بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فهذه إحدى الرسائل المهمة التي عثرت عليها في إحدى سفرياتي وتكمن أهميتها في أنها لواحد من أهم الشخصيات السوقية في القرن التاسع الهجري , وهو الشيخ أبو الهدى يقول فيها:
((قد كثر كلام الطلبة وسؤالهم عن هذه المسئلة حتى سألوا عنها شيخنا محمد بن عبد الكريم وأنا حاضر فلم يرد على السوؤال الجواب بل سكت عنها وسألت عنها كثيرا من طلبة جامع الأزهر بمصر فلم يعطوا جوابا شافيا, ولا موافقا لسياق الكلام, ثم سألوني عنها فقالوا لي ما صورتها؟.
فقلت بتوفيق المولى جل وعلا: صورتها رجل صلى أربع ركعات فلما أتمها في ظنه تعمد ركعة خامسة فزادها ثم ذكر بعدما أتى بها عنده, أن الركعة الأولى ونحوها ترك منها سجدة, قال الشيخ خليل: إن تلك الركعة الخامسة لاتجزئه عن الركعة التي ترك سجودها منها, لأنه لم يجبرها بها وإنما أتى بها عمدا, فقالوالي: لم تبطل صلاته لأجل زيادة الركعة بالعمد , وقد علمتَ أن من زاد ولو كسجدة بطلت صلاته فقلت لاتبطل صلاته لأنه لما زادها صادفت الركعات الثلاث فلم تكن زيادة على الأصل لأنه من باب غرر وسلم , وقد علمتم ما في غرر وسلم أنه لاشيء عليه , فقالوا: وكيف مرة يعتد بها ومرة لايعتد بها, فقلت: إنما كان ذلك لأنه لم يقصد بها الإجبار ولم تكن خامسة, فتبطل الصلاة , ولكن صارت رابعة لما علمتم من انقلاب الركعات, ولكن يحيط بالصلاة بأن يأتي بركعة أخرى يجبر بها الأولى المتروك سجودها, ويسجد قبل السلام إلا أن تتمخض زيادة فيسجد بعد السلام كما علمتم فصوبوا ماقلت: وقالوا هوصحيح)).
وكان من اللائق بها أن تكون في مقدمة هذه الرسائل لكنها ضاعت مني فلم أعثرعليها إلا مؤخرا.