رثاء شيخنا أبي عمر الحسني وهو غني عن التعريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعزية لكم ومرثية للشيخ/ أحمد بن عبد الله الأنصاري تغمده الله برحمته
وأرجو أن تصلكم جميعًا، سائلا الله تعالى له الغفران ولكم الصبر والسلوان
نوائح أطراف النواحي تردد
عويلا طويلا صوته وتُمدِّد
بصدري مثل الهمس يقتل صبره
وفي السمع مثل القصف، يُرعب، يرعد
فألهبنا حزن جسوماً وأنفساً
يخطف نوماً، والشعور يبدد
وما ذقت في الدنيا أشد مرارة
من الفقد للأحباب، أمرٌ مسهد
ويسعفنا برد الرضا بعد حُرقة
لما نرتجي في الأجر، فالنار تُخمد
جليل مصابنا، وهين بكاؤنا
على كل من في الدين والعلم يُحمدُ
كذا الموت لا يألو يصيب، يصيدنا
إلى أنفس الأنفاس سهماً يسدد
ومذ فاجأتني للنعي رسالة
أموت بنجوى الموت، لولا التجلد
ومن عجب أنا نراه مرزئاً
كأنا - على علم به - نتبلد
وأخبار سر الفقد تخفى ولم يحط
يقيناً بها، ولو تنباه هدهد
وما حذق علم الطب يجدي قلامة
إذا حُمَّ بالمرء الحِمامُ المبدِّدُ
وقد هدَّني أن العلوم تناقصت
ففقدك كل الرزء في الناس أحمد
فكم شهدوا أن التقى حشو برده
يقضِّي طويل الليل لله يسجد
وأن الفنون بثها وأنالها
ففي الدرس نفسَه النفيسة يجهد
وآثاره دلت على أن فكره
إلى شامخ في الفهم يصعب يصعد
فأخلاقه عطر يفوح بقطره
فمجمل ما في الأمر أنك سيد
وأنك عالم مفيد وعامل
تقي نقي حِسبة يتعبد
فحسبك أن الدين خر عموده
وحسبك أن العلم أصبح يُفقد
ولكن شجاي بالفراق يزيده
عواطف قربى بالعهود تؤكد
ففي مثلها ماء العيون مسلسل
فلولا الرضا منا الخدود يخدد
فذي جرحت منا القلوب وقرحت
فآهٍ، فهل تلك الجراحات تُضمد؟!
وهل تركت فينا المصائب قائلاً
فهل نحن إلا بعض وقت يعدد؟
فأين بقايانا ونحن بقية
لناب المنون وهو هول يهدد؟
فروح حياتنا المديدة دائماً
شهادة أن الله ربٌّ موحَّد
وأن رجاءه هناء وغبطة
وأن نببنا البشير محمد
فيا رب أورث قطره نور علمه
وخلد له ما للجدود يخلد
وفي أهله طرّاً وفي كل نسله
يبارك ربنا العظيم الممجد
وإني لأدعو الله يرفع ذكرهم
وإني لأرجو أنه اليوم يسعد
وهذه قصيدتي تعزي خؤولتي
كما العهد بين السالفين تجدد
صلاة الإله والسلام كلاهما
على أحمد في كل حين تردد
كتبه الفقير إلى الله الراجي رحمة ربه
أبو عمر/أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني
26شوال 1445ه

	العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص