العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-01-2012, 08:22 AM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5909 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اجوبة



المدخل:

أدين بدين الحــــــــــب أنّى توجــــهت***ركائبه فالحب ديــــني وإيمـــاني
قلت: إن هذا البيت من أبيات الحكمة التي فيها معرفة كثير من المعاني المشروعة من غيرها المضمنة في حقائق منثور الحكم، ومنظومها التي منها حكمة هذا البيت....
المؤصل بقول تعالى: ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله...
فإن كثيرا من الناس يستحكم فيه الهوى، فيكون تبعا لما يحبه ويهواه، وافق الشرع، أو خالفه...
على حقيقة معنى هذا البيت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون...
وصدق الصادق المصدوق في الحديث الحسن: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أيأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلون.
وفي هذه المحكمة دروس وعبر، من مواعظ وزواجر في التحذير من الشرك والكفر.
سواء وقع في حق من عظم شأنه من عباد الله الكرام ـ الملائكة والنبيين.
ومما لا شك فيه أنه لم يبلغ حال الكفر بمن اتخذهم أربابا من دون الله إلاّ للعلم بمكانتهم الكريمة التي علم بها عن طريق الكتب السماوية التي نزلت لهداية البشر، وفيها خبر الملائكة والأنبياء، وشرف مقامهم عند الله، فسول الشيطان في قلوب من اتخذهم أربابا من دون الله أمر تعظيمهم ـ التعظيم المحرم، فصيروهم أربابا من دون الله، وذلك لا يكون إلاّ بصرف حق من حقوق العبادة لهم، دون الله تعالى.
كالاستغاثة بهم في دفع المضار، والتوسل بهم في جلب الخير ودفع الضرار...
وهم على يقين أنهم ليسوا آلهة، بل عباد مكرمون عند ربهم.
كما أخبر الله عنهم: ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى.
فكان من تلك العبادة التوسل بهم المحرم، عند من هداه الله إلى الصراط المستقيم...
فنداء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا رب الأرباب، هو دعاء ذلك المدعو لغة وشرعا.
ودعاء غير الله على نحو ما سبقت الإشارة إليه، هو العبادة للمدعو المنادى...
وصدق الصادق المصدوق في قوله: الدعاء مخ العبادة.
فنداء غير الله ودعؤه والتوسل والاستغاثة بينها عموم وخصوص من وجه، وهو جهة المعاني اللغوية، لا من جهة الشرع، لأنها رفع طلب المضطر.... إلى الله تعالى بواسطة ملك أو نبي أو ولي على زعم أهل الضلال المبين...
بل قد يصل الأمر أن يكتفى بذلك الوسيط جهلا، أو من من ضل على علم ـ والعياذ بالله تعالى.
فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده:
التوسل لغة:
قال في القاموس: وسل إلى الله تعالى توسيلا: عمل عملا تقرب به إليه.
وقال في المصباح المنير: وسلت إلى الله بالعمل...
وتوسل إلى ربه تقرب إليه بالعمل.
قلت: فهذه بعض التعريفات اللغوية، حصرت التوسل إلى الله ـ جل في علاه ـ بالعمل.
وهذا العمل إن كان مشرعاً، فهو من العمل الصالح المقول في عظم شأنه: والعمل الصالح.
وإن كان غير مشروع من المحرمات والبدع، فهو مردود، لحديث: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
التوسل: شرعا.
ينقسم التوسل من جهة الحكم عليه، على قسمين.
أحدهما: التوسل المشروع.
ثانيهما: التوسل الممنوع.
قلت: وستناول بعض مسائل: التوسل المشروع والممنوع، فيما نحن بصدده ـ بإذن الله.
مقدما خلاصة القول في التوسل الممنوع، من بعض كتب من درسه دراسة تحقيق.
مستندا في مسألة هذا النوع الممنوع، من كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع.
وفيه:
التوسل إلى الله بحق أو بجاه الأشخاص.
