06-26-2009, 10:28 PM
|
|
|
مراقب القسم الإسلامي
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 84 |
تاريخ التسجيل : Apr 2009 |
فترة الأقامة : 5853 يوم |
أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM) |
المشاركات :
1,240 [
+
]
|
التقييم :
10 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيتي لك أخي تامكوتات.
جاء في تفسير الطبري 7/284:
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:"ولقد كنتم تمنون الموت"، ولقد كنتم، يا معشر أصحاب محمد ="تمنون الموت"، يعني أسبابَ الموت، وذلك: القتالُ ="فقد رأيتموه"، فقد رأيتم ما كنتم تمنونه - و"الهاء" في قوله"رأيتموه" عائدة على"الموت"، والمعنىُّ: [القتال] "وأنتم تنظرون"، يعني: قد رأيتموه بمرأى منكم ومنظر، أي بقرب منكم.
* * * وكان بعض أهل العربية يزعم أنه قيل:"وأنتم تنظرون"، على وجه التوكيد للكلام، كما يقال:"رأيته عيانًا" و"رأيته بعيني، وسمعته بأذني"
وفي تفسير البغوي 2/112:
فإن قيل: ما معنى قوله { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } بعد قوله: { فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ } قيل: ذكره تأكيدًا وقيل: الرؤية قد تكون بمعنى العلم، فقال: { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } ليعلم أن المراد بالرؤية النظر، وقيل: وأنتم تنظرون إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
الفرق بين الرؤية والنظر
أولاً- الرؤية هي إدراك المرئي من الجهة المقابلة . أما النظر فهو تقليب البصر حيال مكان المرئي طلبًا لرؤيته . وقيل : النظر طلب الهدى ، والشاهد قولهم : نظرتُ فلم أرَ شيئًا . ويقال : نظرت إلى كذا ، إذا مددت طرفك إليه ، رأيته ، أم لم ترَهُ . والنظر لا يكون إلا مع فقد العلم ، بخلاف الرؤية . ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ ؛ ليعلم إلا وهو مجهول . ولهذا لما رغب موسى عليه السلام في النظر إلى ربه جل وعلا ، طلب منه سبحانه أن يمكنَّه من رؤيته ؛ لكي ينظر إليه ، فقال : ﴿ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾ (الأعراف: 143) ، فأجابه ربه جل وعلا بقوله: ﴿ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي (الأعراف: 143)
ثانيًا- وقد يراد بالنظر التأمل والفحص . وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص ، وهو الرَّوِيَّة . يقال : نظرتَ فلم تنظر . أي : لم تتأمل ، ولم تتروَّ . ويقال : نظرت فيه ، إذا رأيته ، وتدبرته . ونحو ذلك قوله تعالى : ﴿ أََوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ (الأعراف: 185). وقوله تعالى : ﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ (الغاشية: 17 ) ، فذلك حثٌّ على التأمل في حكمة الله تعالى في خلقها ، وعن سعيد بن جبير ، قال: لقيت شريحًا القاضي ، فقلت : أين تريد ؟ قال : أريد الكناسة . قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أنظر إلى الإبل كيف خلقت.
ويستعمل النظر في التحيُّر في الأمور ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ (البقرة: 55) ، وقوله تعالى : ﴿ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (الأعراف: 198)، واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة ، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة . قال تعالى : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ (القيامة: 22- 23 ).
ثالثًا- والأصل في الرؤية أن تكون بالحاسة ؛ نحو قوله تعالى : ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾، (التكاثر: 6-7) ، وقد تكون بالوهْم والتخيُّل ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ ﴾، (الأنعام: 27) . وقد تكون بالتفكُّر ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ﴾، (الأنفال: 48) . وقد تكون بالعقل ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾،(النجم: 11).
وإذا عُدِّيَ فعل الرؤية إلى مفعولين ، اقتضى معنى العلم ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ﴾، (الإسراء: 99) . وإذا عُدِّيَ بـ( إلى ) ، اقتضى معنى النظر المؤدي إلى الاعتبار ؛ نحو قوله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ (الملك: 19) .
من موقع الاعجاز البياني
محمد إسماعيل عتوك
آخر تعديل أداس السوقي يوم
06-29-2009 في 02:04 AM.
|