة الإلهية ، ونوع من أنواع الاستغلال البشري ، الذي لا يمت إلى الإسلام بأي صلة ، وهذا ما لا يجوز شرعاً ، و يوجب تشويه سمعة الإسلام والمسلمين ، والبعد عن الهدف الإسلامي النبيل .

وكان على المسلمين المتأخرين ،أن يتمسكوا بالطريقة التي شرعها الله ، وأمر بها نبيه محمد صل الله عليه وسلم ، ولكن مما يؤسف له ،أنهم لم يستوعبوا المعنى الحقيقي ، لمفهوم الرق والاستعباد في الإسلام ، ولم يوفقوا لذلك ، وواضح أن ما نص عليه الإسلام ، وسار عليه محمد صل الله عليه وسلم شيء ، وأن ممارساتهم التاريخية لهذه الظاهرة شيء آخر .




 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرق في موريتانيا بين التاريخ والميتيولوجيا والفقه عبادي السوقي المنتدى التاريخي 0 06-06-2012 08:44 PM