رد: كتاب الفتنة
[justify] [/justify][justify][/justify][justify]
لقد نددنا كثيرا واعترضنا على هذا الكتاب ، وبلغت رسائلنا إلى مؤلفه بشتى الطرق والوسائل ، وانتشر أمره في الآفاق ، فحسبُنا هذا ، ويكفي ما حصل ، ولا أظن هذا الدكتور يستطيع تجاهل الأمر ، ولا أن انزعاجه وانشغاله يستطيع معه أن يفعل شيئا ، فإن القاضي لا يقضي وهو غضبان ، ولعل الدكتور غضبان وتعبان ، ومنزعج ، ومرهق ، ومفؤود ، ولربما يؤنبه ضميره من جهة ، ويدغدغه قرينه من جهة أخرى ، فكفوا عنه قليلا لنرى ما الذي هو صانع ، وأحسنوا فإن الله يحب الإحسان في كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليرح أحدكم ذبيحته ، وقد ذبحتم الرجل فأريحوه قليلا ، وأبلعوه ريقه لعله يفعل شيئا ، وأعينوا عليه ضميره بالتخفيف عليه ، ولا تعينوا عليه قرينه بالإجهاز عليه ، فإن غاية أمره أن يكون باغيا قد قدرتم عليه وجرحتموه ، والباغي لا يجوز الإجهاز عليه بعد القدرة عليه ، وغرضُنا الذي لا أنساه هو : رفع الضرر ، وليس الإضرار ، ولا يتأتى لمفؤود متضرر أن يرفع الضرر عن غيره إلا إذا هدأ بالُه ، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب ، فوجب علينا أن نرفع أكفنا ونكف ألستنا وأقلامنا عن الرجل حتى يهدأ ، ويرتب شأنه ، ويجمع أمره ، فقد شتتناه ، وأرهقناه ، فكفى ، وكفى ، وكفى
[/justify]
|