العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-14-2011, 08:57 AM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5909 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:
شيخ المنتديات شيخنا الشيخ محمد أداس السوقي ـ بارك الله فيك وفي مرور قلمكم البار بالرجاء الصالح بدعوة جليلة ما أحوجني إليها ـ أسأل الله الذي لا يدعى سواه دعاء عبادة، أن يتقبل دعاءكم، ويضاعف لكم ثوابها، ويمتعكم بالصحة والعافية، ونعم صافية ضافة.
شيخ المنتديات أنا من المتطلعين إلى درر من آثاركم العلمية الجميلة، والتي نرجو أن يضاف إليها تدوينكم شيئاً من مخزون ذاكرتكم التاريخية الجليلة ـ حسب ما لديكم من معلومات تاريخ صحراء أسياد الصحراء.
خاصة معلومات تاريخية عن القبائل الطارقية الضاربة في حدود الجزائر ومالي..
فالمعروف لا يحقر، إذ قد يحتقره المتمتع به، وهو عند من حرمه حظ عظيم، وبر كريم.



 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

رد مع اقتباس
قديم 09-14-2011, 08:58 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



المدخل:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن**لم يستطع صولة البزل القناعيس
هذا حق، لذا إنني لما سهل الله عليّ وسائل السفر، شرفني بصحبتي شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ جزاه الله عني خير ما جزى من صنع معروفا.
الذي لما أخبرته برغبتي في تشرف الرحلة بصحبته تفضل عليّ مشكورا بتحقيق الرغبة.
ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
فمددت إليه يد المناصحة، قبل انطلاق الرحلة، فبذل منها من النفائس درراً، ثم صافحته بمناصحة أخرى الخاصة بالتوجيهات الكريمات المتعلقة بالعادات الحسان المعمول بها لدى القبائل في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
وذلك تجنباً لوقوع أخطاء من طاقم الرحلة في عادات قبائلنا الكرام، لقول القائل:
إن الأمور إذا الأحداث دبرها**دون الشيوخ ترى في جلها خللا
وكان معي بعض النشأة من شباب الحي من السوقيين، ليستفيد كل منا ما يحسن الالتزام به للكرام إذا سافروا إلى قبائل قرابتهم الكرام.
ثم أسندت إليه حسن الرعاية الاجتماعية المتعلقة بالتقاليد العرفية الحسنة ـ حسب ما أدرك عليه الرعيل الأول يتقيد به من الأعراف التي لها أصول في ديننا الحنيف من مواطن الحياء وما في معناها..
من منطلقة انطلاق الرحلة إلى حين العودة ـ بإذن الله ـ إذ الدين النصيحة.
مشعراً الجميع أن شيخي ربيعة الرأي هو أمير الرحلة وسيدها إضافة إلى بذل المجهود الحسن في حسن خدمته.
ثم انطلقنا ضحى في جو ماتع ممتع، إذ كان ربيعة الرأي شيخي قد وصل في عقود مضت ـ نحو خمسين سنة ـ بعض القبائل القاطنة في تغارست فيخبرني عن بعضها بخبر ثقة مرضي الحديث مقنع.
لا يخلو من دروس اجتماعية جمة وفوائد وعبر، وشحذ للهم وتشويق وتارة في تواريخ من غبر.
قلت: ليس هنا موطن نظمها في سلك الخرزات، فصبر جميل أخي القارئ الكريم إذ كل ما هو آت آت.
هذا ولما كان سائق السيارة ممن شهد له بمعرفة الطريق، طلبت منه أن يخبرنا بأسماء الأماكن التي نمر عليها أثناء السفر إلى منطقة تغارست، من باب العلم بها، وبمعرفة أسماء البلدان.
فشرع في إخبارنا بها، بدءً بمنطقة أَجُورا، وما يتصل بها من فضاء صحراوي واسع إلى منطقة ((إنَلاتا..))
وهو واد، هو وقيعانه، يتسم بخطورة تجاوزه ذهاباً أو إيابا، إذا أصاب أرضه مطر وابل أو طل، كما أخبرنا السائق به، وهو من الأخبار المقول عنها:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما**قد حدثوك فما راء كمن سمعا
إذ تغنيك آثار تغريزات السيارات فيه زمن الأمطار، حتى كأن بعضها حفريات طينية عميقة واسعة.
ومن الفرص الحميدة أن تجاوزناه على معنى المثل المشهور: المغرور لا يمدح وإن سلم.
إذ مررنا عليه وهو بعيد عهد بالمطر ففتحت لنا أبواب السلامة منه المغلقة حين العودة.
إذ لما عدنا استقبلتنا رياح وأتربة شديدة الضباب وسحب رعدية وبرق صيبة من بعد منطقة ((تِينْ تَدَيْني)) إلى صحراء جبال ((فَنْتَرو))، ثم ((إنَلاتا)) الذي وصل بنا شدة المطر، وضباب أتربة أرياحه مبلغ الليل بظلمته فاجتمع علينا ليلان مظلمان، رياح الأمطار الشديدة الضباب ودخول ليل مظلم بنفسه، إلاّ أن من منن الله علينا ما نبصر به من مصابيح لامعة من البرق الشديد الضياء، ورعود يتعظ بشدة أصواتها الأتقياء، بعد أن يتحقق السلامة منها من على ظهر أرضها من الأحياء..
وكان السائق حذراً أن نتعطل فيسابق المطر إلى وادي إنلاتا وقيعانه، وإذا نحن تصرفنا مشيئة الله النافذة عن تحقيق منى السائق، إذ اشتد المطر وانهمر بالسيول من كل حدب وصوب، على نحو قول من قال:
فإن كان شراً سار يوما وليلة**وإن كان خيرا أبطأ السير أربعا
إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي الله ـ جل في علاه ـ كما قال نبي الهدى والرحمة: عجبا لأمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
فلما سبقتنا السيول بالاتصال بالوادي، إضافة إلى كثرة تزلقات السيارة التي بلغت حد فقد السائق على السيطرة، عند ذلك اضطررنا إلى الخروج من هذا المأزق فاتجهنا إلى سواحل التلال ضواحي الوادي فإذا نحن بضوء نار على مرتفعات من الربى، واغتنمناه من النعم الضافية، فلما وصلناها بعد شدة وعناء من ظلمة الليل وماء الأمطار التي بلغت في شدتها أن الأرض لم تستطع بلعها.
كالبرق من وابل متتابع**جودا وآخر ما يجود بالماء
وبمناسبة أمطار هذه الرعود انتزعت منها اسم: عنوان هذه الترجمة: رعود العشي...
هذا فلما بلغنا موطن النار فإذ هي نار لرعاة من قبيلة: ((إكُورْشانْ)) إحدى القبائل من المجتمعات الطارقية.
قلت: ومعنى: إكورشان. ليسوا عبيدا لأحد. وهي كلمة مركبة من كلمتين، إحداهما: إكو.
والثانية: رشان. أصلها: باللغة الطارقية: وَرَتْوَكْرَشَن. أي: ليسو عبيدا بل هم أحرار كغيرهم من الأحرار.
لكن لفظة: إكورشان. مبنية على كلمتين كما سبق إحداها كلمة سنغاي، وهي: أكو.
والثانية طارقية متصرف فيها.
والمعنى واحد إذ سنغي نقلوها من معنى التركيب الطارقي للكلمة إلى لغتهم، ومعناهما في اللغتين واحد، كما تقدم بيانه.
قلت: وغلب التركيب السنغاي الطارقي على التركيب اللغوي الطارقي المحض، إذ أكثر سكان قرى تغارست من سنغاي، فكثر النطق بالتركيب المزجي الطارقي السنغاي.
وقد أفادني بتاريخ هذه القبيلة التي منها المعلومات الآنفة الذكر أحد كبار سنهم في تغاروس، وهو من حواشي السيد أتا بن السيد هود، وكان كثيراً ما يداخل السيد أتا، وقد ارتضيته لما ارتضى النقل عنه السيد أتا العضو البرلماني لتغارست حين نقلت عنه ترجمة والده السيد هود، وستأتي ـ بإذن الله ـ تحت عنوان: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
ورجوعاً إلى ما نحن بصدده أن رعاة هذه القبيلة استقبلونا بالحفاوة والاكرام في ليلة مطرة مظلة، وقد عرفوا بعض من معنا من الخدم المتعاونين مع السائق في مهمات السفر، لأن بعضهم يقطن في مدينة قوسي من معارفهم، فاستأنسوا بهم، مبتدرين بمقدمات الضيافة الحميدة، ومنها حليب صحي لذيذ، وأوقدوا النار وشرع في الشاي الأخضر، وكنت أنا وشيخي ربيعة الرأي ممن اختار قسطا من الراحة، إذ أقيظونا من رقدة طبية إثر أتعاب المعانات المشار إلى بعضها آنفا، فاخترنا راحة النوم على ملذات كرم الضيافة، لأننا لسنا من تميم قطعا.
وبعد ما انتهوا ونام من نام بعد ذاهب عامة الليل، فإذا موقظن يوقظنا ادخلوا البيت فقد جاءكم المطر، فلما اطمأننت بأن شيخي ربيعة الرأي دخل الخيمة، وهي خيمة طارقية لطيفة من جلود الأنعام، عند ذلك اخترت أنام في السيارة في المقاعد الخلفية، وسيارتنا من نوع جيب ـ بُلْبُلْْ.
وكأن الشاعر عناني بقوله:
يا أيتها النفس أجملي جزعا**إن الذي تحذرين قد وقعا
إذ أصبحنا بوادي امتلأت أجادبه بالماء، وسالت أوديته، فانقطعت بنا السبل بمياه مطر بدأ أواخر العصر أمس وانتهى بانتهاء آخر ليله.
لكن الله الميسر ـ سبحانه ـ هو الذي سهل لنا بتيسيره تجاوز وادي ((إنلاتا)) بعد عناء وتعب من تغريزات السيارة في غير ما موضع، مع توغل السائق الخريت في السواحل إلى أن وجدنا مخرجا بعد مخرج من مخرج ـ حسب اتخيارات اضطرارية تلتمس مواطن اليبس نوعا ما من منطقة وادي إنلاتا.
والقوم أشباه وبين حلومهم**بون كذاك تتفاضل الأشياء



 

رد مع اقتباس
قديم 09-17-2011, 08:19 AM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



