نثرة الورود الثالثة:

الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:

الأستاذ الشاعر الأديب أبو حفص السوقي الأنيس الحبيب ـ بارك الله في مرورك الكريم، المشكور بقول القائل:
أدامك الله في عز وفي نعم***ما غرد الطير صبحاً فوق أغصان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله البر الكريم، ثم نحن معك فيما وعدناك ـ بإذن الله ـ من آثار الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ القائل:

بسم الذي أنزل القرآن تبيانا***لكل شيء وفرقانا وسلطانا

وبعد فالعلم لو جمت مقاصده***ففي تضاعفه ينباع مذكانا

فالمعتني بعلوم الشرع بغيته***إن لم يمنه كتاب الله ماكانا

فيه الدليل على التوحيد منكشفا***بادي بداء كفى بالذكر برهانا

على أسالبه أس الأولى اخترعوا***علم البيان ولم يألوه اتقانا

فن البديع على قسميه يدركه***ذو الذوق إن عود القرآن إمعانا

فيه الشفاء لما في الصدر من مرض***كرر ولا تعقب التكرار نسيانا

الوعظ فيه وللأمثال أمثلة***تغنيك أن كنت بالأمثال ولهانا

وفيه أنباء ما قد كان قبلكم***وحكم ما بينكم حاشاه كتمانا

السر تقوى فهذي في نصيحتيه***أولى فلا يقربن السر مثوانا

مستجمع لخصال المدح قاطبة***إن لم يكنه كتاب الله ما كانا

ادأب عليه فلا يمنعك من كسل***فشر طورك حين الكون كسلانا

ليس التحنث في فيفا لمجلبة***إلاّ عن الحق إعراضا ونكرانا

وليس كل كلام قيل متبعا***إلاّ الذي قيل عن رسول الله قد جانا

السر في المعربات لا يجاوزها***بذاك مالك الأستاذ أفتانا

لكنني ما عثرت في مطالعتي***على التحنث بالعجماء آبانا

ومن يقل إن هذا النوع خص به***خير البرية مولانا فقد مانا

وبعد خص عليه ابنيه فانفردا***به فلم يطلعا عليه إنسانا

دعوى قد أس عليها السوس فاسدة***وبالنكير عليها الشرع نادانا

إني لإسناد هذا الصنع ذو شغف***إلى الكريم الذي بالعلم نبانا

جل في المساند في التدبير ما أخذت***به الأيمة في إبطال دعوانا

وارفع او اسند او ارسل ما ظفرت بها***واحذر مبوأ من أملاه بهتانا

وانقل لفرعك أصلاً ليس مخترعا***من عند نفسك للقبول ألجانا

بله الوجادة لا تجدي لمعترض***يكسو الأدلة تعديلا ورجحانا

فاصدع بحق أو اعرض عن معارضتي***صفحا ولا تجحد المنصوص طغيانا

===========================