وفاة الشيخ / احمد بن عبدالله السوقي الانصاري

تعزية ومرثية شيخنا الرباني العلامة/أحمد بن عبد الله الأنصاري السوقي الإجدشي المنكاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

أعينيّ جودَا بالدموع مع السكب
فقد هزّنا خطْب عظيم بلا ريب

(ألا تُطفئان النار بين جوانحي)
فقد جُمع الأسى مع الحزن في القلب

ألا فابكيا الشيخ الجليل بوابل
وإن كان لا يجدي البكاء مع الكرب

فقد كان من ننعاه للدين عمدةً
يُبيّنه للناس سيرا على الدرب

فأصبح أهل العلم حَيْرى لما بهم
(فمن ذارف دمعا ومن طائر اللب)

نُعينا بفقد الشيخ (أحمد) ذي التقى
وحُيّرت الأذهان من شدّة الخطب

فلا غرو فالمرحوم قد حاز مفخرا
بعلم به سما لمرتبة الشُّهْب

فصـِفْه بجود ثم حلم مع التقى
وفضل،فكم رقَّى ذوو العلم للرتب

هشوش بشوش خاشع متواضع
ولم نره يوما على صفة الغضْب

مواصل أرحام وحافظ عهده
لأجل ثواب يبتغيه من الربّ

وناصر دين الله سرّاً وجهرةً
بأمر بمعروف ونهي عن الذنب

هو الحَبْر في كل الفنون وزاخر
فسل عنه كاغدا يجبْك بلا ريب

لتندبْه آيات الكتاب فطالما
يُحبّرها في الليل بالنغم العذب

ليندبْه "مسلم" و"فتح" و"معجم"
فكم قد أجاد نظمها لذوي اللّبّ

كذاك علوم النحو والفقه واللغى
فكم من مسائلٍ أتته من الشعب

فبيّنها شعراً ونثراً مسهِّلاً
قطوف جناها للشيوخ وللصَبِي

فيا ربّ أدخله الجنان مكرَّما
وأجزل له رحمى تنقِّي من الذنب

وبارك إلهي بعده في خليفة
يكون لنا نوراً يقود إلى الدرب

وصلّ بلا عدٍّ إلهي وسلّمنْ
على من هدانا للطريق إلى الربّ

محمد المبعوث والآل ما بكى
لخطب جليل صاحبُ الوجد والكرب

بقلم أحد تلاميذه: عبد الفتاح بن الصاوي الأنصاري السوقي الإجدشي

بتاريخ/6/5/2024