عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2010, 04:39 PM   #67
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الثالثة:



الإطلالة التاسعة: أطلال مدرسة: ((تِكَرْبَنْتْ)) على أرض الواقع الزاهر، من ديوان التاريخ القديم والمعاصر.

لمن طلل عـفا بـ((إِنافِرِينا))***فــ((ذي أُهُـبِ)) فـ((نَوْرِ)) فـ((إنْدَهِيـنا))


فَقِيعان بـ((مَلَّ)) فبطحا ((مَرْسي))***فــ((ذي ذهب)) إلى ((إنَمَمَّينا))


فـ((تَلّفَنَنْ)) فـ((ذي سلم)) فـ((كبش))***مغانٍ كم أجــلت بها الكـورينا


فـ((آكــام)) جبال راسيات***مـراقب عـن شمـال ((تِبَنْـدَغِينا))


مغان قد قضيت بها شبـابي***ومسود الذوائب كنت حــينا


ليالي بسطة وهنا وخفـض***وأمـن من قراع الأقــورينا


ولا أنسى الرواحل ذات يـوم***غــداة البين قيدت بالبرينا


وشدت على هوادجها مروط***مــرقشة لذي أسد حدينا


وعاودت المصيف بها قـديما***وفي مشـتى الارجاع يرتعينا


وقفت بها فما يجدي اجتلاء***أصيـلالا مـراجعة أمــونا


فصبحنا مسارح ((هَمَّكِيرَْ))***وألقينا العصي بها قـطــينا


أسائلها فكيف سوال جــير***عــلى أدم محـال أن تبينا


فرجعت الحنين وكان حــقاً***أكـــيد أن أرجعه سنـينا

إطلالات تطلل بها المترجم له الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ التي جاءت على قدر جميل مقتطفاتها من شعر شعراء أهل السوق، في: أنوار الشروق ص109- 110
الحمد لله القائل: فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. يا أكرم الأكرمين برك أرجو وعونك الماعون ـ اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً ـ آمين.

في كل جيل من الأجيال أخيار***وخيرهم من له في العلم أخبار


كل مضى تاركاً في العلم منقبة***كــأنه علم في رأسه نــار

إنه من المسك المعطر، الذي يذكر، فينشر، وهو أن شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ لما بلغ بي عناصر هذه الإطلالة، سبقني سبق اللسان ذو دلالة.
إذ فهم منه معاني الشكوى ـ حسب فحوى خطاب شعر الشاعر المذكور، إذ وردت مورد المثل المشهور: أين الثرى من الثريا.
فزجرني بقوله ـ جزاه الله عني خيراً ـ: ((معاني هذه الشكوى ادفنها اليوم دفن الميت)). وكان مؤرخاً فطناً باراً بسلفه وخلفه، ثم جبر كسري ـ حفظه الله ـ بما أنشده عنه الشاعر من المعاني:

وما نحن إلاّ مثلــهم غير أنهم***مضوا قبلنا ونحن على الأثـر

فالآن آن لك ـ أيها القارئ الكريم ـ أن تكرب معنا ما:

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت***وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد

هذا وإننا اليوم مع صاحب مروج الذهب ـ شيخي ربيعة الرأي ـ في معرفة البلدان وطرق جغرافيتها على ما يلي رسم خريطته هاتفياً:
مواطن مدرسة تكربنت العلمية المتنقلة بالناقلات الرفيعة الغالية:
هذا ومما أفادني شيخي الشيخ عبد الله ـ ربيعة الرأي ـ بقية حفاظ التاريخ ـ حفظه الله ورعاه.
حينما تعرضت لهذه المسألة التاريخية المتعلقة بتحديد تاريخ هذه المدرسة المتميزة في جميع الوجوه، استهل المحادثة ـ بارك الله في عمره ـ بما معناه، إن هذه المدرسة المخضرمة، ذات الجواهر المكرمة، مرت على مراحل زمنياً ومكانياً، منثورة جواهر الأحجار الكريمة:
الجوهر الكريم الأول: عام تأسيسها:
فأفاد قائلاً ـ حفظه الله: إنها أنشئت وعمري اثنا عشرة سنة، وأنا ولدت عام 1935ميلادي، فحددنا تاريخها سوياً بهذا التاريخ 1947ميلادي.
الجوهر الكريم الثاني: عمر هذه المدرسة.
وقد أفادني ـ حفظه الله ـ أنها امتد عمرها إلى أربع سنين من يوم نشأتها إلى يوم تخرجت دفعاتها ـ النجوم الوهاجة ـ بأعلى مستويات أصحاب الدراسات العليا فشمخ شخصها بعد ذلك التاريخ المبارك ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
لذا فعمر هذه المدرسة الميمونة امتد إلى أربع سنوات، أي: من عام 1947ميلادي، إلى عام 1951ميلادي.
الجوهر الكريم الثالث: مواطن هذه المدرسة الكريمة.
بادي ذي بدء أنشت هذه المدرسة الجميلة في منطقة مرسي، ومكثت فيها أربع شهور، وفي أحد شهورها تلك أفلت شمس العلوم، والمآثر الجليلة والفضل المعلوم، الشيخ العلامة الشهير جابر ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ فكأن الشاعر عزانا عنه بقوله:

حلف الزمان ليأتين بمثله***حنثت يمينك يا زمان فكفر

وقد دفن في مقبرة: ((شَتْ مرسي))، ثم بعد هذه الفترة المحددة بالشهور الأربعة انتقلت إلى تِيناكُفْ، ثم إِكَشَمْ، ثم بَكَلْ.
وبين هذه المناطق جرت يوميات هذه المدرسة الجليلة التي امتدت إلى السنوات الأربع المذكورة.
وهنا قلت لشيخي ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ ما لي لا أرى طلاب المنح من سلسلة مجمع الجامعات الجوامع، فاستفاض في حديثها الجليل الرائع الذي منه قوله: إن كل جامعة تتمتع كلياتها بإدارات علمية رصينة، منها فرع جامعة ((كل وام)) التي يترأسها نجل إنكس أونن الشيخ العلامة عمر، وذكر بعض كواكب طلابها الدراري من الممنوحين وغيرهم، فقلت له حسبك ـ بارك الله لنا فيك المعمر:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل***بسقط اللوى بين الدخول فحومل


فتوضح فالمقرات لم يعــف رسمها***لمــا نسجتها من جنوب وشمأل

ثم تمالكت نفسي بقولي لشيخي المؤرخ ـ رحمه الله: امض بي الآن في أطلال صاحب الروض الباسم، إي ورب أبي القاسم.
الجوهر الكريم الرابع: ترميمات المدرسة البنائية الجميلة.
لما كانت هذه المدرسة الجليلة، تتنقل بها الأحوال، من مكان إلى مكان من أماكنها الأطلال، كيف إحداث ترميم لها، فقال وما لها:
إن طلابها ـ النجوم الوهاجة ـ إذا اهتز لها مكان انتقلت إليه، ثم يحيون ساحاته الجميلة بالانضمام إلى مسرح إدارات كلياتها، فيظلون عليه بالدروس عاكفين حتى ينتهي بناء مبنى الجامعة المتنقلة بالكليات.
وذلك بأن يعطى الخدم قيمة أجرة البناء المكون من أعمدة خشبية، وثقف حشيشية، جامعة بديعة الصنع، جميلة الهيكل المبدع، المزينة الداخل والخارج بصنوان:
أثيث كقنو النخلة المتعثكل
هذا في الصيف والشتاء، وأما عند الربيع المنعمون به بنزول أمطار السماء، فضلا من الله البر الرؤوف، عند ذلك ينتقل ذلك البناء الحسن إلى الخيم من جلود الأنعام المذكورة في الوحي المبين بصفة الموصوف.
ثم إن هذه الجامعة المتنقلة الباهرة المباني هي كغيرها من جامعات آل السوق المعمورة الكليات المزودة بأهم مقررات المدارس العلمية في العالم الإسلامي منذ انبلج عليها فجر الوجود إلى اليوم ـ ولله الحمد والمنة.
الجوهر الكريم الخامس: تعريف مدرسة: ((تِكَرْبَنْتْ)) لغة.
هي اسم ((بيت)) باللغة الطارقية يوج في المناطق التي يصنع فيها من أصول سنابل الدخن وما في معناه من أنواع الحشيش الافريقي القوي.
وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، وقد جرى ما جرى من التعريف بها إفادة من ليس من أهل اللسان بها من أهل المنطقة، لا تعليم من كان من أهل المنطقة العالمون بها، فمنهم من يكون أعرف بذلك من مسطر هذه الأحرف، وإنما تناولت هذه التعريفات اللطيفة لإسعاف زوار منتدانا ببعض التقاليد الأمم الإسلامية التقليدية الشعبية والمعمارية، لا غير.
وعلى كل حال فهذا النوع من البيوت التقليدية، هو ضرب من الأكواخ الأفريقية، التي غالباً ما يقام ببنائها للسكنى فيها زمن الشتاء والصيف.
فإذا دخل موسم الأمطار ينتقل عنها جمهور المجتمعات القاطنة صحاري صحراء ـ أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
ثم يكون الانتقال إلى مواطن الكلأ والعشب الربيعي، فتنصب الخيم ـ إهَكْتانْ، مفرد هذا الجمع (إهَكِتْ) باللغة الطارقية المصنوعة تلك الخيم من جلود الأنعام.

يا رب سار بات ما توسدا***إلاّ ذراع العيس أو كف اليدا


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-17-2010 الساعة 04:50 PM

رد مع اقتباس