التوطئة:
فما استعصى على قوم منال**إذا الإقدام كان لهم ركابا
قلت: إن السفر قطعة من العذاب، على وجه العموم، فإذا كان في الصحاري والبراري، ووديانها زمن الأمطار، فلا ترتقب السلامة الطلقة من المشاق إن كان السفر في السيارات، وإن كان في الجمال وما في معناها كان أشق.
فلا مفر من العناء إذن، إلاّ الرضا بقدر الله وقضائه..
فكم من هموم بعد طول تكشف**وآخر معسور الأمور له يُسر
ولقد مضت بنا الرحلة حيث توجهت بعد مرور وادي: إينلاتا ـ بادئ ذي بدء ـ ومنه إلى منطقة: إين تديني، منها إلى مدينة تغارست، وبينهما مراحل محددة الأماكن بأسمائها، ومن أهمها في هذه العجالة، بَخْيا.
وهي هضبتان من رمال، إحداهما أصغر من الأخرى، وعندي أنها أخطر ما في طريقة تغارست على الإطلاق.
لأن إينلاتا، في غير زمن الأمطار أحسن مكان في طريق تغارست لصلابة أرض واديه، وهو مجال فسيح تتخيل أنك في طريق معبد صناعي لما تجده من سرعة السيارة، وراحة الركاب فيها أكثر من غيره، بخلاف ((بخيا)) الصغيرة والكبيرة، فإنك مقبل على حقيقة المشقة لا محالة ـ إن شاء الله ـ حين العودة، بخلاف الذهاب إلى تغارست، لأن السيارات في انحدار منها لا تتغرز في رمالها السيارات الجيدة، بخلاف العودة فإن السيارة في صعود تلال من الرمال كأنها هضبات عالية الارتفاع، وترى أثر السيارات على وجه صعودها كأن تلك الآثار في كثرتها وتشعبها وضعف اتباع سبلها: أساطير الأولين.
ولقد أوقفتنا عدة مرات عند العودة لتغرز سيارتنا في رمالها عدة مرات، خاصة عند بخيا الكبرى مع ما تتمتع به سيارتنا من صغر الحجم، ونظافتها ظاهرا وباطنا، لا سيما محركاتها ـ تبارك الله فيها.
إذا اشتد عسر فارج يسراً فإنه**قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
هذا وبعد رحلة مصحوبة بضروب من معاني النصب والتعب، دخلنا مدينة تغارست، بعد جهد جهيد.
فلا تقولن لي ديار**للمرء كل البلاد دار
ولما أصبحنا من أهلها، حين احتضنتنا عصراً بمدينتها التاريخية، التي سيشار إلى شيء من تاريخها، خاصة زمن الاستعمار، وما بعده، ومتى أسست كمركز حكومي استعماري طاغ قبل الاستقلال، وأين كان مقره في غرب النهر، وكيف وصلها الحاكم الاستعماري النصراني ـ بادئ ذي بدء ـ كل ذلك موضع ذكره ـ بإذن الله: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
لأنه ـ رحمه الله ـ سيد من سادات مجتمعاتها الأعلام..
ثم مضينا إلى منطقة: بانْقِيلْ ـ موطن قبيلة كَلْ جَنْشَشي ـ بعد أن وصلت غرب نهر النيجر، في عهد قديم، واستقرت فيه.
ولم أر في كنوز الناس ذخرا**كمثل مودة الحر الكريم
إن ربيعة الرأي شيخي المؤرخ لما قاربنا مشارف مقر القبيلة ـ بانقيل ـ وجه بتوجيه كريم، تتعلق بآداب رفيعة، لا يليق أن لا يتمتع بها الضيف العزيز في عرف ساداة أسياد الصحراء، من لباس زينة الرجل الطارقي الكريم لديهم الزينة الفاخرة، إضافة إلى نصائح اجتماعية جليلة أخرى، بعد نزول لطيف نسترد به شيئاً من الراحة، قدر وقت يقدر بفعل الشاي الأخضر، ليرد علينا أيضاً شيئا من النشاط.
لكل شيء زينة في الورى**وزينة المرء تمام الأدب
وكأننا على موعد سابق مع الشمس في دخولنا القبيلة كضيوف، والشمس في حيننا تتضيف ـ الغروب المعروف.
وسابقنا الشمس مغرب منزل سيد القبيلة ابن سيد من ساداتهم السيد محمد الشهير بمُوها بن الشيخ شيبة الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله.
فإذا هو والشمس قد سبقناهما إلى بيته الكريم، إذ كان في خطى له في الحي، وحين رآنا أقبل علينا إقبال أخ شقيق شفيق، وسيد نجيب، ودود لقرابته حبيب.
فنزلنا في منزل أنس ومودة وبتنا إخوان الصفاء، وتناولنا ليلتنا كؤوس المحبة والإخاء.
لكل امرئ هم يسير وراءه**ويتبعه في عمره كخياله
وبعد أن صلينا الفجر، وبدت الشمس تستقبلنا بنهار يومها خشيت أن يكون يوم غبن وغرر، فانتهزت فرصه، لأنني بخيل كل البخل أن يذهب من غير تقييد بعض تاريخ هذه القبيلة المكرمة، حتى كأني المقول عنه:
وقالوا كيف حالك قلت خير**تُقضّى حاجة وتفوت حــاج
نديمي هرتي وأنيس نفسي**دفاتري ومعشوقي السراج
وكان السيد موها، من قرابتي الأصدقاء، وأصحابي السادة الأجلاء.
فقلت له ما معناه: إن صلة الرحم جرتني إلى ذرى قبلتكم الكريمة جر الزيارة، ثم أتطلع من ورائها إلى أخذ ما أمكن من تاريخ القبيلة بر منكم إليّ وزيادة.
فأرشدني برفع مناي إلى الشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرام الأفاضل الشيخ رتبة بن الشيخ المعمر من شيوخ القبيلة علماً وسنا ـ حفظه الله تعالى.
ما العزم أن تشتهي شيئا وتتركه**حقيقة العزم منك الجــد والطــــلب
كم سوفت خدع الآمال ذا أرب**حتى انقضى قبل أن ينقضى له الأرب


 

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2011, 08:15 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



الترصيع:
وآل السوق وإن عدت قبائلهم**فإنها دون شك يثربيات
إن لكل بيت محكم بحقائق معانيه معنى يشعر القارئ ببواعث شاعرية الشاعر به، فتتقاذفه أمواج من الشعور البليغ ببيان معاني مراد الشاعر الحكيم، وإن هذا البيت لهو بيت القصيد في إشارات من معاني جلالة السوقيين خاصة في مثل هذه المشاعر، الذي تناول هذا البيت حقيقة من حقائق مجد تاريخ هذه القبيلة ـ قبيلة كل جنششي.
وهذا البيت الذي حفظه لنا التاريخ، كبرهان من براهين حقيقة تاريخ مجد السوقيين المجد الباهر العتيق الباذخ.
وليس يصح في الأذهان شيء**إذا احتاج النهار إلى دليل
لأن ذلك المجد التاريخي الشامخ، ما زال ـ ولله الحمد ـ إلى وقت كتابة هذه الأسطر، على نحو ما تتمتع به قبائل السوقيين منذ القدم، إلى عصر من عصور ازدهاره عصر ذلك الشاعر العلم، الجبل الشامخ الشيخ العلامة الداعية الرباني السلفي الشيخ إغلس بن محمد بن اليمان السوقي الإدريسي المرسي ـ رحمه الله.
ولقد يعزز هذا البيت التاريخي بشواهد عزيزة كثيرة يطول ذكرها، منها قول العالم العلم الشيخ الكنتي:
إذا قيل أي الناس خير قبيلة**فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا
هذا المجد المنطوق به، هو واقع الحال، حتى بلغ بهم حب التربع على عرش معالي الفضائل ـ العلم ومقاماته ـ أن صار دندنة أفراد هذه القبائل كأنه صاحب هذا المقال:
بلوت الطيبات فلم أجدها**تفي بالعشر من طيب العلوم
فتفانوا في طلبه، وتفننوا فيه بعد إحكام قواعد أصوله، ثم تجاوزا إلى مقامات ارتقاء درجاته، رتبة سنية بعد رتبة سامية إلى رتبة عالية، حتى القائل الصادق فيهم:
لكل أناس حرفة عرفوا بها**وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى.
وهذا البيت الكنتي من الأبيات التاريخية المجدية الشاهدة لجلالة قدر آل سوق العلم الكبير، القدر الكبير، إذ حقيقة نشر العلوم، مرحلة متقدمة في التبحر فيه، كما أنه مرحلة عظيمة من مراحل العمل به، كما أنه شاهد من شواهد الكافية على رغبة السوقيين عن أي حرفة دنيوية عزيزة مفيدة من الحرف غير حرفة العلم صاغرا عن كابر...
من ذا الذي لمس المجرة باليد
أورد صاحب فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ما نصه: محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ السوقي، كان ـ رحمه الله تعالى ـ عالماً محققاً متفنناً موصوفاً بجودة القريحة والنجابة.
وقال محمد لال الكلادي..: سألنا عنه شيخنا محمد أحمد بن أبي بكر، وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته، فقلنا له: أين أنت منه؟ فأقر له بالفضل.
وحكى لنا حكاية، قال: التقيت معه في سفر فوقت نازلة فأفتيت فيها، والشيخ محمد أحمد السوقي ليس حاضراً، فلما حضر قال لي مباسطاً: ما الذي أجرأك على أن تحكم في موضع نحن فيه، فضحك شيخنا وسلم له انتهى. ص139
قلت: وهذا الشيخ السوقي المتوفى حدود 1107هـ..
لقد أشاد بشيء من تقدم آل السوق في العلوم الشرعية وجلالة قدرهم فيها كعالم بار بنشر نفح الطيب عن سلفه آل سوق العلم القديم العتيق، متحدثاً بتلك النعم في معرض التحقيق.
فأروني من أطفل طفلي غبي في العلوم؟؟ يقر له مجانين المغفلين من غير جنسه بالنقيصة في رمي من أقر له القاصي والداني بالشرف الباذخ خاصة في العلوم الإسلامية قديماً وحديثا، وسلمت لهم الرياسة العلمية منذ القدم، من في أفقهم كالشيخ العلامة محمد بن أبي بكر العلم المتقدم.
فمن يصدق شبع: المتشبع بما لم يعط ـ الجائع المغرور.
ومن ذا الذي ينوه بزينة العاري العري: لابس ثوبي زور.
إذا وصف الطائي بالبـــخل مـار**وعيّـــر قُساً بالفــــهاهــــة باقـــل
وقال السُّهى للشمس أنت خفية**وقال الدجى يا صبح لونك حــــائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة**وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمــــة**ويا نفس جدِّي إن درك هـــــــــازل
وإن تعجب فعجب خساسة ودناءة كل باغ:
بغيت فلم تقع إلاّ صريعاً**كذاك البغي مصرعه وخيم
وما ذاك إلاّ ليساوي الباغي الضعيف العدة، البعيد عن سواء عدل المحجة: بأنف الناقة الذنبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هيهات، ثم هيهات بل وألوف من هيهات:
ألم تر أن البغي يصرع أهله**وأن على الباغي تدور الدوائر
أخي القارئ الكريم إن ما يتمتع به آل سوق العلم والفضل الكبير، هو الذي جعل من يصفهم بالفضل والثناء العاطر، يقول ما مستنده، قول من قال:
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا**ما لم يروا عنده آثار إحسان
فآل سوق العلوم وثقافاتها ليس عليهم ـ بإذن الله ـ تتمكن من النيل فيهم الذئاب الجهلة كيف تؤكل أكتاف الميتات، فضلاً عن أنت تقرب عرائن أسود غابة معلمة زئيرة عن أنياب علم جارحة ضارية.
فإن كان من رام ذلك حرم التوفيق حين استرشد بمعنى قول من قال:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له...
أو لم يتعظ بما عقلته ذئاب الحيوانات فاتقته كما في الشاعر الحكيم نفسه:
وتتقي صولة المستأسد الضاري
مخادَعاً من ابتلي ب:جدع مارن أنفه بكفه. في انشغال آل سوق العلم بمجوهراته عن الاشتغال بأمر العامة.
على هدي من قال:
أو كلما طن الذباب طردته**إن الذباب إذاً عليّ كريم
قلت: إن آل السوق لما قاموا بإدارة متاجر المجوهرات العلمية في سوقهم العلمي الكبير، حتى أصبح بهم في الازدهار والتقدم في العلوم الموطن الشهير، لذا فإن آثار العلم والفضل في السوقيين شاهدة لهم على حقيقة ما قيل عنهم من قرون وإلى الآن ـ ولله الحمد.
فما أجدر خلفهم بنشر نفح طيب مآثرهم بين الملأ، بجمع ما تشتت من آثارهم في القديم والحديث...
فمن هذا الوجه المشرق المعاني اللامعة، خطف بصري نحوه على بصيرة بمواطنه، فصرت في تتبع قطرات ماء جهة برقه، حتى وردت ماء مدين هذه القبيلة العلمية السوقية ـ قبيلة كل جنششي.
بحثاً عن مواطن مساقط لآليها المنثورة، إذ فاتني ما فاتني من نظم جواهرها المرصعة بذهاب عهد صناعها وصواغها: بثمين الدر والذهب.
فنزلت فيها على معنى قول القائل: أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
تارة، على أمل شم مسك أهل الديار، أو أن ألتقط في ممرات أثريائها ذرات تربة رمل من مواطن تبرها الخالص، فضلاً ما يمكن لقطه من درر ساقطة في مداخل المجالس: إذ لكل ساقطة لا قطة.
هذا ولقد استبشرت بها بعد ما نقلتني خطى البحث عنها إلى دار الشيخ الكريم، رتبة بن الشيخ الشهير المعمر الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله وشكر له ـ ما أغناني به من المجوهرات الثمينة العتيقة حتى كأنها وديعة دهر أمين حفيظ.
وكأني بشيخي المؤرخ رتبة عمدة الترجمة، في الحفاوة بنا حين بلغنا منزله وسلمنا عليه ـ بعد علمه بقصد السبيل ـ هو المقول عنه:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه**برقت كبارق العارض المتهلل


