قال الشيخ المحدث عبد الله السعد ـ حفظه الله ـ:
" مسألة الرواية عن العامي, إذا حضر مجالس العلم وأجيز ؛ لأجل العلو في السند ، وقد مثل الشيخ السعد حفظه الله لذلك ، برواية الذهبي عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار ، وذلك لعلو سنده ، لأنه جاوز المائة محققا ، حيث سمع على الزبيدي سنة ثلاثين وستمائة صحيح البخاري ، وأسمعه في سنة ثلاثين وسبعمائة ، ويصف الحافظ ابن كثير أبا العباس بأنه كان شيخا كبيرا عاميا ، لا يضبط شيئا ، ولا يتعقل كثيرا من المعاني الظاهرة ، ومع هذا تداعى الناس إلى السماع منه لتفرده عن الزبيدي ، فسمع منه نحو من مائة ألف أو يزيدون ، ويقلل الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث من أهمية هذا السماع ، ويصفه بأنه غلو وتكلف في طلب علو السند ، من غير وجهه الصحيح ، لأنه لا قيمة للسماع من رجل يوصف بأنه عامي ، لا يضبط شيئا ، ولا يتعقل كثيرا من المعاني الظاهرة ، وممن أكد على ذلك الحافظ ابن دقيق العيد حيث قال بأنه لا يرشد إلى صاحب الإسناد العالي إذا كان جاهلا بالعلم ، لأنه قد يكون في الرواية عنه ما يوجب خللا ، وهذا قيد صحيح ، كما يقول الشيخ أحمد شاكر .
[شرح الموقظة/ عبد الله السعد - (1 / 308].