العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-17-2011, 08:19 AM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5955 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



التوطئة:
فما استعصى على قوم منال**إذا الإقدام كان لهم ركابا
قلت: إن السفر قطعة من العذاب، على وجه العموم، فإذا كان في الصحاري والبراري، ووديانها زمن الأمطار، فلا ترتقب السلامة الطلقة من المشاق إن كان السفر في السيارات، وإن كان في الجمال وما في معناها كان أشق.
فلا مفر من العناء إذن، إلاّ الرضا بقدر الله وقضائه..
فكم من هموم بعد طول تكشف**وآخر معسور الأمور له يُسر
ولقد مضت بنا الرحلة حيث توجهت بعد مرور وادي: إينلاتا ـ بادئ ذي بدء ـ ومنه إلى منطقة: إين تديني، منها إلى مدينة تغارست، وبينهما مراحل محددة الأماكن بأسمائها، ومن أهمها في هذه العجالة، بَخْيا.
وهي هضبتان من رمال، إحداهما أصغر من الأخرى، وعندي أنها أخطر ما في طريقة تغارست على الإطلاق.
لأن إينلاتا، في غير زمن الأمطار أحسن مكان في طريق تغارست لصلابة أرض واديه، وهو مجال فسيح تتخيل أنك في طريق معبد صناعي لما تجده من سرعة السيارة، وراحة الركاب فيها أكثر من غيره، بخلاف ((بخيا)) الصغيرة والكبيرة، فإنك مقبل على حقيقة المشقة لا محالة ـ إن شاء الله ـ حين العودة، بخلاف الذهاب إلى تغارست، لأن السيارات في انحدار منها لا تتغرز في رمالها السيارات الجيدة، بخلاف العودة فإن السيارة في صعود تلال من الرمال كأنها هضبات عالية الارتفاع، وترى أثر السيارات على وجه صعودها كأن تلك الآثار في كثرتها وتشعبها وضعف اتباع سبلها: أساطير الأولين.
ولقد أوقفتنا عدة مرات عند العودة لتغرز سيارتنا في رمالها عدة مرات، خاصة عند بخيا الكبرى مع ما تتمتع به سيارتنا من صغر الحجم، ونظافتها ظاهرا وباطنا، لا سيما محركاتها ـ تبارك الله فيها.
إذا اشتد عسر فارج يسراً فإنه**قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
هذا وبعد رحلة مصحوبة بضروب من معاني النصب والتعب، دخلنا مدينة تغارست، بعد جهد جهيد.
فلا تقولن لي ديار**للمرء كل البلاد دار
ولما أصبحنا من أهلها، حين احتضنتنا عصراً بمدينتها التاريخية، التي سيشار إلى شيء من تاريخها، خاصة زمن الاستعمار، وما بعده، ومتى أسست كمركز حكومي استعماري طاغ قبل الاستقلال، وأين كان مقره في غرب النهر، وكيف وصلها الحاكم الاستعماري النصراني ـ بادئ ذي بدء ـ كل ذلك موضع ذكره ـ بإذن الله: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
لأنه ـ رحمه الله ـ سيد من سادات مجتمعاتها الأعلام..
ثم مضينا إلى منطقة: بانْقِيلْ ـ موطن قبيلة كَلْ جَنْشَشي ـ بعد أن وصلت غرب نهر النيجر، في عهد قديم، واستقرت فيه.
ولم أر في كنوز الناس ذخرا**كمثل مودة الحر الكريم
إن ربيعة الرأي شيخي المؤرخ لما قاربنا مشارف مقر القبيلة ـ بانقيل ـ وجه بتوجيه كريم، تتعلق بآداب رفيعة، لا يليق أن لا يتمتع بها الضيف العزيز في عرف ساداة أسياد الصحراء، من لباس زينة الرجل الطارقي الكريم لديهم الزينة الفاخرة، إضافة إلى نصائح اجتماعية جليلة أخرى، بعد نزول لطيف نسترد به شيئاً من الراحة، قدر وقت يقدر بفعل الشاي الأخضر، ليرد علينا أيضاً شيئا من النشاط.
لكل شيء زينة في الورى**وزينة المرء تمام الأدب
وكأننا على موعد سابق مع الشمس في دخولنا القبيلة كضيوف، والشمس في حيننا تتضيف ـ الغروب المعروف.
وسابقنا الشمس مغرب منزل سيد القبيلة ابن سيد من ساداتهم السيد محمد الشهير بمُوها بن الشيخ شيبة الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله.
فإذا هو والشمس قد سبقناهما إلى بيته الكريم، إذ كان في خطى له في الحي، وحين رآنا أقبل علينا إقبال أخ شقيق شفيق، وسيد نجيب، ودود لقرابته حبيب.
فنزلنا في منزل أنس ومودة وبتنا إخوان الصفاء، وتناولنا ليلتنا كؤوس المحبة والإخاء.
لكل امرئ هم يسير وراءه**ويتبعه في عمره كخياله
وبعد أن صلينا الفجر، وبدت الشمس تستقبلنا بنهار يومها خشيت أن يكون يوم غبن وغرر، فانتهزت فرصه، لأنني بخيل كل البخل أن يذهب من غير تقييد بعض تاريخ هذه القبيلة المكرمة، حتى كأني المقول عنه:
وقالوا كيف حالك قلت خير**تُقضّى حاجة وتفوت حــاج
نديمي هرتي وأنيس نفسي**دفاتري ومعشوقي السراج
وكان السيد موها، من قرابتي الأصدقاء، وأصحابي السادة الأجلاء.
فقلت له ما معناه: إن صلة الرحم جرتني إلى ذرى قبلتكم الكريمة جر الزيارة، ثم أتطلع من ورائها إلى أخذ ما أمكن من تاريخ القبيلة بر منكم إليّ وزيادة.
فأرشدني برفع مناي إلى الشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرام الأفاضل الشيخ رتبة بن الشيخ المعمر من شيوخ القبيلة علماً وسنا ـ حفظه الله تعالى.
ما العزم أن تشتهي شيئا وتتركه**حقيقة العزم منك الجــد والطــــلب
كم سوفت خدع الآمال ذا أرب**حتى انقضى قبل أن ينقضى له الأرب



 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2011, 08:15 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



الترصيع:
وآل السوق وإن عدت قبائلهم**فإنها دون شك يثربيات
إن لكل بيت محكم بحقائق معانيه معنى يشعر القارئ ببواعث شاعرية الشاعر به، فتتقاذفه أمواج من الشعور البليغ ببيان معاني مراد الشاعر الحكيم، وإن هذا البيت لهو بيت القصيد في إشارات من معاني جلالة السوقيين خاصة في مثل هذه المشاعر، الذي تناول هذا البيت حقيقة من حقائق مجد تاريخ هذه القبيلة ـ قبيلة كل جنششي.
وهذا البيت الذي حفظه لنا التاريخ، كبرهان من براهين حقيقة تاريخ مجد السوقيين المجد الباهر العتيق الباذخ.
وليس يصح في الأذهان شيء**إذا احتاج النهار إلى دليل
لأن ذلك المجد التاريخي الشامخ، ما زال ـ ولله الحمد ـ إلى وقت كتابة هذه الأسطر، على نحو ما تتمتع به قبائل السوقيين منذ القدم، إلى عصر من عصور ازدهاره عصر ذلك الشاعر العلم، الجبل الشامخ الشيخ العلامة الداعية الرباني السلفي الشيخ إغلس بن محمد بن اليمان السوقي الإدريسي المرسي ـ رحمه الله.
ولقد يعزز هذا البيت التاريخي بشواهد عزيزة كثيرة يطول ذكرها، منها قول العالم العلم الشيخ الكنتي:
إذا قيل أي الناس خير قبيلة**فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا
هذا المجد المنطوق به، هو واقع الحال، حتى بلغ بهم حب التربع على عرش معالي الفضائل ـ العلم ومقاماته ـ أن صار دندنة أفراد هذه القبائل كأنه صاحب هذا المقال:
بلوت الطيبات فلم أجدها**تفي بالعشر من طيب العلوم
فتفانوا في طلبه، وتفننوا فيه بعد إحكام قواعد أصوله، ثم تجاوزا إلى مقامات ارتقاء درجاته، رتبة سنية بعد رتبة سامية إلى رتبة عالية، حتى القائل الصادق فيهم:
لكل أناس حرفة عرفوا بها**وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى.
وهذا البيت الكنتي من الأبيات التاريخية المجدية الشاهدة لجلالة قدر آل سوق العلم الكبير، القدر الكبير، إذ حقيقة نشر العلوم، مرحلة متقدمة في التبحر فيه، كما أنه مرحلة عظيمة من مراحل العمل به، كما أنه شاهد من شواهد الكافية على رغبة السوقيين عن أي حرفة دنيوية عزيزة مفيدة من الحرف غير حرفة العلم صاغرا عن كابر...
من ذا الذي لمس المجرة باليد
أورد صاحب فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ما نصه: محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ السوقي، كان ـ رحمه الله تعالى ـ عالماً محققاً متفنناً موصوفاً بجودة القريحة والنجابة.
وقال محمد لال الكلادي..: سألنا عنه شيخنا محمد أحمد بن أبي بكر، وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته، فقلنا له: أين أنت منه؟ فأقر له بالفضل.
وحكى لنا حكاية، قال: التقيت معه في سفر فوقت نازلة فأفتيت فيها، والشيخ محمد أحمد السوقي ليس حاضراً، فلما حضر قال لي مباسطاً: ما الذي أجرأك على أن تحكم في موضع نحن فيه، فضحك شيخنا وسلم له انتهى. ص139
قلت: وهذا الشيخ السوقي المتوفى حدود 1107هـ..
لقد أشاد بشيء من تقدم آل السوق في العلوم الشرعية وجلالة قدرهم فيها كعالم بار بنشر نفح الطيب عن سلفه آل سوق العلم القديم العتيق، متحدثاً بتلك النعم في معرض التحقيق.
فأروني من أطفل طفلي غبي في العلوم؟؟ يقر له مجانين المغفلين من غير جنسه بالنقيصة في رمي من أقر له القاصي والداني بالشرف الباذخ خاصة في العلوم الإسلامية قديماً وحديثا، وسلمت لهم الرياسة العلمية منذ القدم، من في أفقهم كالشيخ العلامة محمد بن أبي بكر العلم المتقدم.
فمن يصدق شبع: المتشبع بما لم يعط ـ الجائع المغرور.
ومن ذا الذي ينوه بزينة العاري العري: لابس ثوبي زور.
إذا وصف الطائي بالبـــخل مـار**وعيّـــر قُساً بالفــــهاهــــة باقـــل
وقال السُّهى للشمس أنت خفية**وقال الدجى يا صبح لونك حــــائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة**وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمــــة**ويا نفس جدِّي إن درك هـــــــــازل
وإن تعجب فعجب خساسة ودناءة كل باغ:
بغيت فلم تقع إلاّ صريعاً**كذاك البغي مصرعه وخيم
وما ذاك إلاّ ليساوي الباغي الضعيف العدة، البعيد عن سواء عدل المحجة: بأنف الناقة الذنبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هيهات، ثم هيهات بل وألوف من هيهات:
ألم تر أن البغي يصرع أهله**وأن على الباغي تدور الدوائر
أخي القارئ الكريم إن ما يتمتع به آل سوق العلم والفضل الكبير، هو الذي جعل من يصفهم بالفضل والثناء العاطر، يقول ما مستنده، قول من قال:
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا**ما لم يروا عنده آثار إحسان
فآل سوق العلوم وثقافاتها ليس عليهم ـ بإذن الله ـ تتمكن من النيل فيهم الذئاب الجهلة كيف تؤكل أكتاف الميتات، فضلاً عن أنت تقرب عرائن أسود غابة معلمة زئيرة عن أنياب علم جارحة ضارية.
فإن كان من رام ذلك حرم التوفيق حين استرشد بمعنى قول من قال:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له...
أو لم يتعظ بما عقلته ذئاب الحيوانات فاتقته كما في الشاعر الحكيم نفسه:
وتتقي صولة المستأسد الضاري
مخادَعاً من ابتلي ب:جدع مارن أنفه بكفه. في انشغال آل سوق العلم بمجوهراته عن الاشتغال بأمر العامة.
على هدي من قال:
أو كلما طن الذباب طردته**إن الذباب إذاً عليّ كريم
قلت: إن آل السوق لما قاموا بإدارة متاجر المجوهرات العلمية في سوقهم العلمي الكبير، حتى أصبح بهم في الازدهار والتقدم في العلوم الموطن الشهير، لذا فإن آثار العلم والفضل في السوقيين شاهدة لهم على حقيقة ما قيل عنهم من قرون وإلى الآن ـ ولله الحمد.
فما أجدر خلفهم بنشر نفح طيب مآثرهم بين الملأ، بجمع ما تشتت من آثارهم في القديم والحديث...
فمن هذا الوجه المشرق المعاني اللامعة، خطف بصري نحوه على بصيرة بمواطنه، فصرت في تتبع قطرات ماء جهة برقه، حتى وردت ماء مدين هذه القبيلة العلمية السوقية ـ قبيلة كل جنششي.
بحثاً عن مواطن مساقط لآليها المنثورة، إذ فاتني ما فاتني من نظم جواهرها المرصعة بذهاب عهد صناعها وصواغها: بثمين الدر والذهب.
فنزلت فيها على معنى قول القائل: أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
تارة، على أمل شم مسك أهل الديار، أو أن ألتقط في ممرات أثريائها ذرات تربة رمل من مواطن تبرها الخالص، فضلاً ما يمكن لقطه من درر ساقطة في مداخل المجالس: إذ لكل ساقطة لا قطة.
هذا ولقد استبشرت بها بعد ما نقلتني خطى البحث عنها إلى دار الشيخ الكريم، رتبة بن الشيخ الشهير المعمر الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله وشكر له ـ ما أغناني به من المجوهرات الثمينة العتيقة حتى كأنها وديعة دهر أمين حفيظ.
وكأني بشيخي المؤرخ رتبة عمدة الترجمة، في الحفاوة بنا حين بلغنا منزله وسلمنا عليه ـ بعد علمه بقصد السبيل ـ هو المقول عنه:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه**برقت كبارق العارض المتهلل


 

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2011, 08:30 AM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



التذنيب:
إذا كنت في حاجة مرسلا**فأرسل حكيماً ولا توصه
هذا بيت من أبيات الحكمة المحكمة الأمثال، كما أثر عن الزبير بن عبد المطلب، ولقد بالغت في الحرص على معارضته أن تجاوزته من شدة الطلب، إلى ما عارضعه من مثل محكم مثله: أرسل حكيما ووصه.
وذلك أنني لما أسررت النجوى للسيد موها سيد القبيلة، بل هو الرجل الثاني في إمارة تغارست، فهو شخصية سوقية من سادة نبلاء، شديد المحبة لأفراد السوقيين، كأبناء بيت واحدة ـ وهم كذلك ـ إلاّ أنهم أصبح بأسر البيت السوقي الكريم فروع كريمة بلغت حد القبائل السيدات في العلم والفضل والمكارم الماجدة.
وعلى كل حال فإن السيد موها ابن الشيخ شيبة الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
إنه لما أخبرت السيد موها بموجب الزيارة، بعد التماس صلة الرحم كما تقدمت به الإشارة، عنده أرشدني إلى عرض هذه الرغبة، على عمه الشيخ الكريم رتبة ـ حفظهما الله.
وما كل ذي نصح بمؤتك نصحه**ولا كل مؤت نصحه بلبيب
ولكن متى ما جُمّعا عند واحد**فـــحق له من طاعة بنصيب
فأخذت بنصيحته ـ جزاه الله عني خير ما جزى الناصحين ـ اللهم آمين.
وإن أمر باب عليك التـــوى**فشـــاور لبــــيبا ولا تعـــصه
ثم أخرجت له نسخة معي هي من جهد المقل عن تاريخ إحدى قبائل السوقيين، كانت معي، ليقدمها للشيخ رتبة كي يطلع عليها قبل أن نأتيه، ليكون على بصيرة لمعاني الطلب.
قلت: واستصحابي مثل تلك النسخة، هو من باب دعم الرسول بشفيع، وقت مد أيدي الطلب، كما قال القائل: فهلا نفس ليلى شفيعها..
أو كما قال الشاعر، لأن كثيراً من نبلاء الناس، لا يتجاوب مع ادعاءات، ما لم تكن كما قال القائل:
والدعاوى ما لم تقيموا عليـ**ها بينات أبناؤها أدعياء
فمن حق أي جهة أن تبخل بما لها من النفائس خاصة تاريخها مع من لم تعلم عنه شيئاً، ما لم يقم بما يبعث اطمئنانهم في صدق قصد المدعي، وصدق البراهين على امتلاكه القدرة في تحقيق ما يبذل له في أرض الواقع على وجه رضي مرضي للجهة الباذلة جميلها الساطع.
فالذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى**من جـــلد أولاد النــــعاج ثيـــابا
خاصة في مثل هذه الأزمنة، التي كثر فيها المدعون، وقل فيها العاملون، وندر وجود الأمناء الأوفياء المقتدى بحسن صنيعهم على نحن قول الحق:
لمثل هذا فليعمل العاملون.
وبعد أن أكرمني السيد موها ـ حفظه الله بالنصيحة تاج المقالة، عززها بإكرام آخر في إيصال شيخنا عمه رتبة الرسالة، وكأنني قائل المقول له:
إني لأرجو منك خيرا عاجلا**والنفس مولعـــة بحب العاجل
فذهب ـ مشكورا ـ وعاد إلينا ببشارة أن الشيخ في انتظارنا فقمنا مشياً إلى منزله الكريم فلما رآنا أقبل إلينا بالتحايا الكريمة وكان شيخاً جليلا بنا مسروراً ـ شكر الله له ما استقبلنا من الحفاوة الجميلة.
وكان ذلك اللقاء التاريخي الكريم بعمدة النقل الشيخ رتبة ـ حفظه الله ـ بتاريخ2/8/1432هـ
ونــــص الحديث إلى أهلـــــه**فإن الوثيقــــة في نصـــه


