بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكـريم
أأن نوجى العراف برهة وحـــيه***أنوء إليه قادراً للطـــرائق
فلا أنضوي لو قيل هذا مكــاشف***مكاشفتي سراً وجهراً لخـالق
فإني لم أنكر كرامة قــــانت***ولكن بمرصاد على خط سـابق
فكم كوشف الأواب حاذى مهيع***قــويم لما سن الأمين مـوافق
مناغاته ذروا الحديث فمــالكم***وللــذكر يالله من شر غاسق
وهل هي إلاّ خطة مستقيــمة***ومن سنها أهدى وأقوم نــاطق
فتلك السواد المهتدى بمــناره***وإن قيل لا يرضى اقتحام الطرائق
فما لم أجد في طوره متــنافساً***نبذت فما لي والهبا المتــناسق
إذن فجناني طاش منه ثبـــاته***وكان رسوخ العلم بي غير نافق
لئن زلزلت زلزالها الارض أو غدت***ذووها تسفها السفا بمشارق
لما قلعت أصول طود إلى الــثرى***ثوابت لا توهيه هوج الخوافق
أنوار الشروق 95-96.
قال مؤلفه تعليقاً: ((يذكر ما يلاقيه ويقاسيه من قبل أهل زمانه الذين يصوبون نحوه أصابع الاتهامات، تارة بأنه ينكر كرامات الأولياء، وآونة بأنه لا يرى صحة وجود الكرامات التي يجريها الله على يدالأولياء.
فأرسل إليهم هذه القصيدة التي يعبر من خلالها أنه لا يمكن أن ينكر شيئاً ثبت وروده في الشرع، وما حدثته بذلك نفسه..
بل يدين الله بوجود الكرامات، وأعرب فيها عن مدى جديته في موقفه المتمثل في الأخذ من حيث أخذ السلف الصالح، والتوجه إلى المنبعين الأساسين كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما خلفته الأئمة من الآراء المستنيرة..
وهي التي يستضاء بها في غياهب الضلالة..))