أمة عملاقة
كل يوم تبدي صروف الليالي *** خلقا من أبي سعيد عجيبا
كل يوم يظهر لنا أن السوقيين لا في فكرهم ،
ولا في أدبهم ،
ولا في تصورهم ،
ولا في ماضيهم ولا في حاضرهم
لا في كل ذلك عجزوا أن يلحقوا بدنيا السماء ودنيا الأرض ،- دنيا الإبداع - ولكن من لهم بإظهار ذلك ؟؟
كل يوم يبدو لي أن وراء الستار منجم من الذهب ، ولكن الذهب تبرا ليس كالذهب مصوغا
كل يوم أنظر فأجد أنه ما نقصنا غير أنفسنا ولا نقص آباءنا غيرنا ، فإنهم والله
إن هم شعراء ، فمبدعون مفلقون
وإن هم علماء ، فبحور متدفقون
وإن هم مفكرون ، ففي الجو محلقون
وإن هم..وإن هم ...
لا أدري ما ذا يراد بهم بعد هذه الأوصاف العميقة الرائعة للطائرة
هل يراد بهم أن يكونوا مهندسين للطائرة ، ؟ ولم يتخرجوا في كلية الهندسة ،
أم نريد بهم أن يكونوا مخترعين لها ، ؟ وقد اخترعت قبلهم ،
أم يكونوا طيارين ؟- وما كل الدنيا طيارين - وهل تخرجوا في كلية الطيران ؟
* كما ترى -أيها القارئ - في وصف الطائرة كذلك كانوا في كل شيء ،
غير أن كثيرا من أبنائهم لم يحسن التعامل بتراثهم
إما من لم يستوعبه ، وإما نَقاد...نقده قلما تقوى الأوراق على حمله لأنه فوق الورق والحبر، وإما من يردد
ما في خمولي عار ***على امرئ ذي كمال
فليلة القدر تخــفى ***وتلك خير الليــــــالي
فإذ أنت وصلت بنا هذا الحد أيها السوقي الخرجي - وسلمك الله - وصلت بنا هذا الحد من العلم بهم ، أو زيادة جهلنا بهم ومؤسف جهل الإنسان نفسه -
فأنا أقول للقراء والكتاب انحوا نحو السوقي الخرجي أو أي نحوتشاءون ...، مثله المفيد ، مثله الماتع ، مثله الذي يثبت الوجود القديم والجديد ، مثله الأدب ( قول جميل يؤثر في النفس ويثير العواطف )
ليت السوقيين كان تراثهم - كما أحب لهم - ماضيه وحاضره ، وليتهم كانوا - كما أحب لهم - حتى يدرك العالم أنهم أمة عملاقة ربما لا تجول في الحسبان
اللهم زدهم الخير ، وزدني وأخي علما نافعا وعملا صالحا - ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم -
|