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-21-2011 الساعة 09:36 AM

رد مع اقتباس
قديم 09-24-2011, 11:41 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



لآلي من تاريخ قبيلة: كل جنششي:
فلا يحسب التمتام أني هجوته**ولكنني فضلت أهل المكارم
هذا من أبيات الحكمة العتيقة، لأن ذكر فضائل زيد الواقعة منه ذم لعمرو العري عنها والبعيدة منه في الحقيقة.
فالمآثر الحسان إذن، هي الذخائر الجميلة، التي يتعرج إليها في معرض ذكر تاريخ محاسن أهلها النجباء النخب، أولي المقامات العلية والدرجات الرفيعة السنية الرتب:
فا ليس الجمال بمئزر**فاعلم وإن ردّيت بـردا
إن الجمال معــادن**ومنــــاقب أورثن مـــجدا
وقبل الشروع فيما نحن بصدده، لا بد هنا من وقفة لطيفة وهي: أنني عند ما أتناول درراً من لآلي تاريخ آل سوق المجوهرات العلمية، قبيلة قبيلة، لا يعني ذلك أنني ظفرت بجزء يسير كنز من كنوز تلك المجوهرات النفيسة القديمة الأزمنة الكثيرة المواطن فتلكم الأفق، بل الأمر من باب ما معنى القول المشهور: يكفي من العقد ما أحاط العنق.
لا تطلب الحسن إن الحسن آفته**أن لا يزال طوال الدهر مطلوبا
أصول القبيلة:
قلت: إن قبائل صحراء: أسياد الصحراء، في مضارب الطوارق، كثير منها قبائل عرب، لا سيما قبائل السوقيين العتيقة الحسب، الكريمة المحتد الجليلة النسب.
لأن غالب أنساب قبائل السوقيين إما أنساب آل بيت النبوة الأشراف، أو أنساب قبائل الأنصار الجليلة الأوصاف، التي منها:
قبيلة كل جنششي الكريمة، وهي قبيلة مكرمة مرفوعة النسب على قسميه:
أحدهما: قسم نسب بيوتاته الأنصار.
ثانيهما: قسم نسب بيوتات آل بيت النبوة الأطهار.
وأما قسم الأنصار منهم، فهم:
· بيت الشيخ رتبة عمدة الترجمة، وعامة القبيلة...
وأما قسم الأشراف، فهم أدارسة، وبيوتاتهم هي:
· بيت الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ العلامة خَلْمَتّا الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ الشهير العباس الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
هذه هي بيوتات الأشراف، في قبيلة كل جنششي من ذرية إبراهيم الضغوغي الإدريسي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
قلت: ومن الدرر الملتقطة ما أتحفني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمدْ الشهير بإين تملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ كان كثيراً ما يتحفنا مداخلة كريمة حالة الإملاء عن الشيخ رتبة بمعلومات تاريخية جميلة متعلقة بهذه القبيلة الكريمة، التي منها، أن قال لي، ما ملخص معانيه: إن الشيخ العباس الإدريسي السوقي الجنششي الآنف الذكر ـ رحمه الله ـ كان من الأعيان المشاهير، الأعلام الأكابير، مستجاب الدعاء، بحيث بلغ الأمر بكثير من عامة الطوارق الذين في أفقه، أن واحداً منهم إذا اشتكى من ضر، ولم يتمكن من ملاقاة الشيخ العباس ليدعو له، قال للذي وجده ممن يظن أنه من أهل العلم والصلاح: ادع لي أي: دعاء رقية، وسأعطي الشيخ العباس آلَمْ أي: ـ جملاً، باللسان الطارقي ـ أجرة رقيتك.
قلت: هذه من غرائب البدع المتعلقة باعتقادات العامة الفاسدة في حق: أهل العلم والفضل والصلاح.
وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أن أجرة الرقية المشروعة إنما هي حق للراقي نقلاً وعقلا، كما يدل عليه حديث اللديغ.
الأمر الثاني: أن إجابة الدعاء هي حق لله ـ جلّ في علاه ـ لا حق فيها لملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً من دونهم..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر. الآية.
وغير هذه الآية من نصوص الكتابة والسنة الدالة على أن إجابة الدعاء من كشف الضر، والإنعام بالخير، هو من حق تعالى دون غيره من خلقه ملكاً كان أو نبياً من الأنبياء..
فالله وحده هو المجيب للدعاء، كما قال سبحانه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
فائدة توحيدية جليلة:
قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:
ثم الرقى من حمة أو عــــين**فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته**وذاك لا اختلاف في سنيته
منتهياً إلى تلخيص ما تخلص إليه بقوله:
فتحصل من هذا: أن الرقى لا تجوز إلاّ باجتماع ثلاثة شروط، فإذا اجتمعت فيها كانت رقية شرعية، وإن اختل منها شيء كان بضد ذلك:
الأولى: أن تكون من الكتاب والسنة، فلا تجوز من غيرهما.
الثاني: أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها، مفهومة معانيها، فلا يجوز تغييرها إلى لسان آخر.
الثالث: أن يعتقد أنها سبب من الأسباب، لا تأثير لها إلاّ بإذن الله ـ عز وجل ـ فلا يعتقد النفع فيها لذاتها، بل فعل الراقي السبب، والله هو المسبب إذا شاء.
معارج القبول شرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ص402-410.
ط: مؤسسة الريان.
قلت: إن باب الرقى باب لم يسلم من البدع الضالة المضلة، بل بعضها بلغت حد البدع الجاهلية الشركية.
التي بلغ الشرع في الزجر عنها ما تناوله بعض نصوصها من أصول المنع، كقوله ـ عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه الإمام أحمد ـ رحمه الله.
لذا فإن الأصل في باب الرقى المنع، وما ورد مشروعاً ورد مورد الرخصة، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها: رخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الرقية من كل ذي حمة. رواه البخاري ـ رحمه الله.
وقول جابر ـ رضي الله عنه: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال ((فاعرضوها)) فقال: ما أرى بها بأسا... رواه مسلم.
وقول بريد بن الحصيب ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حمة.
رواه ابن ماجه مرفوعاً وصححه الألباني، ورواه مسلم وغيره موقوفا.
فباب الرقى باب ليس مفتوحاً على مصرعيه بالجواز المطلق، بل يكفي في الحذر منه، ما جعل السلف الصالح يختلفون في جواز النفث بالرقى المشروعة، كما ينقلنا الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ إلى جني قطوف دانية منها قوله:
واختلف في النفث عند الرقى، فمنعه قوم، وأجازه آخرون.
قال عكرمة: لا ينبغي للراقي أن ينفُث، ولا يمسح، ولا يعقد.
قال إبراهيم: كانوا يكرهون النفث في الرقى.
وقال بعضهم: دخلت على الضحاك، وهو وجع فقلت: ألا أعوذك يا أبا محمد؟ قال: بلى، ولكن لا تنفث..
وقال ابن جريج لعطاء: القرآن ينفخ به، أو ينفث؟ قال: لا شيء من ذلك، ولكن تقرؤه هكذا. ثم قال بعد: انفث إن شئت.
وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها، فقال: لا أعلم بها بأسا.
ثم خرج القرطبي إلى مخرج التحقيق، كعادته وهو بذلك حقيق ـ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى من ترك علماً ينتفع به ـ فقال ـ رحمه الله: وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة.
روت عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينفث في الرقية رواه الأئمة.
الجامع لأحكام القرآن 20/258 ط: دار الفكر.
لذا فإنه مما ينبغي على الخاصة والعامة الحذر كل الحذر في باب الرقى، خشية وقوع الراقي لنفسه، أو لغيره المرقي أو هما معا في البدع الموبقات ـ نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويتوفانا على الدين الحنيف ملة أبينا إبراهيم حنيفا..
كما أنه يجب على من ابتلي بالرقى للغير أن يراجع ما ورد في بابها مما هو مستنده الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، ليعمل بالمشروع على بصيرة، ويبعد عما ليس بمشروع ليسلم من ضلال متوقع، إن لم يقع في ضلال متحقق ـ والعياذ بالله.
وأنه يجب عليه أيضاً نصيحة من تحقق له وقعه في غير الرقى المشروعة.
عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم، وغيره.
ودن بكتاب الله والسنن التي**أتت عن رسول الله تنجو وتربح