من التوسل البدعي الممنوع شرعاً:
· سؤال الله تعالى بجاه أحد من خلقه، كقول أحدهم:
((اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه عبدك فلان أن ترحمني وتغفر لي.))
· أو سؤال الله تعالى بحق نبيه، أو بحق أحد من عباده:
((اللهم إني أسألك بحق نبيك عليك، أو بحق فلان عندك أن ترحمني وتغفر لي.)).
· ومن التوسل الممنوع شرعا الإقسام على الله بالمتوسل به، كقولهم:
((اللهم إني اقسم عليك بفلان، أن تقضي حاجتي)).
وهذا النوع من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل...
ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم...
ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة.
كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع. ص87-88
لعبد الله بن عبد الحميد.
مراجعة وتقديم:
فضيلة الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوطي.
فضيلة الشيخ أ.د. عبد الرحمن بن صالح المحمود.
مطبعة دار الرؤية.
قلت: وهناك من تناول التوسل وأقسامه وفصل فيه القول، وبين الصحيح من الفاسد، كابن تيمية والألباني، وغيرهما من علماء السلف الصالح ـ رحمهم الله رحمة واسعة جزاء لما قدموا من حماية الدين، وحراسته من أن يصاب من قبل المبتدعة عموما، وخصوصا الصوفية الرائدة في باب البدع المضلة خاصة بدع التوسل...
وعلى كل حال فالذين تناولوا حكم التسول من علماء السلف الصالح كلهم على هذا القول من عدم مشروعية التوسل بالجاه، وما في معناه، سواء كان التوسل بجاه أحد من الأنبياء ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ فضلا غير الأنبياء من عباد الله الصالحين...
وهناك مسائل:.....



 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل السوقي الأسدي يوم 02-01-2012 في 11:18 AM.
رد مع اقتباس
قديم 02-04-2012, 11:01 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



تحذير الساري ليوث الغابة باتقاء سبلهم واتباع سَنن سًُنن الصحابة.
الناس نبت وأرباب العـــــلوم معا***روض وأهل الحـــــــديث الماء والزهر
قلت: هذا البيت من أصدق أبيات الحكمة، لأن أهل العلم المعتنين بالحديث أعلم بالهدي من غيرهم، لأن السنة لا يتوصل إليها إلاّ عن طريق حديث من أحاديثها.
فكل حديث صحيح أو حسن من السنة، كما أن كل شعبة من شعب الإيمان من الإيمان.
فكان من أعلم الناس بالهدى على الإطلاق بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابته ـ رضوان الله عليهم.
فهم الذين تلقوا الوحيين ـ الكتاب والسنة ـ من نبي الهدى والرحمة المصطفى المختار.
وهم الذين نقلوهما نقلا عظيما في غاية آمانات النقل:
· الكتاب ـ القرآن الكريم بالقراءات.
· السنة المطهرة في ألفاظ غاية في التحري في نقلها بضبط الروايات.
ثم هم ـ الصحابة من أجل الناس تمسكا بها من غيرهم، حتى قال حبر الأمة ابن عباس قوله المشهور المأثور: أخشى عليكم أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون قال أبو بكر وعمر.
رضي الله عن أبي بكر وعمر وابن عباس وعن بقية الصاحبة الكرام.
والكلام في هذا يقال في شدة تمسك الصحابة بالهدى المتين، والنور المبين، بقول من قال: كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا.
كيف والصحابة أثنى الله ـ جل في علاه ـ عليهم جملة وتفصيلا في غير ما آية منها، قوله تعالى:
((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)).
وقوله تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)).
وغير ذلك من نصوص الكتاب التي أكثر من أن تحصى عموما، وخصوصا في مثل هذه العجالة، التي يراد بها إلفات الانتباه إلى التمسك بما هم عليه من الهدى، كما
تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
إذ هم أشد المنيبين صدقا وحقا إلى ربهم ـ عز وجل ـ بعد الأنبياء ـ عليهم وعلى صحابة النبي السلام.
المثنى عليهم في القرآن الكريم، كما تظاهرت نصوص السنة على الثناء عليهم جملة وتفصيلا، من ذلك:
قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) رواه البخاري في صحيحه ـ كتاب: فضائل الصحابة.
ومسلم في صحيحه ـ كتاب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم.
((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).
رواه أبو داود في سننه ـ باب: لزوم السنة.
والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله.
((تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلاّ ملة واحدة.
قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)).
رواه الترمذي في سننه ـ باب: افتراق هذه الأمة.
والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله.
قلت: هذا غيض من فيض، مما ورد في السنة من الثناء عليهم، وكذلك ما ورد في الآثار من الثناء عليهم جملة وتفصيلا ما لا يحصى منه:
قول عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه: ((من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم، وطرائقهم، فهم على كانوا على الهدي المستقيم)).
رواه البغوي في شرح السنة.
قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ: ((لو أن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسحوا على ظفر، لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم)).
أورده ابن بطة في كتاب الإبانة.
وقال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ: ((العلم ما جاء عن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما كان غير ذلك، فليس بعلم)).
رواه ابن عبد البر في جامع بيان فضل العلم وأهله.
وكان الإمام مالك ـ رحمه الله ـ كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة***وشر الأمور المحدثات البدائع
ذكره الإمام الشاطبي في كتاب: الاعتصام.
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاقتداء به، وترك البدع)).
رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين.
فلذا شيء لم يرد مشروعيته: من النوع الممنوع:
((( من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل...
ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم...
ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة)).
كما حرر في كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع.
وغيره إلاّ أنه أقرب ديوان مذكور اعتمدنا النقل منه في مسائل هذه العجالة ـ تقبل الله منا ومنه.
قلت: فإذا كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يترك مثقال ذرة في كل مشروع إلا وسبقوا من بعده إلى فعله، في أروع أمثلة...
فبأي طريق وصل أهل بدع التوسل إلى مشرعيتها، إن كان من طريق الكتاب والسنة، فلم يرد فيه ذلك نصا، ولم يأثر أيضا من طريق فهم الصحابة، ومن اقتفى أثرهم...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((فبأي حديث بعده يؤمنون))


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-04-2012 الساعة 11:56 AM

رد مع اقتباس
قديم 02-06-2012, 08:39 AM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



وجوب الفرار من جراثيم إحداث ليوث الغابة إلى الركن الشديد المنيع الكهف هدي الصحابة.
وهل أفســـــــد الدين إلا المــــــــــلوك***وأحــــــبــار ســــوء ورهبـــــــــانها
وهذا البيت أيضاً من أبيات الحكمة، المشتملة على خطر علماء السوء والبدع والأهواء.
فإذا كانت زلة العالم لا تبقي ولا تذر، فما البال بالعلماء المبتدعين الدعاة بأفعالهم وأقوالهم إلى البدع في الأصول والفروع ـ أعاذ الله الأمة من شر حيهم وميتهم ـ الشر المستطيل في مشارق الأرض ومغاربها، على كل جيل ـ إن ربي لسميع الدعاء.
وكل من له أدنى نظر في العلم والمعرفة، يعلم أن تلك البدع لا تقع من العامة، لأنه ليس أهلا أن يقتدي بهم فضلا آحادهم مثله، فضلاً أن يكون أسوة لأهل العلم، بل أهل البدع المأثورة بدعهم كلهم ممن ينتسب إلى العلم من المعتزلة والأشعرية والصوفية...
وإن كان الصوفية لها نصيب الأسد في البدع المحدثات في الدين، سواء في الأصول كبعد التوسلات والاستغاثات بغير الله ـ جل في علاه.
أو في الفروع وما أكثرها وما أكثر ما وضعوا لها من الأحاديث الموضوعة، منها على سبيل المثال: صلاة الرغائب ـ
التي من روائع العلماء التمبعين على نهج السلف الصالح ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة: أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون.
وهي صلاة موضوعة بالاتفاق كما قال الفيروز آبادي في المختصر...
وغيره من العلماء...
التي قال عنها الغزالي بعد ذكرها في إحياء علوم دينه.
فهي صلاة مستحبة وإنما أوردناها في هذا القسم، لأنها تتكرر بتكرار السنين، وإن كانت رتبها دون رتبة التراويح، وصلاة العيدين...
والصلاة وضعها الوضاع علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي، وركب لها في إسنادها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رواة من المجاهل....
قال ابن الجوزي في المنتظم ترجمته بعد ذكر أسمائه: أبو الحسن صاحب: بهجة الأسرار.
وكان شيخ الصوفية، توفي بمكة، وقد ذكروا أنه كان كذابا....
هذا غيض من فيض في جهود الصوفية النكراء في تضليل المجتمعات الإسلامية في كل صغيرة وكبيرة عن طريق آثار علمائهم علماء سوء البدع: فبئس ما يفترون.
قال ابن الجوزي وجاء أبو عبد الرحمن السلمي ـ الصوفي ـ:
وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم، وإنما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام، وانبساطهم في القرآن.
وقال الخطيب: وكان يضع للصوفية الأحاديث.
صدق الإمام الطرطوشي المالكي ـ رحمه الله رحمة واسعة: الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة...
حقا ما قاله، ومن لم يقل بذلك فهو أحد الرجلين السابقين، وإن تفاوتوا في ضروب الضلالة، وشظايا شهب بدعها في المشرق والمغرب في القديم والحديث...
ولسنا في صدد تفصيل القول فيها، وإنما أوردناها هنا كمثال من أمثلة خطر ليوث البعد الضواري على افتراس الداني والقاصي من اللاجئين إلى هذه الشريعة السمحة ـ أعاذ الله الأمة من شرورهم عصرا عصرا ـ حيهم الضال المضل بتلك البدع الخبيثة بها الحياة، وميتهم الخبيث سموم البدع بعد الممات.
ولنا بإذن الله حياة مع بيان بعض خطر التصوف، وبيان دور بدع أهلها الخبيث في الإسلام، والتعرج إلى ما يراه البعض من حسنات الصوفية وعرض نقلا وعقلا لتبرز في نظر ناظر الإعجاب بها على نحو من لا ينطق عن الهوى: صدقك وهو كذوب.
القائل: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم...
إلاّ من تاب منها كما أثر عن الغزالي، ومن في معناه، فإن توبته شيء، وما تركه من سوء البدع المضلة شيء آخر إلى اليوم، وما شاء الله من الأزمنة...
وما الدين إلا الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، كما
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب السنة:
والدين إنما هو كتاب الله ـ عز وجل ـ، وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية، يصدق بعضها بعضا، حتى ينتهي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأصحابه ـ رضوان الله عليهم، والتابعين وتابعي التابعين، ومن بعدهم من الأئمة المعروفين، المقتدى بهم، والمتمسكين بالكتاب والسنة، والمتعلقين بالآثار، لا يعرفون ببدعة، ولا يطعن فيهم بكذب.
فالآن في هذه المسألة مع بعض النقول من كتاب: التوسل الممنوع والمشروع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)).
قال ابن كثير رحمه الله: أي: من سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق، وتبين له، واتضح له..
(( نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا))
قائلا أي: ابن كثير ـ رحمه الله ـ: أي: إذا سلك هذا الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزينها له استدراجا له، وجعل النار مصيره في الآخرة، لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلاّ إلى النار يوم القيامة.
وقال تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وكل من الصحابة منيب إلى الله، فيجب اتباع سبيله، وأقواله، واعتقاده، من أكبر سبيله.
