تابوت اللجين:
يا حبذا نضاره ونضرته***وحق مولى أبدعته كرته
الحمد لله القائل: قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات.
فسبحان الذي زين سماء أفقنا بمن بلغ في الفضل والمجد والمآثر الحميدة الباهرة الغايات.
قف العيس في أطلال مية واسأل***رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل
أظن الذي يجدي عليك سـؤالها***دموعاً كتبديد الجمان المفــصل
أيها القارئ الكريم، إنه لما بلغ بي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ رحلة المترجم له الشيخ إغلس ـ صاحب الترجمة، حين كان من الآمين إلى كعبة العلم ـ مغرب شمس العلوم المعينة ـ جامعة تنغاكلي ـ طفق يفصل ما أعجمه.
حول هذه القبيلة العلمية السوقية الجليلة التي أصبحت رحلات طلاب العلم إليها من المندوب، إن لم يكن من الواجب العرفي التعليمي المرتقي بمعاني الوجوب، لما تظاهرت نصوص الكتاب والسنة في عظم أمر طلب العلم، فالتوجه بطله إلى جهة أجل مقاماته كان حكمه حكم الأفضل فالأفضل، والأولى فالأولى الأجل.
إذ قد كان من المتعارف عليه بين القبائل العلمية السوقية وغيرها ضرب أكباد الإبل نحو جامعة حيّ تنغاكلي، العلمية الغالية اللآلي.
فيأتي طلاب العلم إليها، بل بعضهم حين يأتي إليها ـ لا يأتي إليها إلاّ بعد ـ أن يعد من العلماء الأجلاء، لكنه أتى إلى كليات هذه الجامعة المتميزة لينال بعض التحريرات العلمية الوثيقة، والدرر المتعلقة بمنهجية التدريس التقليدية الدقيقة، إضافة إلى ملاقاة جماهير طلاب العلم المتميزين، التي تكسب الجميع حسن المناظرة والناقشات العلمية المتميزة، والاستفادة من ذلك الجو العلمي الرصين، فيرجع الطالب إلى قبيلته بعد تلك الرحلة العلمية الممتعة ذا شخصية علمية متينة، مكسوة بحسن السمعة العلمية الحسنة، والصيت الجميل المنقطع النظير الذي يتمتع به المتخرجون من مدرسة هذه القبيلة السوقية الميمونة المناقب.
فلذا يأتي إليها طلاب العلم من كل حدب وصوب خاصة طلاب العلم بين قبائل العلم السوقية التي منها ما سيسرد لنا ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله المورخ ـ حفظه الله ـ أسماء روادها جيلا جيلا.
المقسمة رحلاتهم على طبقات متميزة أربابها، الذين هم من نجبائهم وقتئذ صاحب هذه الرحلة المترجم له الشيخ إغلس ـ رحمه الله.
إذ قد ألقى عصا ترحاله لدى ذرى الشيخ العلامة بحر العلوم العظيمة الفهامة الشيخ غمنا القائل عنه أحد طلابه النبلاء الشيخ العلامة الإدريسي السوقي الوامي محمد الأمين ـ رحمهما الله.
وهَسْهَست الليالي قدر جهد بلا ملل لدى (غمنا) الرئيس