 

رد مع اقتباس
قديم 09-26-2011, 09:26 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



تسليط الضوء على وصول أصول القبيلة موطنهم الثاني: جَنْشَشِ، بعد موطنهم الأول: مدينة السوق:
وما كان من خير أتوه فإنـــــما**توارثـــه آباء آبائهم قـــبل
إن مما ينبغي التنبيه به، أن الأصل إذا طاب: طابت فروعه..
كما أثر، ويستأنس له بقوله ـ عز وجل: كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
قلت: فمن تأمل بعين الاعتبار، تأملات استنتاج معاني سامية لدى أهل السير والتاريخ والأخبار، يجد على ضوء ناره أسنى معاني جليلة في تاريخ آل السوق ـ حسب ما أفاض الله على أصولهم وفروعهم من المنن العالية، والمقامات الرفيعة الغالية.
وهل ينبت الخطي إلاّ وشيجه**وتغرس إلاّ في منابتها النخل
ولقد كانت فترة آل السوق في سوقهم الغني بالمجوهرات العلمية النفيسة، فترة لا أمتلك من حقائقها الجميلة التفصيلية شيئا، سوى درر من القرائن القوية في معرض الاستدلال، المجملة معانيها المتينة السامية بأصول من الأنصار والسادة الآل، حتى كأن عنهم يقول قائلهم قرنا بعد قرن:
وإني من القوم الذين هم هم**إذا مات منهم سيـــــد قام صاحبه
نجوم سما كلما غار كوكب**بدا كوكــــــب تأوي إليه كــواكـــبه
أضاءت أحسابهم ووجوههم**دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
لأنها أصول كريمة نسبا وحسبا في صدر صلة مجالس العلم والفضل عاشت حقبة أزمنة من قرون، مزدهرة جملة بالعلوم الإسلامية على مستوى الفنون، من غير معرفة وصول شيء مفصل من تاريخهم خروجهم من موطنهم المشرقي الأول، ثم موطن الثاني المغربي قبل احتواء مدينة السوق لهم ـ بادئ ذي بدء ـ ثم عن معرفة تفصيلية عن تنقلهم بالتبحر في العلوم جيلا بعد جيل، إلى زمن استقرارهم في سوقهم العلمي الجليل.
كما غاب عنا بالتفصيل دورهم الاجتماعي القديم المتين الجميل.
ومن أي مدن مغربية ألقت عصا الرتحال أوائلهم على وجه الاستيطان بالتفصيل، ثم أقبلوا منها، متجهين مصرهم الكريم بهم ـ مدينة السوق ـ ملتقاهم العلمي القديم الأصيل العتيق؟؟
ومن أول من استضافته مدينة السوق كأول سراج منير بالعلم، وداع إلى الله بالنور المبين؟؟؟
ومن آخر من استضافته مدينة السوق من أصول السوقيين الأبرار؟؟
كل ذلك مما لا أعلم عنه شيئاً بالتفصيل، لعدم وقوفي عليه في دواوين أهل السير والتاريخ الجليل.
ولست من أهل اليأس ـ ولله الحمد ـ ولعل ذلك مما سيكشف عنه الأجيال النجباء الأبرار بسلفهم، الذي كأن الحال يفاخر بهم فرادى:
لنا قمر السماء وكـــــل نجم**تشير إليه أيدي المهـــــتدينا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فصبر جميل عسى أن يأتيني بهم جميعا.
هذا ولما كنت حزنت حزناً شديداً على ما غاب عني من تفاصيل تاريخ مجد رعيل سلفنا الأول، قادني ذلك إلى محاولة رعاية ما في أيدينا على نحو قول القائل الحكيم: حفظ الموجود أولى من طلب المفقود.
فلذلك جعلت من مهامي الهامة، البحث عن مواطن قبائل السوقيين، بعد خروجها من مدينة السوق؟؟؟
وكل موطن من نزل فيه من أصول تلك القبيلة؟؟؟
وخرجها منه إلى موطنها الحالي؟؟؟
فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده، حول استيطان هذه القبيلة الميمونة موطنها الثاني الأصيل، الذي ميزها بمجد أثيل، اشتهرت به في موطنها جنششي، حتى أصبح موطن فخر ومجد واعتزاز، منبثق من مجد أصولها السوق العلمي الأصل، حتى هذا المفرع المتفرع عن أصله، هو قائل البيت:
لا تقل أصلـــي وفصـــلي أبدا**إنما أصل الفتى ما قد حــــصل
فكان العلم الشهير، الشيخ آدَّ دِتّا الأنصاري السوقي، هو الجبل العلم الذي استقرت به جنشش على منصات الفضائل والشرف، إذ هو الذي نزل بئر جنششي ـ بادئ ذي بدء.
فالشيخ إدََّ دِتّا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ هو جامع بيوتات الأنصار الجنششيين.
فجَنْشَشِ إذن اسم بئر في منطقة شرق النهر، التي تبعد عن مدينة السوق العلمية التاريخية نحو خمسين كيلو متر.
وهي قريبة إلى جنهان، بأقل من ذلك....
ثم شاء للقبيلة الكريمة أن تنتقل كغيرها في محيطها ـ في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
كقبيلة ذات سيادة علمية ومكانة اجتماعية عالية، في تنقلاتها في مناطق محيطها إلى أن نزلت موطنها الحال غرب النهر ـ بانقيل ـ في زمن الشيخ آحمدْ والد الشيخ المعمر والد عمدة الترجمة.
وكان في زمن الشيخ آحمد الآنف الذكر، الشيخ محمد آحمدْ...
وهما ممن خرج من شرق نهر النيجر إلى غربه موطنهم ـ باقيل.
ومنطقة ((بانْقِيلْ)) غرب مدينة تغارست، على بعد نحو عشرين كيلاً، على امتداد ضفة النهر الغربي، ولقد أصبحت بانقيل ـ ولله الحمد ـ قرية من القرى الكريمة بأهلها الأعيان في القديم والحديث..
بيض الوجوه مضيئة أحسابهم**شـــــــم الأنوف من الطراز الأول


 

رد مع اقتباس
قديم 09-28-2011, 08:40 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



