التوطئة

فلما كان الكاتب المؤرخ لغيره تاريخا، لا بد له من أسباب توصله بتاريخ من يعنى بتاريخه أينا كان.
سواء كان تاريخا يجمعه من بطون الكتب وما في معناها، أو تاريخا يجمعه من مشافهات أهلها أو من لهم به صلة معتبرة النقل في فن الرواية.
لذا فإني كنت في تجوالي بين اللاجئين في بركينافاسو العام الماضي 1434هـ.
التي منها جولة سمت بي إلى زيارة قراباتنا ـ قبائل السوقيين، والتي منها قبيلة: كل تجايت.
فلما احتضنت زيارتنا بالفضل والكرم...
تناولت شيئا من ذكر التاريخ، وأهميته، وفوائده الجمة، وأنني مما قمت به من جمع تاريخ مجتمعات أفقنا، ما جمعته بخصوص هذه القبيلة: كل تجايت، بعنوان: الدرر اليواقيت في مناقب ومآثر كل تجايت.
وفي أثناء ذلك الحديث الشيق بأهله، إذ سألني رجل فاضل الأخلاق كبير في السن، فقال ما معناه: هل أنت لا تجمع من التاريخ إلا تاريخ قبائل: كل أسوك ـ السوقيين ـ فقط؟.
فقلت له: بل كل قبيلة من مجتمعات أفقنا يشرفني أن أدون عنها ما أمكن من تاريخها.
عند ذلك أخبرني أنه رجل من قبيلة: إمغاد، وقبيلته فيهم قبيلة: كل سريري.
ثم استأذنني في أن يذهب ليجيء بمن هو أكبر منه سنا ومعرفة لتاريخهم.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
....................