الألغاز النحوية

نثــر:
30-: موضع حذفت فيه نون التوكيد لغير وقف ولا ساكنين؟.
الجواب: هو قوله تعالى:{ ألم نشرحَ} فيمن قرأ بالفتح، وخرجها العلماء كما قال ابن مالك على أن الأصل: {ألم نشرحن}.
{على أن بعضهم قال بنصب {لم} للفعل المضارع ، قال شيخنا محمد بن محمد الفق رحمه الله في بنت السودان:
وسمع النصب بها كالفتح...لِحاء نشرحَ بذات الشرح
وأي يوميّ من الموت أفر...أيوم لم يقدرَ أو يوم قدر.}
نظـــم:
31-: وأين نون مضمر الإناث...قد كُسرت حقا بلا اكتراثِ؟
حاصل البيت: في أي موضع وقعت نون الإناث مكسورة أي مع أن المعروف فيها الفتح؟
الجواب: أن ذلك في قول الشاعر:
تراه كالثغام يُعَلُّ مسكا...يسوء الفاليات إذا فَلَيْنِي
الأصل {فلينني} فحذفت نون الوقاية وخلفتها نون الإناث في الكسر.
نظـم:
32-: وما كلمة في الوصل تبنى وأعربت...لدى وقفها فالكشف عن تلك يعسر؟
الجواب: إذا ألحق الفعل المضارع نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة ففيه ثلاثة مذاهب:
الأول: أنه مبني مطلقا أي سواء أكانت نون التوكيد متصلة بآخره كقولك: {هل تقومن يازيد}أم مفصولة منه بألف الاثنين {ك: هل تضربانّ } أو واو الجماعة لفظا { ك: هل تخشونّ يا زيدون} أو تقديرا {ك: هل تضربُنّ } أو ياء المؤنثة لفظا كقولك:{هل تخشينّ يا هند}، أو تقديرا كقولك:{ هل تضربِنَّ يا هند} وعللوا ذلك بأنه إنما أعرب لمشابهته الاسم ، فإذا لحقه ما هو من خصائص الأفعال ، وهو نون التوكيد جذبه إلى أصله وهو البناء.
الثاني: أنه معرب مطلقا أي سواء اتصل بأحد الضمائر السابقة أم لا ؛ لأنه أعرب لمشابهته الاسم ، ومشابهته لا تزول بإلحاق نون التوكيد.
الثالث، واختاره ابن مالك رحمه الله تعالى: أنه إن باشر نون التوكيد آخره بني لتركبه معها ، ولهذا بني على الفتح ، وإن فصل بين آخره وبين نون التوكيد بأحد الضمائر المذكورة أعرب ؛ لعدم تركبه مع نون التوكيد؛ لأنه لا يمكن تركيب ثلاثة أشياء ، وإنما يركب شيئان كخمسة عشر وبعلبك.
قال العصامي ، وقد نظمت ذلك لغزا في بيت واحد وهو:
أنحويّ هذا العصر ما هي كلمة...لدى الوصل تبنى وهي في الوقت تعرب؟.
بمعنى إذا وقفت على {تضربن وتضربن} حذفت نون التوكيد.
والمذهب المختار والمرجح هو المذهب الثالث كما قال السيوطي : وإن لحقته نون توكيد فأقوال أصحها بناؤه إن باشرت.