أخي الأستاذ الأديب المؤرخ السوقي الأسدي لك شكري وتقديري على المقامة الوافية الكافية في هذا المثل نسبة وتخريجا. لكنه استوقفني فيها الترجيح بين اسم جحيفة وجهينة ، وترك جفينة رغم أنني خلال بحثي المتواضع لم أر من ذكر جحيفة في هذا المثل وقد رجعت إلى كتب اللغة فوجدت ابن دريد في الجمهرة يقول في مادة غصن:
ويُروى هذا البيت:
تُسائلُ عن غُصَيْنٍ كلَّ رَكْبٍ ... وعند جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليقينُ
هكذا رواه ابن الكلبي وحمّاد الراوية ونظراؤهم، وروى قوم: وعند جُهَيْنَةَ الخبرُ اليقينُ، وليس بشيء لأن غُصَيْناً أحد بني جَوْشَن وهم بُطين من بني عبد الله بن غَطَفان، وجُفينة يهوديّ خمّار كان يمضي إليه، وله حديث.
وفي مختار الصحاح في مادة جفن :
الجَفْنُ جَفْن العَين والجَفْن أيضاً غِمْد السَّيف. والجَفْنة كالقَصْعة وجَمْعُها جِفَان وجَفَنات بالتحريك وقولهم (وعِنْد جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ).
قال ابن السِّكّيت: هو اسم خَمار ولا تَقُل جُهَينة. وقال أبو عُبَيد في كتاب الأمثال: هذا قول الأَصْمَعِيّ. وقال هشام بن الكلبيّ: هو جهينة. قال أبو عبيد: وكانَ ابنُ الكَلْبي بهذا العلم أَكْبَرَ من الأَصْمَعيّ. وأعاد المثل يضا في مادة جهن.
وفي مادة جفن من تهذيب اللغة للأزهري قال:
ومن أمثالهم: وعند جُفَيْنَهَ الخبر اليقين.
قال ابن السكيت: ولا تقل " جُهينة " وجُفينة: اسم رجل في المثل.
وذكره ابن منظور في اللسان في المادتين جفن وجهن.
فأنت ترى معي بارك الله فيك أنه لم يذكره واحد منهم باسم جحيفة.