عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2010, 11:48 AM   #64
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الثالثة:



الإطلالة الثامنة: لفتة تاريخية عن الألحان السوقية التقليدية الجميلة خاصة من برز من النجوم الوهاجة بجمال الصوت في اللحن السوقي التقليدي:

وحبب أوطان الرجال إليهم***مآرب قضاها الشباب هنالكا


إذا ذكروا أوطانهم ذكروا بها***عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

الحمد لله الذي منّ على عباده بعفو ما لا يعلمونه فضلاً أن تتعمده القلوب، المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور ـ سبحانك أنت الرب المربوب، أنت حسبي وكفى:

الأحد الفرد القدير الأزلي***الصمد البر المهيمن العلي


علو قهر وعلو شان***جل عن الأضداد والأعوان

أيها القارئ الكريم، إنه: ليست النائحة كالثكلى. كما ورد في المثل القديم.
فمن عجائب الدهر التي لا تنقضي، ما لا يدوم فيه من العهد الرضي، إذ فاجأني الغطاس، في ليلة ليلى في غير عادته إذ قرأ في القرطاس، مما أنشده عنه الحال:

لولا أحاديث أبقاها أوائلنا***من الندى والردى لم يعرف السمر

فسبحان من إذا قضى أمراً ـ كان أمراً مفعولا، وذلك أن شيخي ربيعة الرأي كان عداءً عجولا، منذ عهد تقادم عهده، فإذا أنا به ـ حفظه الله ـ وبحلته الشخصية المحكي منشدها:

قد كنت أمشي على رجلين معتمداً***فصرت أمشي على أخرى من الخشب

ماضي العزيمة، كأنه المخاطب عن نفسه بهذين البيتين:

خليفة الخضر من يربع على وطن***في بلدة فظهور العيس أوطان


بالشام قــومي وبغداد الهوى وأنا***بالرقمتين وبالقسطاس إخواني

فحادثه بالتغني بالشعر على نحو قول الشاعر:

تغنّ بالشعر مهما كنت قائله***إن الغناء بهذا الشعر مضمار

فتفطن بالحال من لحن القول، من المعني عنه بهذا السوال من نجوم مدرسة ((تكربنت)).
فجال جولة ثم زأر زئير المعلّ، كشرت أنا من غير شعور ـ وكلانا لسنا في الحرم بل في الحل ـ ولما رأى مني النويبات، الحديثة الرضاع من اللبوات، تقسور إلى عرينه، فاتصلت به اتصال العضو بعوض جنينه، فلما علم أنه لا محالة، آنسني بالفعل والمقالة، بما لا يتصور تقاسيم ملاحنه إلاّ بقول القائل: كما قسم الترب المفايل باليد
لأنه ظنّ أني نزعني عرق التحنن إلى طلل خؤولتي الوامية عن طلل خؤولتي المرسية، لأن مشاهير هذا الفن المجيدين فيه بحسن الصوت واميون، فلما علم أني ليس بيني وبين الواميين إلاّ أني مسقط رأسي في موطن قبيلتهم ـ وامي ـ عكس بقية إخوتي فإنهم فإن مساقط رؤوسهم عند أخوالهم المرسيين، فلما تبين له أني كغيري أنا المخول المعم منهما جميعاً، قال لي إن للسوقيين نغمات جميلة تقليدية شهيرة، خاصة في المتون المنظومة، فكانت هذه المدرسة قد تتمتع بمن يجيد تلك النغمات التقليدية بمستوى عال جداً في حسن نغمة الصوت وجمال نبراته والتفنن في إحكام تلك النغمات العلمية الشعبية، والتصرف الجميل فيه من التنقل إلى أي نوع من أنواع نغمات الإنشاد ـ حسب بحور أبيات المتون.
ألا وهو الشيخ كيون ـ رحمه الله ـ كما سيأتي مما
حدثني به وبحديث حسن الصوت مع اللحن التقليدي السوقي، ومن ذاع صيته في امتلاك الصوت الحسن على الإطلاق من أفقه منذ أن سمع الأصوات الجميلة إلى وقت روايتي عنه عنصار هذه الإطلالة، المشذرة إلى شذور ذهبية:
الشذرة الذهبية الأولى: اللحن المراد به هنا هو التغني بالشعر.
قال الإمام القرطبي نقلاً عن الطبري، قوله: المعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع، وقال الشاعر:

تغنّ بالشعر مهما كنت قائله***إن الغناء بهذا الشعر مضمار

الجامع 1/14.
وقال في موضع آخر، قال العلماء المزمار، والمزمور الصوت الحسن، وبه سميت آلة الزمر مزماراً..
14/265.ط: دار الفكر.
لذا فالغناء هو ترجيع الصوت الحسن حالة الإنشاد، كما أن جمال الصوت هو المزمار أيضاً، كما سلطت نقول هذه الشذرة الضوء عليه، وليس هنا موضع الاستطراد فيه.
الشذرة الذهبية الثانية: نعمة الصوت الحسن وفضله.
قال الإمام القرطبي: وكان داود ـ عليه السلام ـ ذا صوت حسن.. وحسن الصوت هبة من الله تعالى، وتفضل منه، وهو المراد بقوله تبارك وتعالى: يزيد في الخلق ما يشاء..وقال ـ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود.
وكان قد أعطي من الصوت ما يتزاحم الوحوش من الجبال على حسن صوته.. الجامع 14/265-266.ط: دار الفكر.
الشذرة الذهبية الثالثة: قبس من السنة في جواز التغني بالشعر إنشاداً
روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه: أن عمر ـ رضي الله عنه مرّ بحسان ينشد في المسجد، فلحظ إليه، فقال: ((قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك)). متفق عليه.
قال الصنعاني في شرحه حديث الباب: ففي الحديث دلالة على جواز إنشاد الشعر في المسجد..
وقد عارضه أحاديث..وجمع بينها وبين حديث الباب بأن النهي محمول على تناشد أشعار الجاهلية وأهل البطالة، وما لم يكن فيه غرض صحيح، والمأذون فيه ما سلم من ذلك، وقيل المأذون فيه مشروط بأن لا يكون ذلك مما يشغل من في المسجد. سبل السلام ـ كتاب الصلاة ـ باب المساجد ـ رقم 238
الشذرة الذهبية الرابعة: نبذة عن اللحن السوقي التقليدي الجميل.
قلت إن لأهل السوق ـ السوقيين ـ كل أسوك ـ آل السوق، من الأحان الجميلة للمتون المنظومة ما لا أستطيع وفاء جانب بيانه من الحقوق.
من الألحان الموزونة ـ تتنعم بالنغمات الشجية، والأصوات الطيبة.
إنه من الفنون العلمية الشعبية، المتناسب النغمات، والمنتظم الأوزان بالمحركات، التنظيم المحرك للنفس تحريكاً ملذاً، وهو عبارة عن الألحان المنتظمة الرخيمة، ويتغنى بها الشعر بأعذب الأحان والأصوات الجميلة.
مثل ملحة الإعراب، وألفية ابن مالك، والكافية له، وغيرها من الكتب العلمية المنظومة، يستعينون بتلك الألحان الشعبية في مسامرة، على ضوء قول القائل:
والله ما ليلي بنام صاحبه***ولا يخالط الليان جانبه
في مذاكرة تلك الفنون بتلك الألحان، وإن من الحقيقة أنها بجمال في حسن الأداء والإيقاع الموزون ما لو سمعها الموسيقار، لتاب إلى الله وأناب ـ بإذن الله ـ مستعيناً بها على طلب العلم.
ومما يزين اللحن السوقي حسناً إذا انتصف الليل إلى آخر ثلثه الأخير، مستسهلين به طلبة العلم جيوش الكسل والملل، ولا سيما إن كان من المهرة فيه وفي حسنه، يتنقل من نغمة إلى نغمة، بوزن كل لحن على قدر معلوم ـ سبحان ربي العظيم وبحمده ـ وأبشركم أنني إن طال بي العمر ـ إن شاء الله ـ لأزودن منتديات مدينة السوق بنماذج من ذلك التراث الشعبي السوقي الجميل.
والآن آن لنا ـ أيها القارئ الكريم ـ إطرابك بما أطربني به شيخي المفنن في حسن الوصف وحكايته بما هو أجمل حسناً، وأجل قدراً من نغمات آلات لهو الموسيقار، المحرمة في دين الملك الغفار.
قائلاً لي ـ حفظه الله ـ لما تناولنا هذا الموضوع بالسؤال:
إن أبرز واحد سمعته ذا صوت حسن في حياتي كلها خاصة النجوم الوهاجة، هو الشيخ العلامة العالم الغوي اللحان كِيوَنْ بن محمدْ أُولمين ـ الأمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله.
كان آية آية في حسن الصوت وجماله والتفنن فيه وفي أدائه، قلت له ثم من يليه في حسن الصوت قال ما رأيته ولا أعلمه، قلت له لا بدّ من استثناء، قال لي إن كان ولا بدّ، طفق يتعجب من جمال صوت هذا الشيخ، قائلاً ما رأيت له مثيلاً، ولا قريباً إلى مستواه على الإطلاق!.
فقلت له: ولو؟.
فقال لي يأتي على أثره :العالم الشهير الشيخ إبراهيم بن محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي.
فقلت له ثم من؟ فقال لي ـ حفظه الله ـ الباقي في درجة متقاربة أي: في الحسن.
وكنت ممن أتي العلم بحسن صوت الشيخ كيون ـ رحمه الله ـ وصيته العطر في ذلك من قبل هذه
العسجديات:
الشيخة السيدة أم عمران فاطمة ـ فُضِي ـ بنت محمد الصالح بن إنكس أونن ـ عسجدية إدريسية سوقية وامية ـ رحمها الله.
الشيخة السيدة تحيى بنت الصالح ـ أَسَّا ـ عسجدية إدريسية سوقية مرسية ـ رحمها الله.
الشيخة السيدة سُتَّا بنت محمد ـ إنْ تِمَظُّجِنْ ـ عسدية إدريسية سوقية مرسية ـ حفظها الله.
وهن من مشيخاتي الجليلات في التاريخ كما أخبرنني بمعاني هذه الإطلالة.
الشذرة الذهبية الخامسة: جرم البدع خاصة في متعلقات هذا الفن
قال القرطبي: وسئل الإمام أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم ـ حرس الله مدته ـ أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص، ويتواجد حتى يقع مغشياً عليه..هل الحضور معهم جائز، أم لا؟أفتونا مأجورين..
الجواب ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلاّ كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقه ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى.. فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق. الجامع لأحكام القرآن 11/237-238.
ولا ينوب بعض هذي إن وجد


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-17-2010 الساعة 04:27 PM

رد مع اقتباس