والدليل على أنهم منيبون إلى الله تعالى، أن الله تعالى قد هداهم، وقد قال: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
قلت: فمن يريد النجاة حقاً فليستمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وليبعد وليجتنب سبل البدع والأهواء من الصوفية وغيرهم، ثم ليعلم القارئ الكريم أن تفنن الصوفية في وضع البدع كلما تذوقت الإحداث وضعت له أسانيد منكرة، مكذبة باطلة، أمر معروف في تاريخهم القديم، وأما في الحديث، فهم أشد مما قيل في قول القائل:
وينشأ ناشئ الفــــــــــتيان فينا***على ما كـــــــــــــــــــــــــــــان عوده أبوه
فما بالكم بخطر الصوفية في جانب انتزاع مشرعية بدعها على وجه الأدلة من الكتاب والسنة، على تأويلات باطلة بعيدة كل البعد عن الهدى، التي منها: بدعة التوسل بجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن غيره من أوليائهم الذين تجاوزوا الأئمة الاثني عشر الشيعية، بأضعاف في العدد والضلالات ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع....
الذين ما من ولي منهم ممن اشتهر أمر خبره عندهم إلاّ وصرفوا له ما لا يصرف إلا لله تعالى، وتفننوا في تفخيم الألقاب لهم مما تسوله وأملاه عليهم الشيطان، كالولي الفلاني: غوث الإنس والجان.
إن إبليس لا يرضى لهم إلاّ التدرج في أن يفعلوا ويقولوا بمقتضى حقائق معاني تلك الألقاب المفتعلة المحدثة العظيمة الإثم، مقام لم يحصل لملك مقرب ولا نبي مرسل، لأنه حق لله الواحد القهار...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
هذا مما فاقت به الصوفية المعتزلة والجهمية والقدرية والأشعرية، وغيرهم من أهل أصول البدع المنكرة إلا أن كثيرا من الصوفية شاركهم في تلك البدع، ليجمع بين ذلك منهم الجامع بين الشرين الأشعري الصوفي.......
ثم تفردت الصوفية بالطامة العظام، فتنافست مع الراضفة في أئمتهم: أولياء الشيطان.
فما أشد سوء وبعدا وضلالا من الذين: يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

الذين من أمثلة ذلك ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة المتقدم ذكره:
أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (سواء عليهم أدعوتموهم أم أنتم صامتون).


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-07-2012 الساعة 09:40 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-03-2012, 08:15 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
الحمد القائل حكاية عن صاحبي السجن، مع النبي يوسف ـ عليه السلام ـ الكريم الحديث الصحيح الحسن:
ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما أني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق خبزا تأكل الطير منه نبأنا بتأويله إنا نراك من المحسنين*
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلاّ نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمون بالله وهم بالآخرة هم كافرون*واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون*يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار*ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين ولكن أكثر الناس لا يعلمون*
قلت ما أعظم مهمة الرسل ـ الدعوة إلى الله تعالى ـ وما أجلها، وما أوضح سبيلها، وما أجزل ثوابها.
دعوة إلى إفراد الله تعالى بالعبادة، والتحذير من الوقوع في الإشراك في المنسك والعادة.
يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار*ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين ولكن أكثر الناس لا يعلمون*
اللهم احشرنا مع النبيين...
فيا لك مــــــــن ليل تقــــاصر طوله***وما كان ليـــــــلي قبل ذلك يقــــصر
إن هذا الشاعر صادف بالفعل الحكمة، لا سيما في مثل تي المشاعر، وهي أن طول الأزمنة وقصرها يتعلق التنبه بها بظروف أصحابها خاصة إذا كان مظروفها ظرف السعادة المشبعة بمعانيها الجملية الجليلة المكرمة.
التي منها ليلتنا ـ ليلة الفضائل في تمام كرم الضيافة وحسن معاني القرابة الكريمة التي عاينتها من تلك القبيلة السوقية الجليلة المآثر، قبيلة كل تجايت ولقد شهدت منها ما هو من نوادر جواهر المثل السائر.
ولقد شغلني عن كثير من معاني فضائلها، ما وقع من السوال في أصول الدين ـ التوسل بالجاه ـ مما دسه أعداء الإسلام منذ القدم وإن كان من دسه من المنتسبين إليه.