جوهرة من جواهر مناقب كل جنشش الحسان العزيزة:
وقد ورثوا مجداً أصيلاً مؤثـــــلا**لأهل الهدى منهم فنـــالوا الفـــخرا
إن آل سوق العلم الغزير، والفضل الكبير، الذي بلغ ملغ أن يورثه الكبير منهم الصغير.
هذا ولقد أصبح ذلك الميراث الكريم في التواتر المنقول، والمستفاض المشاهد على الفروع بعد الأصول، والشهرة الجليلة عنهم ـ ولله الحمد والمنة ـ أن صار كجزء إرث مقسوم، نفيس عزيز معلوم، كميراث عيني كريم لأبنائهم الكرام بكرم أصلهم البررة بفعالهم الحسنة في ديننا الحنيف العظام.
فمن هذا الباب، وهو باب حسان المناقب، العلية المراتب، كنت في البحث عنها بين مظانها في القديم والحديث، ولقد ملكني الحزن عنها بعد القصور عن الوقوف عليهما خاصة مناقب القدماء السوقيين من الرعيل الأول، الذي بلغ بي شدة الأسى على فقدانه الحزن المليم، وإن كنت لأرجو أن يسعد ـ ولو بعد حين ـ بكنوز دررها، راجين ثواب من حزن على جوهره الكريم، الذي طالما تبيض عنه عينا الحازن الكريم وهو كظيم.
فمن تلك المناقب الجليلة العزيزة، المتوارثة جيلاً بعد جيل: الشجاعة، المحمودة في شرعنا المطهر، على أنواعها الكثيرة الجليلة التي منها: الشجاعة في قول الحق، التي بلغت بجماهيرهم مبلغ من لا تأخذه في الله لومة لائم، ولقد صدق المستشرق صاحب كتاب: الكنتة الشرقيون، حين وصفهم:
بوعاظ الطوارق.
ليسلط الضوء على معاني سامية من مواقفهم الوعظية لعامة الطوارق، وخاصتهم السادة..
ومن الأمثلة السائرة في شدة شجاعة أصولهم وفروعهم، ما أورده البرتلي: بقول ما ملخصه: سيدي محمد الأمين السوقي: ظهر نفعه، ونفع في القريب والبعيد، وبالفصل بين المسلمين بالعدل، ولا يكتب الحكم إلاّ بأساس على القرآن والحديث، ثم القواعد والفروع، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يستحي من أحد ما في الشرع من هينه ولينه.
ولا يطلب الرشا ولا يقبلها، وربما أفشى سر من أراد إعطاءه شيئاً، ويقول له: تريد أن تعطيني أعطه لخصمك، على رؤوس الأشهاد.
وإليه انتهت رياسة الإفتاء والقضاء في قطره.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ص149-150
قلت: هذا غيض من فيض. من شجاعتهم في قول الحق، والنصح الأحق، ثم حدث في هذا الباب ، ولا حرج ـ ولله الحمد والمنة.
لا يكذب المرء إلا من مهانته**أو عادة السوء أو من قــــــلة الأدب
فإن تعجب فعجب أمر من يستنبت عروق المجد بماء الفرية على الهواء، ويتعامى عن الأنوار الساطعة تارة وتارة يطفيها بدلاء مملوءة هراء.
من ذلك ما وصفته من الجبن النكرة غير المقصودة بالنداء، حين وصفت بها آل سوق الشجاعة والبسالة في معرض الحق النجباء.
وتزملت ببجاد موروث عن أخزم، إنها شنشنة المساوي مما عم بها وطم، يتوارى أهلها من سوء ما طوى فيه وانطوى عليه في قعر حصون ضلال مشيدة بمين مبين، حين ادعت الجبن الحسي والمعنوي في آل سوق المكارم النبلاء الميامين.
إن آل سوق المجد البازخ، والشرف الشامخ، معلوم شجاعتهم كما مر، وخاصة في ميادين القتال المشروع، الذي بشجاعتهم المعنوية الجليلة مشفوع.
قال محمد الطيب:
ولقد عرف الليبيون في مناطق فزان الفقيه السوقي، الذي ساهم في الجهاد ضد الطليان.
موسوعة القبائل العربية 3/699
محيلاً النقل إلى كتاب: معارك الدفاع عن الجبل الغربي ـ للدكتور القشاط.
أخي القارئ الكريم هذا رجل واحد من آل سوق الشجاعة المشروعة، الذي بلغ في الشجاعة الشرعية أن شارك في الجهاد مع إخوانه المسلمين هناك في مناطق، قد لا يوجد غيره من القبائل السوقية فيها، ومع ذلك بمفرده انضم إلى المجاهدين الأبطال ببسالة منحته وسام الشرف القتالي تحت راية الجهاد.
كيف لا، وهو ممن يعلم ـ لأنه من العلماء كما وصف به ـ وعادة أهل السوق:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا**على ما كان عوده أبوه
فهو إذن من أهل العلم، عموما وخصوصا بعظم ثواب تلك الشجاعة، ببذل نفسه العزيزة بصنيعه الراجي جزاء ما وعد الله من الوعد الكريم المحكم بقوله ـ جل في علاه: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة..
لبعض جيفة كلب خير رائحة**من كذبة المرء في جد وفي لعب
والآن لنا الشروع في تلك المنقبة المتعلقة بمآثر من مناقب: قبيلة كل جنشش في معرض الشجاعة المشروعة.
وهي أنها من قبائل السوقيين التي شاركت في الجهاد بنفس ضارية في قتال أعداء الله أيام الاستعمار الفرنسي ـ: دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها.
فكان ممن استشهد من رجالاتهم المناضلين الأفاضل.
** الشيخ الشهير آمْغارْ بن آحمدْ بن محمود بن محمد بن محمد البشير...
** شيخ آخر لم تسعفنا به ذاكرة التاريخ...
وللشيخ آمغار الآنف الذكر قصة بطولية بنفس صابرة عزيزة بمعنويات مجاهد بطل عظيم، وتلك القصة الرائعة: هي أنه سمع رجلاً يبكي حين وقع أسيرا هو ومن معه في يد النصارى، من شدة تعذيب النصارى لهم، فقال له الشيخ المجاهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي: لا تبك، اليوم لا ينفع فيه البكاء.
واستشهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي في المواجهة التي وقت بين النصارى والمسلمين في حصن ((مَنَكا)) الشهير بقيادة السلطان المجاهد فهرن بن الأنصار سلطان الدولة الطارقية بسيادة قبيلة إولمدن، قبل الاستعمار الفرنسي الظالم الغاشم...
حسب الكذوب من البلــــــــية**بعض ما يحــــــكى عليــــــــه
فمتى سمعت بكـــــــــــــــذبة**من غيره نسبـــــــت إليـــــــه
أورد إبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، ما ملخصه:
العلامة المجاهد المدرس بالمسجد النبوي الشيخ الطيب الأنصاري..
من العلماء الأعلام المقتدى بهم، وقد قد نزح إلى بلاد المغرب، واستقر ببلدة تسمى: بلد السوق..
عندما احتلت فرنسا الغاشمة بلادهم عسكرياً، قاوموها بما في إمكاناتهم من عتاد غير مكافئ مع عتاد الغزاة الطغاة.
ولقد استبسل المترجم في إحدى المعارك الكبيرة التي خاضها المواطنون في سبيل الله، ثم دفاعا ضد الجيوش الفرنسية الغازية.
فامتطى الشيخ فرسه، وعبأ بندقيته، وأغار مع المغيرين على سلاح المدفعية الرابض في خَبتَ هناك، وسلط هؤلاء عليهم قنابل مدافعهم المدوية، وحصدوا منهم نفراً استشهدوا في سبيل الله، وقتل المجاهدون من وصلت إليه نيران بنادقهم، ونصال سيوفهم، ورماحهم من الفرنسيين، وأصيب فرس الشيخ بعيار ناري، سقط هو عنها، بعد أن أصيب بعيار ناري في لحمة ساقه، فوقع مضرجا بدمائه، فوثب إليه صديق، وسرعان ما حمله على فرسه، بين أزيز الطلقات، ودوي القنابل، وأنقذه الله به..
المصدر: المبتدأ والخبر لعلماء القرن الرابع عشر..5/134-136. ط: دار العاصة.
لي حيلة فيمن ينـــــــــــــــــــمّ**وليس في الكذاب حيـــــــــــلة
من كان يخلق ما يقــــــــــــول**فحيلتي فيه قليـــــــــــــــــــلة
أخي القارئ الكريم إن السوقيين في القتال المشروع، لهم من فرسانه الأبطال، وهم أبعد الناس في اقتتال جاهلي الذي يقع بين داخل المجتمع الإسلامي، الذي يقع غالباً مبلغة في الحمية حمية الجاهلية.
والسوقيون ـ ولله الحمد ـ ممن يأبى عليهم مقامهم العلمي الجليل، كغيرهم من علماء المسلمين القادة في الفضل والخير، والتقوى والورع..
فالسوقيون في أفقهم هم القدوة العلمية النزيهة الجليلة التاريخ الحسنة، فهم الحكام في القضايا الإسلامية بين الأنام، وهم الوعاظ، وهم القضاة، وهم المفتون، وهم المعلمون، وهم المذكرون بوعد الله ووعيده في محيطهم، وهم أعلم أهله على الإطلاق جملة بقوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
فبأي وجه يحل لهم قتال أحدهم شخصاً مسلماً نقلا وعقلا، فضلاً أن تتبجح به قبائلهم المربية أجيالها على أجل ما تتضمنه المعاني الجليلة في قول القائل:
لا تنه عن خلق وتأتي مثلـــــــــــه**عار عليك إذا فعلت عظــــــــــــيم
فبما بالك بعظائم العار، وهو خلق سوء، التي صح في عظم جرمها، قول من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى: القاتل والمقتول في النار.
وما عدا خلق السوء في شجاعة السوء، يطالب المفتري على السوقيين المدعي بدعوى باطلة: بقاعدة:
((إن كنت ناقلاً فالصحة ، أو مدعياً فالدليل))
هذا وإن السوقيين من أجل كبار الرجال الأعلام الأعيان، الذين برزوا بروز الأبطال الشجعان، الذين تفننوا في ميادين الشجاعة المشروعة إبان الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، في المعارك التي وقعت بين الاستعمار وبين المجتمعات في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
إذ من السوقيين:
· من خاض تلك المعارك الجهادية، فكتبت له السلامة، وإن لم يسلم من الجروح، كما وقع للشيخ العلامة محمد الطيب الأنصاري السوقي اليحيوي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ الآنف الذكر...
· ومنهم من أسر ثم استشهد كما وقع لبعض من تقدمت الإشارة إليه من أعيان السوقيين الجنششيين ـ رحمهما الله رحمة واسعة.
· ومنهم من أسر ثم نجاه الله من موت متحقق، كما حصل لوالد ربيعة الرأي السيد البطل محمد آحمد ـ الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
الذي لم يكن معروفاً بلقبه: إينْ تَمَلْمُولي. لأنه حديث، وله قصة جليلة، مختصرة فيما يلي: وهي أنه شارك في معارك جهادية شرق النهر، فأسر ممن أسر من السوقيين وغيرهم، ثم يسر الله له الانفلات من قبضتهم، عند ذلك غير اسمه: محمد آحمد ـ إلى إين تملمولي، تضليلا لجواسيس الاستعمار الذين يبحثون عنه، وهم في أثره، فهم يسألون عنه من يسألون باسمه: محمد آحمد.
والمجتمعات التي يمر عليها لا يعلمون عنه إلاّ اسم: إين تملمولي الذي أخبرهم به، فعجز الاستعمار عن الحصول عليه، حتى بلغ موطنه سالما من موت متحقق، فبقي عليه اسم: إين تملمولي لقب شرف، طغى على اسمه الصريح.
كما أفدني به شيخي ربيعة الرأي نجله عبد الله ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
· ومنهم من سجن وأهين، كما وقع للشيخ العلامة محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
إنه ممن سجن، حينما أفتى وحرض بالجهاد ـ بادئ ذي بدء ـ بعد أن ألقي القبض عليه وأودع في سجن هُمْبَري أيام كان الحاكم الفرنسي فيها قبل أن تتحول إدارته إلى تغارست...
جهلت فعاديت العلوم وأهلها**كذاك يعادي العلم من هو جاهله
وهناك من حقائق شجاعة السوقيين الشرعية ما لا يحصى كثرة، وموضع ذكر نماذج رائعة منها بالتفصيل ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء ـ في سفر خاص بمقاومة مجتمعات مضارب الطوارق الاستعمار الفرنسي بعنوان:
إعلام الحاضر والباد بمقاومة السلطات الطارقية الاستعمار الفرنسي برفع راية الجهاد.
يعيش المرء ما استحيى بخير**ويبقى العــــــــود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خـــــير**ولا الدنيا إذا ذهـــــــب الحـــياء




 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-28-2011 الساعة 06:15 PM

رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 09:20 AM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



تراجم بعض أعيان علماء كل جنشش:
أقول ـ بادئ ذي بدء ـ مقالة صاحب: درر العقود..:
في قوله: وبعد: فإني لما ناهزت من العمر الخمسين، حتى فقدت معظم الأصحاب والأقربين، فاشتد حزني لفقدهم، ونغص عيشي من بعدهم، فعزيت النفس عن لقائهم بتذكارهم، وعوضتها عن مشاهدتهم باستماع أخبارهم، وأمليت ما حضرني من أنبائهم في هذا الكتاب، ومن ذكرهم فطاب.
المصدر: درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة 1/61.
ط: دار الغرب الإسلامي.
هذا شأن أرباب القلم الوفي للقرابة والأصحاب، خاصة إذا كانوا من الأعيان الأعلام من أولي الألباب.
فما بالكم إذا كانوا سلف رجل من جماهير العلماء ـ حسب أهل كل عصر إلى عصر البحث عن الذهب الخالص، من ممتلكات ذلك البيت السوقي الشريف بالعلم والفضائل، والمكرومات.
بيت ينمى شطر فخره إلى من:تبؤوا الدار والإيمان...
وشطره الآخر الفخري بمن تتناوله معاني قول القائل:
ما عذر من ضربت به أعراقه**حتى بلغن إلى النبي محمد
أن لا يمد إلى مكارم باعــــه**وينال غايات العلى والسؤدد
مترقياً حتى تكون ذيولــــــه**أبد الزمان تمائما للفــــــرقد
فكيف بمن أكرم بيتهم بالنسبين الشريفين أين مجرة الثريا عن مجرة كوكب بيتهم الساطع بذلك النسب الكريم، نجم علم تهتدى به خلائق أفقهم، وحفظاً به لدين الله أن يندرس فيجد الجهال أنفسهم في أرض يضلون ويضلون..
طلب المحروم للعلم سدى**ليس للأعمى على الضوء هـــــدى
فكان من المنن العالية، والنعم الغالية، التي حسد الحاسد آل سوق العلم حين حسد، ما شرف الله به السوقيين منذ القدم إلى اليوم بالعلم الغزير، فسود القرطاس الكثير، بما مثله ما قاله القائل الناصح:
لا تعرض على الرواة قصيدة**ما لم تكن بالغت في تهذيـــــبها
فإذا عرضت الشعر غير مهذب**عدوه منك وسواساً تهذي بها
يا ليت المعيدي ليته أخفى كثير مما في قراطيسه، نثراً ثم أبدل ما بقي حين يبديه نظماً من وساويسه.
أو لا يعلم أن آل سوق العلم ما زال فقراء أثريائه بالعلم، أغنياء في كثير من في الأسواق العلمية العالمية الشهيرة بالعلم، سواءً في أسواق العلم في المشرق، فضلاً في المغرب الذين هم من قطره المشرق.
من يتأمل كتب التراجم ير أعيانهم هم المذكورون في عداد ذكر أعلام العلماء في أهل أفقه، اللهم إلاّ ما كتبت يده من غير الفقه به.
لكنما العلم فحل ليس يبلغه**سوى فحول من الرجال سادة غُوَر
فبذلك عزت رتبة العلم، المنوه بعظم أجرها نصوص من الكتاب والسنة وما أثر عن السلف الصالح...
أورد العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي ـ رحمه الله تعالى:
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما: العلماء فوق المؤمنين بسبع مائة درجة ما بين الدرجتين مائة عام..
وعنه ـ صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء.
وحسبك بهذه الدرجة مجداً وفخراً، وبهذه الرتبة شرفاً وذكراً، فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك الرتبة.
المصدر: تذكر السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، ص 41-43. ط: دار الضياء.
وقبل الشروع فيما نحن بصدده، نعرض بعض الأمثلة الرائعة من مقامات علماء آل سوق العلم الغزير، المعين العتيق الكثير:
وأورد البرتلي في ترجمة الإمام عمر الولاتي الأحمدي، في مسرد من أجازه من العلماء، قائلاً قال شيخنا المذكور: وأجزته أيضاً موطا مالك بحق روايتي له عن شيخنا الفقيه سيدي أحمد المعروف بئاكّ الشيخ السوقي...
وفي موضع آخر قال: قال وأجزت الإمام عمر أيضاً أن يروي عني كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، كما أخبرني به سيدي أحمد بن الشيخ السوقي..
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، 188-189
هؤلاء بعض أفراد علماء السوقيين في القديم، وقد ذكروا في معرض العلماء البحور الزخار بالعلوم خاصة في علوم السنة المطهرة، المعتنين اعتناء بلغ درجة أن يرويها عنهم أعلام عصرهم...
وإن أحق الناس أن لا تلومه**على الشر من لم يفعل الخير والده
وآل السوق الكبير الكنوز العلمية، العزيز المجوهرات الثمينة الكثيرة العلية، توارثوها جيلاً جيلاً، بدرجة أن يبلغ الابن درجة في العلم تجعله من الصعب بمكان الفصل بينه وبين والده، كما من شواهده التي لا تحصى، فضلاً أن تحصر، ما أورد البرتلي: في ترجمة سيدي محمد الأمين السوقي نسباً الجبيهي داراً ووطناً ـ رحمهم الله تعالى: سأل بعض الكبراء والده من معاصريه: أيهما أعلم؟ أعني صاحب الترجمة ووالده، فقال: لا أبلغ كعبي محمد الأمين.
فتح الشكور...149
ومع ذلك فصاحب الدعاوى البهتانية الباطلة، اجتهد في أن ينال منهم ظلماً وعدواناً، تارة في نسبهم، وتارة في حسبهم، كما قيل في المثل المشهور: رمتني بدائها وانسلت.
علماً أن هناك درجة دون البهتان المبين، وهو التماس العيوب إن وجدت ذكرها الباحث عن حتف أنفه، على ضوء من قال:
متى تلتمس للناس عيباً تجدهمُ**عيوباً ولكن الذي فيك أكثر
ولكن لما لم يجد المستند، افتعل ما يظن أن يجمع بين الجور وشر أنواع التدليس ـ الكذب المحض ـ فتجعله نقلة ما هب ودب هو المستند، الذي منه، ما أفك فيه حين وصف السوقيين بالمشعوذين، المتلبسين للعامة لباس العلم، وهم في الحقيقة عنده جهلة سحرة...
ما أنت بالحكم الترضى حكموته**ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
قيل لأبي حنيفة: في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهم رأس؟ قالول: لا، قال: لا يفقهون أبدا.
تذكرة السامع...136
تصدر للتدريس كل مهوس**جهول تسمى بالفقيه المــــدرس
لقد هزلت حتى بدا من هُزالها**كُلاها وحتى سامها كل مفلس
فما هذا الظلم بالتقول المتنوع، وما هذا الجور من المفتري المتفنن ـ سبحانك هذا بهتان عظيم، وقول أفاك أثيم.
((إن كنت ناقلاً فالصحة ، أو مدعياً فالدليل))
إن بإمكان من يبني بيت مجد لنفسه، إن صادقاً فهو أهل له، وإن باطلا فويل له، كان مما ينبغي عليه أن يقر لجيرانه العلية حصونهم، المشيدة قصروهم الجميلة الجليلة بأملاكهم، ويبعد عن أن يروم ظلمهم شبراً، لكي لا يطوق بسعير الظلم...
إذا شئت أن ترقى جـــــدارك مرة**لأمر فآذن جار بيـــــتك من قبلُ
ما هذا الشذوذ الشاذ؟ من رمي آل سوق العلم الأبرار ببحور العلم المعينة الأنهار، الذين إن ذكرهم من يعلم عنهم شيئاً وكان من أهل العلم الصادقين أثنى عليهم بالخير، خاصة في جانب العلم، من غير ما يذكر شيئاً مما يعتد به في معرض القوادح، بل كل من ذكرهم ففي الثناء العطر، والصلاح والتقى والورع...
كما تقدم في غير ما موضع نقلاً، وما لم يذكر مما هو مبثوث في مصنفات علماء المشرق والمغرب أكثر من أن يحصى، وأجل من أن يستحصى.
فكم على الأرض من خضراء مورقة**ولـــــــيس يرجـــــــم إلاّ ما له ثمر
وأن تعجب فعجب تفنن الباغي المعتدي في محاولة النيل من أعراض السوقيين، الذي بلغ به حين يعلم في قرارة نفسه بالشواهد النقلية والعقلية تقدمهم في العلم وتقادمهم فيه، كما يعلم هو ومن كان من أهل القلم العربي في أفق صحراء أسياد الصحراء أن السوقيين هم أعلام علمائها بلا خفاء، من هذه المعاني البعيدة الإدراك رماهم بالجبن لاشتغالهم بالعلم، وبعدهم سفاسف الأمور فضلاً الجاهلية، التي أخرجها مخرج صدق وأدخلها مدخل صدق في معرض ماناقب ما تناولته قراطيسه، فجهل أو تجاهل أن مقام العلم بأهله فوق أي اعتبار...
العلم أنفع من تبر ومـــــــن درر**ومن لُجين ومن حمراوة الـــوبر
ومن غواني خريدات منعــــــــمة**ومن غوان وأكواب على ســـرر
أعز من رتبة الأملاك رتبــــــــته**ولم ينل فوقه فــــــخر لمختــــفر
والعالمون بفضل العلم حكمــــهمُ**على الملوك جرى قهراً بلا نــكر
فالآن آن لنا الشروع في ذكر بعض الأعلام من أعيان علماء كل جنشش، قديماً وحديثاً، حسب ما ظفرت به، مبتدئاً بالقدماء منهم، الذين ذهبت دهورهم بدرر تفاصيل أخبارهم التي هي خرزات من جواهر المآثر التي يتزين به سمط ترجمة العالم.
من ذكر العلماء الذين تلقى في رحابهم العلوم، ومن تلقوا في رحابه العلم، وآثاره العلمية من منثور ومنظوم...
وعلى كل حال فالخيرة فيما قضى الله، ولعل الله أن يحدث بعد عسر يسرا، فالذي ظفرنا به هو أسماء بعض علماء كل جنشش القدامى، وهم:
*** الشيخ العلامة آحمدْ بن أبو يزيد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
عالم جليل...
لم يدرك شيخي المؤرخ عمدة النقل الشيخ رتبة ـ حفظه الله ـ من أخباره إلا ما ذكره من أنه من شيوخ علماء القبيلة القدامى جدا...
*** الشيخ العلامة محمد آحمد بن محمد بن محمد البشير بن محمد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
عالم جليل...
لم يدرك أيضاً من أخباره إلا ما ذكر لأنه من شيوخ علماء القبيلة القدامى جدا، أيضا...
*** الشيخ العلامة محمود والد: محمد آحمد بن محمد بن محمد البشير بن محمد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر.
عالم....
*** الشيخ العلامة داود بن محمد بن عياض الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر.
هو أيضاً عالم من علماء هذه القبيلة الشامخة في النسب والحسب....
وقيمة المرء ما قد كان يحســــــنه**والجاهلون لأهل العــــــلم أعداء


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-01-2011 الساعة 06:00 PM

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2011, 08:19 AM   #8
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



ترجمة الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
مولده:
إن مما صعب عليّ تحديد ولادة هذا العلم الشامخ، لذهاب أقرانه من معاصريه، ولم يتسر أيضاً لي الوقوف على شيء مدون في آثاره، فضلاً عن ترجمة له نسوق منها ما نشاء من دررها...
فبقي تقريب ولادته ـ رحمه الله ـ بأنه من المخضرمين بين القرن الثالث عشر الهجري، والرابع عشر، كما تفيده سنة وفاته الآتية ـ بإذن الله.
شيوخه:
إن ما قيل في الولادة، يقال أيضاً في نشأته العلمية، خاصة في جانب شيوخه الفطاحلة الأعلام، إلاّ أن من المعروف أن السوقيين من العلماء قبيلة قبيلة ـ ولله الحمد ـ من قرون عديدة، إلى حين كتابة هذه الأسطر ـ اللهم زد وبارك تلك المنقبة العلمية في عقبهم.
فيكون من المحتمل أنه درس على أيدي شيوخ قبيلته الكرام من الأب وغيره، أو هو من المخضرمين في المشيخة بين مشايخ قبيلته، وبين مشايخ من قبائل السوقيين الأخرى.
هذا هو الغالب، وهو أن لا يخرج الطفل السوقي في طلب العلم، إلى أن يبلغ درجة الفحولة في العلوم داخل قبائل السوقيين، ويتزامن نبوغه في العلم والفحولة فيه بلوغ الطفل السوقي سن الشباب، ثم يمضي في العلم يغوص في بحاره، ليمد سوقه العزيز بمزيد من كنوز درر العلم ما شاء الله على علماء الآفاق كالإجازات العلمية، وما في معناه لا غير..
قال البرتلي عند ترجمة: الطالب سيدي أحمد بن البشير الكلسوكي ـ أي: السوقي ـ رحمه الله:
نشأ ـ رحمه الله ـ في بلد السوقيين بلاده، قدم أروان، وهو ابن خمس وعشرين سنة..
أخذ الورد عن سيدي أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد الرقادي.
وأخذ القراءات السبع عن الشيخ سيدي الأمين بحبيب الجكني، وسيدي إبراهيم بن الإمام العلوي ـ رحمهما الله تعالى ـ وأجازاه.
وأخذ روايات: البخاري، ومسلم، والشفاء، والخصائص، إلى غير ذلك عن القاضي سيدي الوافي بن طالبن الأرواني، وأخذ التفسير أيضاً في أروان.
فتح الشكور...54
تنبيهان لطيفان:
التنبيه الأول: خطورة أمر البدع..
إن فشو البدع في المجتمع الإسلامي أصبح من الداء العضال، وزاد الطين بلة أن قد أحدثت من قبل بعض أهل العلم خاصة من أشرب حب الإحداث ليهتدي به من الضلال.
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره**إذا استوت عنده الأنوار والظـــــلم
من ذلك الإحداث في معرض الأذكار، الذي التي تظاهرت نصوص الكتاب والسنة بما لا يتخيل أن يتجاوز التعبد به إلى أذكار مفتعلة إلاّ هالك ـ نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ولقد بلغ الإحداث ببعضهم ما حقيقة الورد به، هو ما قاله محمد المنتصر الريسوني المغربي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في قوله: إن الممارسات الطُّرقية ـ الصوفية ـ لكثير من البدع الضالة ـ في الحق ـ بجانب ما فيها من أجواء شركية كالتوسل بالأموات، وإيمان بعضها بأن الأوراد أفضل من القرآن...
المصدر، كتاب: لا حلق للذكر البدعي في الإسلام، ص37.
تحقيق: عبد الرحمن الجُميزي.
ط: مكتبة دار المنهاج
قلت: ولقد كان آل سوق العلم الغزير المعين، من المشتغلين بالعلوم الإسلامية الشريفة المحضة، حتى غزت بعضهم الطرق الصوفية عن طريق علماء الآفاق، كما تكفي الإشارة إليه في عدوى الرقادي الوردية ـ عفا الله عنهما.
التنبيه الثاني: كل أرواني سوقي، وليس كل سوقي أروانياً..
قلت: إن بينهما عموماً وخصوصاً من وجه.
فأي مجد إلاّ وقد ناله آل السوق، الذين ما إن نزلوا في موطن واستوطنوه ـ بادئ ذي بدء ـ إلاّ ويعرف بهم كعلم شامخ ليصبح موطن أنهار علم، وبحور خير الجواهر.
فإروانيون هم قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف، عندهم، وعندنا، بل عند غيرنا، قديماً وحديثاً أيضاً.
من ذلك ما قاله البرتلي، في قوله بعد كلام له: طالبن بن سيد أحمد بن آدَّ السوقي الأرواني...
فتح الشكور...115.
ولعلي ـ بإذن الله تعالى ـ إن طال بنا العمر، أن ييسر الله لنا زيارة هذه القبيلة السوقية العلمية الإروانية المكرمة، لنتشرف بتلك الزيارة، ثم لنشر ما نتطلع الوقوف عليه من المسك الزكي الفواحة قواريرها اللؤلؤة الحصينة الكثيرة المرصوصة في متاجر سوقنا الرفيع العماد، القديم الأمجاد.
فيا عجباً أمر الباغي صاحب الافتراءات: على السوقيين علماء أفقهم المشاهير في بحور العلم كالأعلام.
هذا وإن الإنسان حين يطغى يستحوذه الشيطان بالغرور، حتى يتخيل له أن على شيء حسن، بل في غاية الحسن عند من لم ينصحه بأن الأمر عكس ما يتخيله من القبح والسوء:
كل امرئ حسن في عــــين والده**والخنفـــــساء تسمي بنتها القمرا
إنه بالفعل قد جار المعتدي بمين تحت لقب علمي عصري استند بدعوى ادعائه، ليتحصن بحصن مسمى ركنه غير شديد بل من الركن الضعيف، وقد غره حب البطش بوجود آل السوق أجمع بمخاليب سوء لا تبقي ولا تذر، فكان أمره كما قال القائل:
دعوى إذا حققتــــــــها ألفيتــــها**ألقــــاب زور لفــــــقت بمـــــحال


