|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#6 | |
عضو مؤسس
![]() ![]() |
![]() اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . لقد وفقت يا أبا عبد الله في اختيار موضوعك الجديد ,كما وفقت في اختيار السابقه , وما دام القلم عند السوقيين بالمنزلة التي ذكرتها , فبالله قل لي : ما ذا سيكون الخط ؟. الخط عند السوقيين قد وصل درجة عالية من الاهتمام بحيث أصبح محل اعتزاز وفخر وحتى صار مما يمدح به , ويحضرني حاليا بيتان من سينية محمد بن يوسف الإدريسي التي لبى بها عينية إغلس بن اليمان الإدريسي , أحد البيتين يعتز فيه بملكة الخط عند جماعته عموما , والثاني يشيد فيه بمهارة ابن عمه المخاطب بالقصيدة في إجادة الخط . الأول يقول فيه : تخال إذا ما رقشوا الرق رقهم بتائك ريش من خوافي الطواوس يقال: رقشت الكتاب رقشاً ورقّشته إذا كتبته ونقطته، قال طرفة: كسطور الرق رقشه ... بالضحى مرقش يشمه أشعار الشعراء الستة الجاهليين - (1 / 144) و"الرَّقُّ" بالفتح الجلد يكتب فيه والكسر لغة قليلة فيه وقرأ بها بعضهم في قوله تعالى "فِي رَِقٍّ مَنْشُورٍ" المصباح المنير- العصرية - (1 / 123) والبتائك جمع بتيكة ( فعيلة بمعنى مفعولة )من بتك بتكا ,والبتك: القطع. وقد بتكه يبتكه ويبتكه، أي قطعه. وسيف باتك، أي صارم. والبتك أيضا: أن تقبض على الشئ فتجذبه فينبتك. وكل طائفة منه بتكة (1) بالكسر، والجمع بتك. ومنه قول الشاعر (2): * طارت وفى كفه من ريشها بتك . الصحاح للجوهري ( موافق للمطبوع ) - (5 / 260) . ابن دريد : البِتْكَةُ والبَتكَة وجمعها بِتَكٌ : القطعة من كل شيء . صاحب العين : أن تقبض على شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك فينبَتِكَ من أصله أي ينقطع أو يَنْتَتِف ، فكل طائفة من ذلك صارت في يدك فاسمها بِتْكة ، وفي التّنزيل : ( فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأنْعام ) . المخصص ـ لابن سيده موافقا للمطبوع - (4 / 24) والريش معروف , وَخَوافِى الرّيِش قَوَادمُهُ الوَاحِدُ خَافَيِةٌ وَقَادمةٌ . قال الشَّاعُر : ... خَوَافِى رِيشِ بُزَّ عَنْهُنَّ مَنْكِبُ غريب الحديث للحربي - (2 / 849). والطاووس أيضا معروف. ومعنى البيت أن خط الممدوحين بهذا البيت إذا لمحت الورق المكتوب به حسبته قطعا أو نتفا من قوادم ريش الطاووس , وهذا وصف وتشبيه في غاية الروعة والجمال , ولا سيما عند من يعرف مخطوطات القوم , فلا مبالغة في هذا التشبيه إذا اطلعت على نسخ تفسير الجلالين أو صحيح البخاري أو الشفا للقاضي عياض أو البهجة المرضية للسيوطي , وهذه من أكثر المخطوطات توفرا بالخط السوقي وهي كما وصفها وشبهها الشاعر . البيت الثاني -وهو الذي يمدح فيه قرينه بإجادة الخط -يقول فيه : فقالت نماني ابن اليماني ومن تطب مغارسه يطب بطيب المغارس فتى كـــــــــــلما قرت على الرق كفه أقر له بالرق كـــــــــــل ممارس وهذان البيتان خاتمة مقاولة , تخيلها الشاعر محمد بن يوسف بينه وبين قصيدة الشاعر إغلس ابن اليماني , يستفسرها فيها عن نسبها , كبنت يحاول التعرف عليها , فيقول لها : ممن أنت ؟ أمن أهل كذا أم من أهل كذا ؟ ويجيب على لسانها بإجابات مضللة ومغالطات إلى أن قال : فقلت لها سبحان منك !! تنسبي فقالت : ومنك , إنني بنت هاجس أي من بنات الفكر , ولكنه لم يكتف بذلك فقال لها : أي الهواجس ؟ فحددت له صاحب الفكر الذي صاغها على هذا النمط الذي تعجب منه الشاعر بقوله : سبحان منك !!! وصرحت بأنها تنتمي إلى ابن اليماني , واستدلت بذلك على طيبوبتها ؛ لأن منبتها طيب والبلد الطيب لن يكون نباته إلا طيبا : ومن تطب مغارسه يطب بطيب المغارس وغرضنا من هذين البيتين أن الشاعر أو ذاته الداخلية التي مثلها بابنة اليماني اعتبرت حسن الخط أول وصف سارع أو سارعت في إطلاقه على هذا المغرس الطيب ( أبيها ) بعد الفتوة التي تعني عند العرب كل معاني الكمال في الرجل, فوصفته بأنه كلما ثبتت أنامله على الورق يعترف كل من يمارس الكتابة بالعبودية له في هذا المضمار, فهو السيد ومن سواه هم العبيد الأرقاء , وهذا مع أنه يشمل الكتابة بمعناها الأعظم , فإنه أيضا شامل لإجادة الخط بالدرجة الأولى. وقد فسر بعض المفسرين قوله تعالى : ( يزيد في الخلق ما يشاء )بأنه حسن الخط. ونشكرك على هذه الإثارة ياأبا عبد الرحمن. |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|