وهو جواز التوسل بذوات المخلوقات من الأنبياء والأولياء ـ أجل القربات عند الصوفية، ومن نهج منهجهم المفترى في مثل هذه المسألة، وغيرها مما أحدثوها من البدع في الأصول والفروع المفتريات.
فكان هو ما وجه ـ كما مضت الإشارة إليه ـ إليّ الشيخ الداعية السلفي القاسم بن نقا ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
فأجبت عن سؤالاته حول التوسل بالجاه وما يجري مجراه من معاني التوسل الممنوع، وذكرت لهم جملة من الأدلة المجملة الصحيحة والضعيفة، كما مر بسط شيء منها في هذه العجالة، التي أردت هنا إقامة البينة، للذين شهدوا مكارم حسن اللقاء في تلك الليلة، خاصة مع أهل العلم الفضلاء، ممن تشرفت بلقائهم الكريم، من أعيان الحي الجميل المآثر، والمناقب التاريخية الدرر النواضر.
ولقد أوردتها أسوة حسنة بيوسف ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ نهج الرسل والأنبياء في تقديم أولوية الدعوة إلى الله على كل شيء، مهما تنوعت المناسبات لها، والأصل الدعوة إلى الله تعالى في حياة أهل العلم، وغيرها يجرى مجرى الجمل الاعتراضية، فذكر ما يتعلق بالدين تصحيحا والدعوة إليه، هو الأصل، لأن الدين النصيحة، في المشافهات والكتابات، على ضوء الآيات الآنفة الذكر، التي يقول الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ عنها: ومعنى الكلام عندي:
· العلم بتأويل رؤياكما.
· والعلم بما يأتيكما من طعامكما.
· والعلم بدين الله.
فاسمعوا أولاً ما يتعلق بالدين لتهتدوا.
ولهذا لم يعبر لهما حتى دعاهما إلى الإسلام.
وقيل: إنما دعاهما بذلك إلى الإسلام، وجعل المعجزة التي يستدلان بها، إخبارهما بالغيوب.
قلت ما أعظم جلالة الدعوة، ولطافة مناسباتها.
فهذا منهج دعوي نبوي عظيم، فليضع كل واحد ممن أتاه الله شيئا من العلم، أن يعلم أن الدعوة إلى الدين مقدمة، وتبيين ما صح من تعاليمه، وكشف ما ليس منه على ضوء الكتاب والسنة، مما مضى عليه الرعيل الأول، من السلف الصالح ـ الصحابة ومن نهج منهجهم الرضي..
فليحذر الذين ينشرون البدع، أو يتنصرون لأهلها تحت أي زعم، أن يتربصوا فيجازون جزاء المتربصين.
وليعلم الجميع أن من ضل، فإنما يضل على نفسه، وإن اهتدى فإنما سلك سبيل النجاة لنفسه، فمستقل، ومستكثر.
وليعلم الجميع أن الحكم فيما يسوغ فيه الخلاف ـ فضلا ما لا يسوغ فيه ـ هو الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح...
وليعلم الجميع أن الناصح إذا قدم النصح ـ حسب ما أوتي من علم بالمنصوح به، فقد فعل ما هو حق الله عليه، وأما إجبار المنصوح بأخذ النصح، فليس من الواجب على عامة الناصحين.
لقوله تعالى: إن عليك إلاّ البلاغ.
وقوله تعالى: وما أنت عليهم بمسيطر.
وقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم.
فختاما لقد مدح الله الذين يستمعون القول: فيتبعون أحسنه.
اللهم اجعلنا منهم ـ يا من لا يتعبد بالتوسل المشروع إلا له، أن ترزقنا علما نافعا، وقلبا خاشعا، وعملا متقبلا، ويوم يقوم الحساب، مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.



 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-05-2012 الساعة 11:34 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت السوقي الأسدي منتدى الأعلام و التراجم 35 08-29-2012 10:24 AM