الإطلالة العاشرة: العلق النفيس، بأصل من أصول مدرسة تكربنت الدريس.
لخولة أطلال ببرقة ثهمد***تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم***يقولون لا تهلك أسى وتجلد
الحمد لله الحيّ الباقي قيوم السموات والأرض، يحيي ويميت يهب لمن يشاء من السؤدد ما هو من آثار فضله الفياض المحض، سبحانك وبحمدك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ـ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، وعلى والدي..ـ آمين.
ديار من بني الحسحاس قفر***تعفيها الروامس والسماء
إن شيخي ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ لما ساقتنا الأقدار، بتقدير من عالم الخفيات والأسرار ـ سبحانه ـ تفيأنا إلى ظل ظلال ثلاث من الشعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب، فاستدررت حديث طلل هذه الإطلالة بالثناء عليه بمعاني قول الشاعر:
حراً حكيماً ودوداً ليناً بطلا***تليد مجد ظريف الفضل والشيم
لجده قالت الأمثال من قدم***السيف أصدق أنباءً من القلم
وشهرة لأبيه أصبحت مثلا***جاءت بأشهر من نار على علم
فقال لي ما لمّح إليه معنى المقالة الشهيرة: هذا حق يراد به الباطل.
لا تعرضن بذكرانا مع ذكرهم***ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
فتوقفت توقف المزجور، إي ـ ورب البحر المسجور.
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما***ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
لما غلبنا الحزن على أهل هذه الديار، التي رحمنا الحال ـ عن ساكنيها المحبوبين ـ بمعاني هذا البيت، ثم ابتدر المخرج فابتدرته معه على نحو من قالت: هيت.
فتبسم ضاحكاً، منشداً عنه الحال ما لا بدّ منه متداركا:
توهمت آيات لها فعرفتها***لستة أعوام وذا العام سابع
أيها القارئ الكريم، إنني لما بلغ بي شيخي ربيعة الرأي المؤرخ ـ حفظه الله ـ هذه المقامات من أخبار من مضى، خاصة المسكي الزكي عن مدرسة ((تكربنت))، قلت في نفسي إن هذه المدرسة الميمونة، ونظمها الباهرة، ومناهجها الرائعة، وطرق سيرها المنتظم، ليست هي الأولى من نوعها، بل ربما سبقتها أخرى قديمة، إن لم تكن الأخر.
فسألت شيخي عما هجس في نفسي، فجرى بيننا ما أغنت عنه الإشارة.
ثم قال لي نعم، هناك مدرسة أخرى قديمة مخضرمة بين القرن الحادي عشر الهجري، والقرن الثاني عشر، حسب تقديره ـ حفظه الله ـ قائلاً لي ـ بارك الله في عمره ـ هي التي جرت هذه في أثرها، فقلت له ـ حفظه الله ـ ارحمني بخبرها الفواح، فقال لي ليس لذلك سبيل: إنه العود الغالي المسموع به.
ثم تفضل عليّ بقولة مخبر داهية حافظ ضابط لماح، هاهو ما تداركه الداهية اللماح ـ حفظه الله ـ من درر كان زمانها بها هو الفلك المشحون ـ اللهم أجرنا عن مصيبتنا أجراً غير ممنون.
وكانت تلك المدرسة وقعت في زمن هذه البدور، التي عدد لي مشارقها، ومغاربها، هم:
البدر المنير الشيخ مَدَامَدَا بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
البدر المنير الشيخ إسَالَّسْ بن حَمَّ بن إبراهيم الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ ممن سمى به الشيخ إنكس أونن ـ رحمه الله ـ إلى سماء الأمجاد.
البدر المنير الشيخ أبو الفرج بن حمنان بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
البدر المنير الشيخ أشِيراشَتْ بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد بن أُعالَّ الإدريسي السوقي المرسيي
البدر المنير الشيخ المنصور بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد بن أُعالَّ الإدريسي السوقي المرسي
البدر المنير الشيخ إِزَقَّغْ بن حَمَّانِ بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله
البدر المنير الشيخ محمد أحمد ـ آيا ـ بن محمد احمد بن هَمّاهَمّا بن القارئ بن محمد بن محمود بن محمد ـ أَدّا ـ بن الغزالي بن علي بن يحيى الإدريسي السوقي ـ رحمه الله ـ ممن سمت به فانبلقو إلى سماء العز.
البدر المنير الشيخ تحمدُ بن محمد بن أتا الأنصاري السوقي البكلي ـ رحمه الله.
البدر المنير الشيخ سُنْبُلي بن حَمَّانِ بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فلما سما لي هذه البدور، بلغ بنا الحزن مبلغ الفتور، فاستنشد الحال بقول الشاعر:
إن مات ميت من تميم***فسرك أن يعش فجأ بزاد
ففهمت منه حسب دلالة معاني البيت، قوله تعالى: ((آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا)). قلت، قال الإمام القرطبي: فيه مسألة واحدة، وهي اتخاذ الزاد في الأسفار، وهو رد على الصوفية الجهلة الأغمار، الذين يقتحمون المهام والقفار، زعماً أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار. 11/13ط: دار الفكر.
وبلدة ليس بها أنيس***إلا العيافر وإلاّ العيس