 

رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 09:18 AM   #9
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



طلابه ـ رحمه الله:
فعش بعلم تفز حيـــّاً به أبــــدا**الناس موتى وأهل العـــــلم أحياء
قلت: هذا البيت ضرب السوقيون في تحقيق معانيه في أرض الواقع أروع الأمثلة، ولقد كانت حياة آل السوق حياة علم، حتى أصبح اسم: السوقي ـ الذي هو: أَوَسُّوكْ ـ لقب علم عند كثير من العامة، في مضارب الطوارق، فيطلقه الكثير من العامة على كل من يتصف بالعلم، ولو كان من غير قبائل السوقيين...
وقد حاولت إقناع بعضهم بأن: أوسوك اسم مشتق من اسم قبيلة: كل السوك ـ التي قد يوجد فيها من لا ينطبق عليه اسم العالم حقيقة، الذي يتضمنه مفهوم إطلاقكم به في معنى العالم، فالعالم صفة من كان ذا رتبة متميزة في العلم، وأوسوك نسبة إلى اسم قبيلة: كَلَ السُّوكْ ـ أهل السوق ـ باللغة الطارقية..
فمنهم من يقتنع مع جهله الفرق بين تلك المعاني السُّوكِية المجملة، من بياناتها المفصلة.
فصار اسم أوسوك ـ السوقي ـ لقب علم عندهم بالغلبة..
قلت: ولو أوتي أولئك العوام حظاً من المعرفة لجادلوني بقول الشيخ الكبير الكنتي ذلك في قبائل السوقيين بقوله:
لكل أناس حرفة عــــــــــرفوا بها**فحرفتكم نشر العلم كمــــا يدرى
ولو نطقوا جدلاً لدوا افتراض: وجود آحاد من السوقيين لم يبلغوا رتبة حقيقة العالم، مع ندرة ذلك في كثير من أهل القرون من أسلافنا.
لقالوا أليس من القواعد العلمية: الحكم على الغالب.
ولا سيما الذين هم من أسباب أن لم يستحق من لم يبلغ رتبة العالم عندهم، فيوصف باسم العالم في تلك العصور، كان من أسبابه كثرة العلماء في السوقيين الأفذاذ في العصور السالفة.
ومن الأشباه والنظائر ما أثر عن العز بن عبد السلام، مما معناه: أنه كان ـ رحمه الله ـ في طواف فرأى بعض المخالفة من الطائفين، فينهاهم فلم ينتهوافلما انتهى من طوافه رجع ولبس لباس الفقهاء، ثم عاد إلى ساحة الطواف، فما إن نهى الطائف عن مخالفة من مخالفات لسنن الطواف إلاّ انتهى، فقال: ينبغي لأهل العلم أن يتزيوا بزي أهله.
قلت: فإذا كان زي أهل العلم لدى أممه يبلغ في الشهرة على أهله أن يكون أمارة كافية للاعتراف بمن تزي به أنه من أهل العلم: فعكساً استعمل تجده سهلا.
في لقب: أوسوك ـ السوقي، وما في معناهما باللسان العربي والطارقي الناطقين بجلالة مآثره العلمية...
ولو كنت بواباً على باب جنة**لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل
خاصة أن قبائل هذا اللقب، بلغت حداً عظيماً في التفاني في طلب العلم، الذي خرج بهم اجتهادهم فيه، أن صار لقبهم كلقب علم: لا يمتري فيه الصحيح المعرفة.
ما الفخر إلاّ لأهل العلم إنــــــهمُ**على الهدى لمن استـــهدى أدلاء
فمما لا شك فيه افتخار السوقيين بالعلم دون سواه، كما من أمثلته السائرة، قول الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ كما في قوله:
ولا أرى غير التعلم الحسب**لكنني من ضئــــضئ ابن المنتخب
فكان نشأة حب السوقيين للعلم وطلبه، هو شنشنتهم، صاغراً عن كابر، إلى وقت قريب، وما زال الأمل بارقاً في الشباب السوقي ـ جعلهم الله جيلاً جيلاً حملة لعلم والهدى إلى أمم عصورهم على الوجه الذي يرضي بنا ـ جلّ في علاه.
ولقد قدموا أصدق معاني المعانات في سبيل طلبه، حتى أصبح طلب العلم عنهم: أشهى من العسل.
كما تظاهرت آثارهم المنثورة والمنظومة في بيانه تارة وتارة بإشارات، كما قال أحدهم الشيخ العلامة محمد الامين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ في قصيدة منها، قوله:
وهسهست الليالي قدر جهــــــدي**بلا ملل لدى غمنا الرئـــــيس
يمج النحو لي والتصريف مـــــجا**أنيقاً من عوالي غدير قوسي

فهذا سبيل القوم، الذين لم يكن ما نالوه من المكارم العلمية العالية ما شيبه إن تتبعته بعلم تجده كمنامات النوم.
فالآن آن الشروع في مسرد من تلقى العلم من العلماء الأعلام في رحاب:
الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
منهم:
* الشيخ العلامة عيسى بن أَيّادْ الجنششي الأنصاري السوقي من بيت هَتاتا ـ رحمهم الله...
قرأ عليه جمع الجوامع، والنحو واللغة..
* الشيخ العلامة خَلْمَتّا الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
قرأ عليه النحو، والفقه، والمعاني، والأصول.
* الشيخ آحمدْ الملقب إِسَنْقَدْ ابن يوسف بن محمد بن عياض بن بدر الدين الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، والخلاصة، وخليل، وشرحه الدسوقي.
· الشيخ بن عبد الله بن حَمّا بن محمد المختار بن هَمّاهَمّا بن المبارك الملقب آدَّ دِتّا الجامع لقبيلة كل جنششي الأنصاري السوقي ـ رحمه الله.
قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب، والخلاصة، ورسالة ابن إبي زيد القيرواني، ومختصر خليل، وشرحه الدسوقي


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-05-2011 الساعة 08:19 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع