أخي (السوقي الأسدي)
.
مهمى حاولت فلن تشوه وجه الحقيقة بلا ذنب صدر منها إلا أنها لم تعتبر ما كتبتَه وحيا يتلى.
.

أخي (السوقي الأسدي)
.
لم تصف الحقيقة (فتى مرسي) بنقص يُحمل على الذم.
.
و إنما وصفته بنقص مقابل لكمال مطلق, ردا على تعريضه بأصحاب الحقائق, و حماتها في تمثيله بقول من قال:
و إذا أتتك مذمتي من ناقص***فهي الشهادة لي بأني كامل
و قد فهم الأخ هذا المغزى الأدبي, و تراجع و أثبت الكمال لمستحقه ـ أشكره على ذلك.
.

و تعود الحقيقة لتقول:
.
النقص نصيبي و نصيبك أيها الأسدي و نصيبه, و الكمال لله.
.
فلا تغرقونا بالتعالي و التفاخر يا أخي.
.

أخي (السوقي الأسدي)
.
لن تصرف أنظار القراء عن إضاءات الحقيقة البناءة, فكن متزنا, و اقترب من الحقيقة قدر الإمكان.
.
أخي (السوقي الأسدي)
.
لا داعي إلى أن تعرف هذه الكاتبة؛ لأن هذه الحساسية المفرطة تجاه الحقيقة, تتضاعف حينما تزاد عليها أطنان من المنافسة, و المباراة الجوفاء, عندما تكشف الكاتبة عن هويتها, فقد كان معروفا أن بعضنا يقرأ الكاتب, قبل ما يقرأ مكتوبه, فالأفضل لمصلحة الحقيقة أن تكون متحجبة, وذلك هو أدب أمثالها, فلما ذا تدعو إلى السفور؟؟
.
أخي (السوقي الأسدي)
.
لتعلم أن كون الشخص محترما في قبيلته, يعتبر وصفا طرديا, لا تأثير له في تقويم الشخصية العلمية, فالعامي عامي مهما رفعه قومه, و بالتالي فأكرر أن تراجم الأعلام يزري بها, و بأصحابها, و بالتاريخ, و بالعلم أن تخلد, و تدون مأخوذة عن العوام, و الذين لم يعرف لهم نصيب من العلم, و لم يشتهروا بالانخراط في سلك أهله.
.
لم أكتب أكثر من هذا, و لن أزيد عليه, و لن تعمي الحقيقة عن مرادها بجعجعاتك, و تهويلاتك التي تثير بها الغبار, و العجاج؛ لتعمية الحقائق.
.
أخي (السوقي الأسدي)
.
تهديدك السافر بقولك: " لا بد يوما أن تصاد فاصبري ".
.
أعدك أن الحقيقة لن تساهم في الكشف عن حقيقتها, و لكل أحد أن يكشف عن كل حقيقة, بما فيها حقيقة الحقيقة.
.
أعدك مرة أخرى بأنها إذا صِيدت, و عُرفت, و شُهِّر بها, فإنها لن تزيد إلا تمسكا بنفسها, و بيانا لكل ما يناقضها.
.
فمن الأسلم و الأستر ألا تصاد.
.
فاتركني مستورة, فلا مأرب لي إلا التنبيه عن بعض المخاطر, مثل التلاعب بالعلم في أوصافك لمن تسميه: ربيعة الرأي, و هو من هو؟؟؟!.
.
أما (شعبة) و (أبو الزناد) فإن قراءةً خاطفةً في كتب الرجال, تبين لك, و للقارئ أن استخدامك لأسمائهما في سياق نثراتك استخدام غير نزيه و لا أمين.
.
و إذا اعتبر التعرض لاسم شيخك ربيعة إساءةً ـ كما هولت به ـ فليعتبر تلاعبك بجبال الحفظ, و أيمة العلم في نثراتك جريمة نكراء.
.
أخي (السوقي الأسدي)
أرجو ألا تتعب نفسك, و ذهنك في البحث عن المبررات للأخطاء الواضحة, فخير من ذلك أن تؤمن بقول حبيبك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون).
.
و الله, إنك لتعلم أن من تسميه (ربيعة الرأي) لا يعد من طلاب العلم في الصحراء, فضلا عن كونه من أعلامها, فضلا عن كونه من مراجع معلوماتها.
.
و الله إنك لتعلم أن هذه الحقيقة لن ينقص من قدرها أن تسيئ إلى الحقيقة, و لا أن تتهمها بالوقوع في الأجداد, و الأعلام, و القبائل.
.
لما ذا هذا التسارع إلى إشعال فتائل الفتن؛ لكسب التأييد:nic87:؟
.
لما ذا التهديد؟
.
لو افترضنا أن الحقيقة اعتلت على المنبر, و خطبت, و أطالت , ولنفترض أن موضوع الخطبة: ( بيان أخطاء المتعالمين, في الصحراء) أو في غيرها من معاقل العلم, ووفقت في بيان ذلك, و التزمت بالموضوعية في كل ذلك, و سُجلت الخطبة بالصوت, و الصورة, فما الذي يهددها ياتُرى؟؟!
.
هل تظن أن هناك من لا يجوز انتقاد أعماله ؟
.
أسأل الله لك و له و لنا جميعا كل خير.
.
إخوتي القراء, اشهدوا جميعا أن الحقيقة لم تنل من جَد, و لا علَم, و لا شخصية معتبرة, و لم تقلل من شأن أحد, و لن تفعل شيئا من ذلك, مهما هول المهولون, و جعجع المجعجعون, و لكنها ستبقى حقيقة و قائلة بالحقيقة.