 

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2011, 08:30 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



التذنيب:
إذا كنت في حاجة مرسلا**فأرسل حكيماً ولا توصه
هذا بيت من أبيات الحكمة المحكمة الأمثال، كما أثر عن الزبير بن عبد المطلب، ولقد بالغت في الحرص على معارضته أن تجاوزته من شدة الطلب، إلى ما عارضعه من مثل محكم مثله: أرسل حكيما ووصه.
وذلك أنني لما أسررت النجوى للسيد موها سيد القبيلة، بل هو الرجل الثاني في إمارة تغارست، فهو شخصية سوقية من سادة نبلاء، شديد المحبة لأفراد السوقيين، كأبناء بيت واحدة ـ وهم كذلك ـ إلاّ أنهم أصبح بأسر البيت السوقي الكريم فروع كريمة بلغت حد القبائل السيدات في العلم والفضل والمكارم الماجدة.
وعلى كل حال فإن السيد موها ابن الشيخ شيبة الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
إنه لما أخبرت السيد موها بموجب الزيارة، بعد التماس صلة الرحم كما تقدمت به الإشارة، عنده أرشدني إلى عرض هذه الرغبة، على عمه الشيخ الكريم رتبة ـ حفظهما الله.
وما كل ذي نصح بمؤتك نصحه**ولا كل مؤت نصحه بلبيب
ولكن متى ما جُمّعا عند واحد**فـــحق له من طاعة بنصيب
فأخذت بنصيحته ـ جزاه الله عني خير ما جزى الناصحين ـ اللهم آمين.
وإن أمر باب عليك التـــوى**فشـــاور لبــــيبا ولا تعـــصه
ثم أخرجت له نسخة معي هي من جهد المقل عن تاريخ إحدى قبائل السوقيين، كانت معي، ليقدمها للشيخ رتبة كي يطلع عليها قبل أن نأتيه، ليكون على بصيرة لمعاني الطلب.
قلت: واستصحابي مثل تلك النسخة، هو من باب دعم الرسول بشفيع، وقت مد أيدي الطلب، كما قال القائل: فهلا نفس ليلى شفيعها..
أو كما قال الشاعر، لأن كثيراً من نبلاء الناس، لا يتجاوب مع ادعاءات، ما لم تكن كما قال القائل:
والدعاوى ما لم تقيموا عليـ**ها بينات أبناؤها أدعياء
فمن حق أي جهة أن تبخل بما لها من النفائس خاصة تاريخها مع من لم تعلم عنه شيئاً، ما لم يقم بما يبعث اطمئنانهم في صدق قصد المدعي، وصدق البراهين على امتلاكه القدرة في تحقيق ما يبذل له في أرض الواقع على وجه رضي مرضي للجهة الباذلة جميلها الساطع.
فالذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى**من جـــلد أولاد النــــعاج ثيـــابا
خاصة في مثل هذه الأزمنة، التي كثر فيها المدعون، وقل فيها العاملون، وندر وجود الأمناء الأوفياء المقتدى بحسن صنيعهم على نحن قول الحق:
لمثل هذا فليعمل العاملون.
وبعد أن أكرمني السيد موها ـ حفظه الله بالنصيحة تاج المقالة، عززها بإكرام آخر في إيصال شيخنا عمه رتبة الرسالة، وكأنني قائل المقول له:
إني لأرجو منك خيرا عاجلا**والنفس مولعـــة بحب العاجل
فذهب ـ مشكورا ـ وعاد إلينا ببشارة أن الشيخ في انتظارنا فقمنا مشياً إلى منزله الكريم فلما رآنا أقبل إلينا بالتحايا الكريمة وكان شيخاً جليلا بنا مسروراً ـ شكر الله له ما استقبلنا من الحفاوة الجميلة.
وكان ذلك اللقاء التاريخي الكريم بعمدة النقل الشيخ رتبة ـ حفظه الله ـ بتاريخ2/8/1432هـ
ونــــص الحديث إلى أهلـــــه**فإن الوثيقــــة في نصـــه


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-21-2011 الساعة 09:36 AM

رد مع اقتباس
قديم 09-24-2011, 11:41 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



لآلي من تاريخ قبيلة: كل جنششي:
فلا يحسب التمتام أني هجوته**ولكنني فضلت أهل المكارم
هذا من أبيات الحكمة العتيقة، لأن ذكر فضائل زيد الواقعة منه ذم لعمرو العري عنها والبعيدة منه في الحقيقة.
فالمآثر الحسان إذن، هي الذخائر الجميلة، التي يتعرج إليها في معرض ذكر تاريخ محاسن أهلها النجباء النخب، أولي المقامات العلية والدرجات الرفيعة السنية الرتب:
فا ليس الجمال بمئزر**فاعلم وإن ردّيت بـردا
إن الجمال معــادن**ومنــــاقب أورثن مـــجدا
وقبل الشروع فيما نحن بصدده، لا بد هنا من وقفة لطيفة وهي: أنني عند ما أتناول درراً من لآلي تاريخ آل سوق المجوهرات العلمية، قبيلة قبيلة، لا يعني ذلك أنني ظفرت بجزء يسير كنز من كنوز تلك المجوهرات النفيسة القديمة الأزمنة الكثيرة المواطن فتلكم الأفق، بل الأمر من باب ما معنى القول المشهور: يكفي من العقد ما أحاط العنق.
لا تطلب الحسن إن الحسن آفته**أن لا يزال طوال الدهر مطلوبا
أصول القبيلة:
قلت: إن قبائل صحراء: أسياد الصحراء، في مضارب الطوارق، كثير منها قبائل عرب، لا سيما قبائل السوقيين العتيقة الحسب، الكريمة المحتد الجليلة النسب.
لأن غالب أنساب قبائل السوقيين إما أنساب آل بيت النبوة الأشراف، أو أنساب قبائل الأنصار الجليلة الأوصاف، التي منها:
قبيلة كل جنششي الكريمة، وهي قبيلة مكرمة مرفوعة النسب على قسميه:
أحدهما: قسم نسب بيوتاته الأنصار.
ثانيهما: قسم نسب بيوتات آل بيت النبوة الأطهار.
وأما قسم الأنصار منهم، فهم:
· بيت الشيخ رتبة عمدة الترجمة، وعامة القبيلة...
وأما قسم الأشراف، فهم أدارسة، وبيوتاتهم هي:
· بيت الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ العلامة خَلْمَتّا الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ الشهير العباس الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
هذه هي بيوتات الأشراف، في قبيلة كل جنششي من ذرية إبراهيم الضغوغي الإدريسي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
قلت: ومن الدرر الملتقطة ما أتحفني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمدْ الشهير بإين تملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ كان كثيراً ما يتحفنا مداخلة كريمة حالة الإملاء عن الشيخ رتبة بمعلومات تاريخية جميلة متعلقة بهذه القبيلة الكريمة، التي منها، أن قال لي، ما ملخص معانيه: إن الشيخ العباس الإدريسي السوقي الجنششي الآنف الذكر ـ رحمه الله ـ كان من الأعيان المشاهير، الأعلام الأكابير، مستجاب الدعاء، بحيث بلغ الأمر بكثير من عامة الطوارق الذين في أفقه، أن واحداً منهم إذا اشتكى من ضر، ولم يتمكن من ملاقاة الشيخ العباس ليدعو له، قال للذي وجده ممن يظن أنه من أهل العلم والصلاح: ادع لي أي: دعاء رقية، وسأعطي الشيخ العباس آلَمْ أي: ـ جملاً، باللسان الطارقي ـ أجرة رقيتك.
قلت: هذه من غرائب البدع المتعلقة باعتقادات العامة الفاسدة في حق: أهل العلم والفضل والصلاح.
وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أن أجرة الرقية المشروعة إنما هي حق للراقي نقلاً وعقلا، كما يدل عليه حديث اللديغ.
الأمر الثاني: أن إجابة الدعاء هي حق لله ـ جلّ في علاه ـ لا حق فيها لملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً من دونهم..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر. الآية.
وغير هذه الآية من نصوص الكتابة والسنة الدالة على أن إجابة الدعاء من كشف الضر، والإنعام بالخير، هو من حق تعالى دون غيره من خلقه ملكاً كان أو نبياً من الأنبياء..
فالله وحده هو المجيب للدعاء، كما قال سبحانه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
فائدة توحيدية جليلة:
قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:
ثم الرقى من حمة أو عــــين**فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته**وذاك لا اختلاف في سنيته
منتهياً إلى تلخيص ما تخلص إليه بقوله:
فتحصل من هذا: أن الرقى لا تجوز إلاّ باجتماع ثلاثة شروط، فإذا اجتمعت فيها كانت رقية شرعية، وإن اختل منها شيء كان بضد ذلك:
الأولى: أن تكون من الكتاب والسنة، فلا تجوز من غيرهما.
الثاني: أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها، مفهومة معانيها، فلا يجوز تغييرها إلى لسان آخر.
الثالث: أن يعتقد أنها سبب من الأسباب، لا تأثير لها إلاّ بإذن الله ـ عز وجل ـ فلا يعتقد النفع فيها لذاتها، بل فعل الراقي السبب، والله هو المسبب إذا شاء.
معارج القبول شرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ص402-410.
ط: مؤسسة الريان.
قلت: إن باب الرقى باب لم يسلم من البدع الضالة المضلة، بل بعضها بلغت حد البدع الجاهلية الشركية.
التي بلغ الشرع في الزجر عنها ما تناوله بعض نصوصها من أصول المنع، كقوله ـ عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه الإمام أحمد ـ رحمه الله.
لذا فإن الأصل في باب الرقى المنع، وما ورد مشروعاً ورد مورد الرخصة، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها: رخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الرقية من كل ذي حمة. رواه البخاري ـ رحمه الله.
وقول جابر ـ رضي الله عنه: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال ((فاعرضوها)) فقال: ما أرى بها بأسا... رواه مسلم.
وقول بريد بن الحصيب ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حمة.
رواه ابن ماجه مرفوعاً وصححه الألباني، ورواه مسلم وغيره موقوفا.
فباب الرقى باب ليس مفتوحاً على مصرعيه بالجواز المطلق، بل يكفي في الحذر منه، ما جعل السلف الصالح يختلفون في جواز النفث بالرقى المشروعة، كما ينقلنا الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ إلى جني قطوف دانية منها قوله:
واختلف في النفث عند الرقى، فمنعه قوم، وأجازه آخرون.
قال عكرمة: لا ينبغي للراقي أن ينفُث، ولا يمسح، ولا يعقد.
قال إبراهيم: كانوا يكرهون النفث في الرقى.
وقال بعضهم: دخلت على الضحاك، وهو وجع فقلت: ألا أعوذك يا أبا محمد؟ قال: بلى، ولكن لا تنفث..
وقال ابن جريج لعطاء: القرآن ينفخ به، أو ينفث؟ قال: لا شيء من ذلك، ولكن تقرؤه هكذا. ثم قال بعد: انفث إن شئت.
وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها، فقال: لا أعلم بها بأسا.
ثم خرج القرطبي إلى مخرج التحقيق، كعادته وهو بذلك حقيق ـ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى من ترك علماً ينتفع به ـ فقال ـ رحمه الله: وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة.
روت عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينفث في الرقية رواه الأئمة.
الجامع لأحكام القرآن 20/258 ط: دار الفكر.
لذا فإنه مما ينبغي على الخاصة والعامة الحذر كل الحذر في باب الرقى، خشية وقوع الراقي لنفسه، أو لغيره المرقي أو هما معا في البدع الموبقات ـ نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويتوفانا على الدين الحنيف ملة أبينا إبراهيم حنيفا..
كما أنه يجب على من ابتلي بالرقى للغير أن يراجع ما ورد في بابها مما هو مستنده الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، ليعمل بالمشروع على بصيرة، ويبعد عما ليس بمشروع ليسلم من ضلال متوقع، إن لم يقع في ضلال متحقق ـ والعياذ بالله.
وأنه يجب عليه أيضاً نصيحة من تحقق له وقعه في غير الرقى المشروعة.
عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم، وغيره.
ودن بكتاب الله والسنن التي**أتت عن رسول الله تنجو وتربح


 

رد مع اقتباس
قديم 09-26-2011, 09:26 AM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



تسليط الضوء على وصول أصول القبيلة موطنهم الثاني: جَنْشَشِ، بعد موطنهم الأول: مدينة السوق:
وما كان من خير أتوه فإنـــــما**توارثـــه آباء آبائهم قـــبل
إن مما ينبغي التنبيه به، أن الأصل إذا طاب: طابت فروعه..
كما أثر، ويستأنس له بقوله ـ عز وجل: كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
قلت: فمن تأمل بعين الاعتبار، تأملات استنتاج معاني سامية لدى أهل السير والتاريخ والأخبار، يجد على ضوء ناره أسنى معاني جليلة في تاريخ آل السوق ـ حسب ما أفاض الله على أصولهم وفروعهم من المنن العالية، والمقامات الرفيعة الغالية.
وهل ينبت الخطي إلاّ وشيجه**وتغرس إلاّ في منابتها النخل
ولقد كانت فترة آل السوق في سوقهم الغني بالمجوهرات العلمية النفيسة، فترة لا أمتلك من حقائقها الجميلة التفصيلية شيئا، سوى درر من القرائن القوية في معرض الاستدلال، المجملة معانيها المتينة السامية بأصول من الأنصار والسادة الآل، حتى كأن عنهم يقول قائلهم قرنا بعد قرن:
وإني من القوم الذين هم هم**إذا مات منهم سيـــــد قام صاحبه
نجوم سما كلما غار كوكب**بدا كوكــــــب تأوي إليه كــواكـــبه
أضاءت أحسابهم ووجوههم**دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
لأنها أصول كريمة نسبا وحسبا في صدر صلة مجالس العلم والفضل عاشت حقبة أزمنة من قرون، مزدهرة جملة بالعلوم الإسلامية على مستوى الفنون، من غير معرفة وصول شيء مفصل من تاريخهم خروجهم من موطنهم المشرقي الأول، ثم موطن الثاني المغربي قبل احتواء مدينة السوق لهم ـ بادئ ذي بدء ـ ثم عن معرفة تفصيلية عن تنقلهم بالتبحر في العلوم جيلا بعد جيل، إلى زمن استقرارهم في سوقهم العلمي الجليل.
كما غاب عنا بالتفصيل دورهم الاجتماعي القديم المتين الجميل.
ومن أي مدن مغربية ألقت عصا الرتحال أوائلهم على وجه الاستيطان بالتفصيل، ثم أقبلوا منها، متجهين مصرهم الكريم بهم ـ مدينة السوق ـ ملتقاهم العلمي القديم الأصيل العتيق؟؟
ومن أول من استضافته مدينة السوق كأول سراج منير بالعلم، وداع إلى الله بالنور المبين؟؟؟
ومن آخر من استضافته مدينة السوق من أصول السوقيين الأبرار؟؟
كل ذلك مما لا أعلم عنه شيئاً بالتفصيل، لعدم وقوفي عليه في دواوين أهل السير والتاريخ الجليل.
ولست من أهل اليأس ـ ولله الحمد ـ ولعل ذلك مما سيكشف عنه الأجيال النجباء الأبرار بسلفهم، الذي كأن الحال يفاخر بهم فرادى:
لنا قمر السماء وكـــــل نجم**تشير إليه أيدي المهـــــتدينا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فصبر جميل عسى أن يأتيني بهم جميعا.
هذا ولما كنت حزنت حزناً شديداً على ما غاب عني من تفاصيل تاريخ مجد رعيل سلفنا الأول، قادني ذلك إلى محاولة رعاية ما في أيدينا على نحو قول القائل الحكيم: حفظ الموجود أولى من طلب المفقود.
فلذلك جعلت من مهامي الهامة، البحث عن مواطن قبائل السوقيين، بعد خروجها من مدينة السوق؟؟؟
وكل موطن من نزل فيه من أصول تلك القبيلة؟؟؟
وخرجها منه إلى موطنها الحالي؟؟؟
فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده، حول استيطان هذه القبيلة الميمونة موطنها الثاني الأصيل، الذي ميزها بمجد أثيل، اشتهرت به في موطنها جنششي، حتى أصبح موطن فخر ومجد واعتزاز، منبثق من مجد أصولها السوق العلمي الأصل، حتى هذا المفرع المتفرع عن أصله، هو قائل البيت:
لا تقل أصلـــي وفصـــلي أبدا**إنما أصل الفتى ما قد حــــصل
فكان العلم الشهير، الشيخ آدَّ دِتّا الأنصاري السوقي، هو الجبل العلم الذي استقرت به جنشش على منصات الفضائل والشرف، إذ هو الذي نزل بئر جنششي ـ بادئ ذي بدء.
فالشيخ إدََّ دِتّا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ هو جامع بيوتات الأنصار الجنششيين.
فجَنْشَشِ إذن اسم بئر في منطقة شرق النهر، التي تبعد عن مدينة السوق العلمية التاريخية نحو خمسين كيلو متر.
وهي قريبة إلى جنهان، بأقل من ذلك....
ثم شاء للقبيلة الكريمة أن تنتقل كغيرها في محيطها ـ في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
كقبيلة ذات سيادة علمية ومكانة اجتماعية عالية، في تنقلاتها في مناطق محيطها إلى أن نزلت موطنها الحال غرب النهر ـ بانقيل ـ في زمن الشيخ آحمدْ والد الشيخ المعمر والد عمدة الترجمة.
وكان في زمن الشيخ آحمد الآنف الذكر، الشيخ محمد آحمدْ...
وهما ممن خرج من شرق نهر النيجر إلى غربه موطنهم ـ باقيل.
ومنطقة ((بانْقِيلْ)) غرب مدينة تغارست، على بعد نحو عشرين كيلاً، على امتداد ضفة النهر الغربي، ولقد أصبحت بانقيل ـ ولله الحمد ـ قرية من القرى الكريمة بأهلها الأعيان في القديم والحديث..
بيض الوجوه مضيئة أحسابهم**شـــــــم الأنوف من الطراز الأول


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع